أولا: الرسائل الأدبية التأليفية: وهي مجموعة رسائل أدبية تتنوع أهدافها بين الترفيه عن النفس بما تلذّ قراءته، وشرح الحقائق بأسلوب قصصي خيالي، مصورة عواطف الناس وأهواءهم في حياتهم الخاصة والعامة.
أشهر من كتب في هذا المجال من الأندلسيين: ابن حزم صاحب (طوق الحمامة في الألفة والألاف) وابن شهيد صاحب (التوابع والزوابع).
1-طوق الحمامة في الألفة والألاف
هي رسالة رد بها ابن حزم على سائل بعث إليه من مدينة ألمِرْيَة يسأله أن يصنّف له رسالة في صفة الحُبِّ ومعانيه وأسبابه وأغراضه، وما يقع منه على سبيل الحقيقة. ويقع طوق الحمامة في ثلاثين بابا، تناول فيها ابن حزم الحبّ في نشأته وتطوره وأغراضه ودرجاته وأنواعه ومكامن السعادة والتعاسة فيه.
الخصائص الفنية لرسالة ابن حزم:
1- تستخدم عبارات قصيرة سلسة بعيدة عن التكلف.
2- تعالج عاطفة الحب من منظور إنساني مستخدمةً التسلسل المنطقي.
3-تستشهد بالشعر لتوضيح المعنى.
2- التوابع والزوابع لابن شُهيد الأندلسي:
يحكي ابن شُهيد في رسالته رحلة في عالم الجن اتصل من خلالها بتوابع الشعراء والكُتّاب، وناقشهم وناقشوه، وأنشدهم وأنشدوه، وعرض في أثناء ذلك بعض آرائه النقدية في الأدب واللغة، وكثيرا من نماذج شعره ونثره، ودافع عن فنّه وانتزع من توابع الشعراء والكُتّاب الذين حاورهم شهادات بتفوقه في الشعر والأدب. اختار ابن شهيد لرسالته اسم (التوابع والزوابع)؛ لأنه جعل مسرحها عالم الجن، واتخذ كل أبطالها –في ما عداه– من الشياطين. فالتوابع: جمع تابع أو تابعة وهو الجنيّ أو الجنية. ويكونان مع الإنسان ويتبعانه حيث ذهب. والزوابع: جمع زوبعة: وهو اسم شيطان أو رئيس للجن.