الوقف : هو أنْ يُخصِّص المسلم شيئًا من ماله ليُنتفَع به في وجه من وجوه الخير على نِيَّة الدوام والاستمرارية، بحيث لا يتصرَّف فيه صاحبه بالبيع والشراء والهِبَة وغير ذلك، ويجعل رَيْعه في أبواب الخير.
أوَّلًا: المجال العلمي
وقد تمثَّل ذلك في بناء دور القرآن الكريم، والكتاتيب، والمدارس، والجامعات التي كان التعليم فيها مجّانيًّا.
ومن أمثلة ذلك:
- المدرسة النورية التي أنشأها السلطان نور الدين زنكي في دمشق.
- المدرسة الصلاحية التي أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبي في القدس.
- المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك في بغداد، وفي عدد من المدن الإسلامية.
من الأوقاف العلمية التي أوقفها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين - حفظه الله- لدراسة فكر الأئمة والعلماء المسلمين، مثل:
- وقفية الإمام الغزالي في المسجد الأقصى المبارك التي وضعت نصب عينيها إعماره بالعلماء وطلبة العلم، وإعطاء دفع علمي وروحي إسلامي لحماة مدينة القدس.
- وقفية الإمام الرازي في مسجد الحسين بن طلال في عمّان.
- وقفية الإمام النووي في مسجد السلط الكبير، وجامعة العلوم الإسلامية العالمية.
- وقفية الإمام السيوطي في المسجد الحسيني الكبير في عمّان.
وقد أسهم هذا الجانب من جوانب الوقف في:
- نشر العلم على اختلاف تخصُّصاته.
- ظهور العلماء المُبدِعين في جميع المجالات العلمية.
- تخريج طوائف من الفقهاء والمُحدِّثين والمُفسِّرين والفلكيين.
ثانيًا: المجال الصحي
ومن أمثلتها:
- المستشفى المنصوري الذي بناه السلطان المنصور قلاوون رحمه الله في القاهرة.
- المستشفى الصلاحي الذي أنشأه صلاح الدين الأيوبي في بيت المقدس.
من الوقفيات الحديثة في المجال الصحي، وقفية مستشفى المقاصد الخيرية التابعة لصندوق الزكاة، وهو يقع في عمّان، ويُعَدُّ أوَّل وقف صحي في المملكة.
وقد أدّى هذا الجانب من الأوقاف دورًا عظيمًا في النهوض بالجانب الطبي من الحضارة الإسلامية، وذلك بـــ :
- تشييد المستشفيات المُتكامِلة، وتعيين أمهر الأطباء فيها.
- إيلاء المرضى جُلَّ الاهتمام منذ لحظة دخولهم إيّاها حتى خروجهم منها.
- تدريس العلوم الطبية للطلاب من مختلف البلاد.
ثالثًا: المجال الاجتماعي
تمثَّل ذلك في:
- بناء بيوت خاصَّة للفقراء، يسكنها مَنْ لا يجد ما يشتري به دارًا، أو يستأجر به منزلًا.
- وقف التكايا التي يُوزَّع فيها الطعام على المحتاجين مجّانًا.
- سقاية الماء.
ومن الوقفيات في تاريخ المسلمين، وقفية السيِّدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد رحمه الله.
وكذلك وقف المؤسسات التي تُعْنى بذوي الإعاقة وكبار السِّنِّ والأيتام، وتُوفِّر لهم سُبُل العيش الكريم.
تشييد الاستراحات والفنادق لمَنْ تقطَّعت بهم السُّبُل من أبناء السبيل؛ إذ كانوا يستريحون فيها، ويحظَون بواجب الضيافة فيها.
وقد وُجِدت وقفيات اجتماعية في الأردن، مثل:
أ. وقف ثريد.
ب. وقفية خير الأردن.
وقد أسهمت هذه الوقفيات في:
- حَلِّ بعض المشكلات الاجتماعية، مثل مشكلة الفقر، وذلك بتقديم ما يَلزم الفقراء والمحتاجين من مساعدات مادية وعينية، وتوفير حياة كريمة لهم.
- تشغيل بعض الباحثين عن عمل ضمن مشاريع صغيرة تُوفِّرها لهم، أو عن طريق دعمهم بالمال الذي يساعدهم على بَدْء أعمال مناسبة خاصَّة بهم.
أتوقف
1. وقف ثريد: وقف خيري يهدف إلى مكافحة الجوع ونقص التغذية بتوفيره وجبات غذائية مُتوازِنة وصحية يوميًّا.
2. وقفية خير الأردن: وقفية خيرية أُنشِئت للإنابة عن المُزكّين والمُتبرِّعين بإيصال زكاة أموالهم وصدقاتهم إلى مُستحِقّيها، فضلًا عن دعم المشروعات الإنتاجية للأُسر الفقيرة.
رابعًا: المجال العسكري
عن طريق دعم المرابطين على الثغور لمواجهة خطر غزو الأعداء، وذلك بتقديم كلِّ ما يَلزمهم من سلاح وعتاد وطعام وشراب.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
الوقف الإلكتروني؛ وهو يعني حبس الأصول الإلكترونية من برامج ومواقع وغير ذلك، وجعل منافعها في وجوه الخير.
مثل:
- رعاية المشاريع الإلكترونية، وتحفيز المُبدِعين على تقديم الأعمال المفيدة.
- إنشاء المواقع الإلكترونية التي تحوي الكتب الإلكترونية، والدروس العلمية والتربوية، والمحاضرات المفيدة في مختلف التخصُّصات.
- إنشاء القنوات المختلفة التي تُعْنى بتعليم القرآن الكريم ونشره، أو بالعلم الشرعي، وإنشاء المقارئ الإلكترونية، أو تُعْنى بالعلوم النافعة الأُخرى.
- إنشاء الملتقيات للتعريف بالإسلام، والدعوة إليه، ومناقشة الشُّبُهات والانحرافات الفكرية والعقدية.
من الأمثلة المعاصرة على هذه الأوقاف، موقع المكتبة الوقفية التي تشتمل على آلاف الكتب الإلكترونية التي يستفيد منها الناس وطلبة العلم.