أولا: شعر الجهاد
1-صدى الغزو الصليبي في الشعر
تعرّضت ديار الإسلام في المشرق العربي لغزو صليبيّ امتدّ من أواخر القرن الخامس الهجري إلى أواخر القرن السابع الهجري، وشهدت هذه الحقبة نزاعات داخلية بين أمراء الدولة الإسلامية وقادتها فضعفت قوتهم العسكرية؛ ما هيَّأ لدول أوروبا أن تغزو المشرق العربي وتحتل بعض مدنه تحت مسمى "الحروب الصليبية". واكب الشعر هذه الحروب، وصوّر أحداثها تصويرًا دقيقًا، وأشاد بفتوحاتها، ومدح أبطالها وقادتها، وصارت هذه الحروب هي الصبغة العامة لموضوعاته، فلا يكاد ديوان شعر يخلو في هذه الحقبة من قصائد عن البطولات الرائعة في مقاومة الصليبيين، ولم يكتفِ الشعراء بذلك، بل وصفوا النكبات التي مُنِي بها المسلمون، ولا سيما الجرائم الوحشيّة التي اقترفها الصليبيون في القدس وغيرها من المدن الإسلامية. ويمكن القول إنَّ الشعر عايش أحداث هذا العصر في مضامين ثلاث، هي:
أ- تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبيين.
ب- الدعوة إلى تحرير المدن ولا سيما بيت المقدس.
ج- تسجيل الانتصارات، والتهنئة بالفتوحات ولا سيما فتح بيت المقدس.
2- صدى الغزو المغولي في الشعر
غزا المغول العالم الإسلامي قبل انتهاء الحروب الصليبية، فقضوا على الخلافة العباسية ودمروا عاصمتها بغداد سنة (656هـ)، وعاثوا في الأرض قتلا لأهلها ودمارا لديارها وحرقا لمكاتبها . وقد تفاعل الشعراء مع أحداث هذا الغزو بتصويرها والإشادة ببطولات قادتها من المسلمين، ورثاء شهدائها وتبيان آثارها في ديار المسلمين، ويمكننا الوقوف على أبرز ما في هذه الأحداث من مضامين:
أ - تصوير سقوط المدن
ب- تسجيل الانتصارات
الخصائص الفنية لشعر الجهاد:
1 - يتصف بالواقعية من خلال وصف أحداث المعارك وصفا مباشرا.
2 - يـكـثـر من استخـدام الفنـون البديـعـيـة كالجنـاس.
3 -يتميز بحرارة العاطفة وتدفق المشاعر، ولا سيما عند الحديث عن سقوط المدن وتصوير المآسي والفرح بالانتصارات.