التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

الحديث الشريف

معاني المفردات والتراكيب

  • عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قَال: «مَنْ نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبَةً منِ كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ الله عنه كُرْبةَ منِ كُرَبِ يومِ القيِاَمَة، ومَنْ يسَّر على مُعْسِر يَسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخرة ومَنْ سَتَر مُسْلمِاً سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ، واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العبدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلتَمِسُ فِيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنَّةِ، وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بُيوتِ الله يَتْلُونَ كتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بينهم إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمةُ وحَفَّتْهُمُ الملائكِةُ، وذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِندَهُ، ومَنْ بَطَّأ بهِ عَمَلُهُ لَيُسرع بهِ نَسَبُهُ » (رواه مسلم)
  • نفَّسَ: فرَّجَ.
  • كُرْبةً: شِدةً.
  • مُعسِر: عَاجزٍ عَنْ سَدادِ دَينِهِ.
  • يلتمسُ: يَطلُبُ.                 
  • السَّكينةُ: الطُمأنينةُ.
  • حَفَّتْهُمُ: أَحاطَتْ بِهم.
  • بَطَّأ: قصَّر.

تفريج الكرب

  • يُعدُّ السّعي لتفريج الكربات وقضاء حاجات الناس وتقديم النّفع لهم من أعظم الطّاعات وأفضل الأعمال والقربات؛ ومن ذلك إمهال المعسر في سداد دَيْنه حتّى يوسر أو مسامحته بالدَّين أو بجزء منه.
  • وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ مَنْ فرّج كُربات الناس في الدّنيا فإنّ الله تعالى تَكَفَّلَ بتفريج كرباته في الدّنيا والآخرة، ومَنْ يَسَّر على الناس وقضى عنهم ديونهم فجزاؤه أنْ يُيَسَر الله تعالى له الخير في الدّنيا والآخرةِ.

السّتر على الناس

  • حثّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على السَّتر وحفظ أسرار الناس وخصوصيّاتهم وعدم نشرها؛ لما في ذلك من حفظ عوراتهِم، والإمساك عمّا يسوؤهم، ولأنّ السَّتر يزيد المحبّة ويقوي العلاقات بين الناس، فالمؤمن يستر وينصح، ولا يفضح أو يشهّر.
  • وقد بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ الله سبحانه وتعالى يُسدل سِتره في الدّنيا والآخرة على عبده الذي يستر غيره من الناس.

طلب العلم النّافع

  • بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ اجتماع المسلمين لتعلُّم كتاب الله تعالى وتلاوته ومُدارسته وخاصة في المساجد، من أعظم الأعمال التي يقضي المسلمون فيها أوقاتهم.
  • وقد ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنّ من صور هذا التكريم:
    • نزول السكينة والطمأنينة عليهم.
    • حضور الملائكة لهذه المجالس إكرامًا لأهلها وتعظيمًا لصنيعهم، وحفظها لهم.
    • فوزهم برحمة الله تعالى.
    • ثناء الله تعالى عليهم وذكره لهم.

ميزان التّفاضل

  • وجّه النّبيّ المسلمين إلى أنّ مقياس التّفاضل الحقيقيّ بين الناس هو تقوى الله والعمل الصّالح؛ قال تعالى:(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13).
  • وبيّن صلى الله عليه وسلم أنّ مكانة الإنسان ومنزلته عند الله تعالى من خلال عمله وجهده وليس نسبه.
  • ولا يعني هذا عدم الاهتمام بالأنساب ورعايتها؛ فالنّسب إذا جاء مع العلم والعمل الصّالح فهو خير، أمّا إذا كان دون إيمان وعمل صالح فإنّه لا يفيد صاحبه شيئًا؛ لأنّ العبرة ليست بالأنساب وإنّما بالأعمال الصّالحة وتقوى الله -عزَّ وجلَّ-.
  •  وفي هذا توجيه إلى الحرص على العمل والجدّ والمثابرة حيث لا ينفع الإنسان عند الله تعالى مال ولا نسب ولا جاه، وإنما ينفعه عمله الصالح.