أوّلًا: الحياةُ السياسيةُ ونظامُ الحكمِ
- كانَ نظامُ الحكمِ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ مَلَكيًّا وراثيًّا، وكانَ الفرعونُ يتمتّعُ بالسلطةِ المُطلَقةِ والكاملةِ في البلادِ، وكانَ يُنْظَرُ إليهِ على أنَّهُ الإلهُ وقائدُ الجيشِ ومُشرِّعُ القوانينِ. وإلى جانبِ الوزيرِ الّذي كانَتْ مهمّتُهُ تحصيلَ الضرائبِ، والإشرافَ على الشؤونِ العامّةِ، كانَ هناكَ عددٌ منَ الموظفينَ والكهنةِ وحكامِ الأقاليمِ الّذين كانوا يساعدونَ الفرعونَ على إدارةِ شؤونِ أقاليمِهِمُ الإداريةِ والماليةِ، وكانَتْ مناصبُهُمْ تُوَرَّثُ لأبنائِهِمْ منْ بعدِهِمْ، ما أدّى إلى زيادةِ نفوذِهِمْ.
الفرعونُ: كلمةٌ كانَتْ تُطلَقُ على الملكِ الحاكمِ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ، وتعني: البيتَ الكبيرَ، أوِ القصرَ العاليَ الّذي يُقيمُ فيهِ الحاكمُ.
ثانيًا: الحياة الاقتصادية
- أسهمَ وجودُ نهرِ النيلِ وخصوبةُ التربةِ وتوفُّرُ الأمنِ والاستقرارِ في اهتمامِ مصرَ القديمةِ بالزراعةِ، فأُقيمَتِ السدودُ، وشُقَّتِ القنواتُ، واستُصْلِحَتِ الأراضي واتُّخِذَتِ التدابيرُ اللازمةُ لمواجهةِ فيضانِ نهرِ النيلِ، وتنوّعَتِ المحاصيلُ الزراعيةُ، وقُسِّمَتِ السنةُ إلى مواسمَ.
- عُرِفَت في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ صناعاتٌ عدّةٌ، فكان المصريونَ أولَ مَنْ صنعَ الجُبْنَ، وصنعوا الورقَ منْ نباتِ البرديِّ، وعرفوا صناعةَ الفخارِ والأسلحةِ والمنسوجاتِ والحُلِيِّ، والصناعاتِ الجلديةَ.
- نباتُ البرديِّ: نباتٌ يعيشُ على ضفافِ نهرِ النيلِ، استُخدِمَ في صناعاتٍ عديدةٍ، مثلِ: صناعةِ القواربِ الصغيرةِ، وصناعةِ الحبالِ، والحُصُرِ، واستُخدِمَتْ جذورُهُ للوقودِ، في حينِ استُخدِمَتْ رؤوسُهُ في تزيينِ المعابدِ. واستُخدِمَ ورقُهُ الصغيرُ الرقيقُ في الكتابةِ
- ساعدَ نهرُ النيلِ على ازدهارِ التجارةِ الداخليةِ، فكانَتِ القواربُ والسفنُ الصغيرةُ تحملُ الفلاحينَ ومحاصيلَهُمْ بينَ القرى والمدنِ، وكانَتِ المُقايَضةُ وسيلةَ البيعِ والشراءِ، ثمَّ ظهرَتِ العملةُ (النقدُ) الّتي صُنِعَتْ منَ النحاسِ والذهبِ والفضةِ، واستُخدِمَتِ الموازينُ والمكاييلُ في التجارةِ.
- نشطَتِ التجارةُ الخارجيةُ بينَ الحضارةِ المصريةِ القديمةِ وبينَ البلادِ المجاورةِ، وسارَتْ سفنُها عبرَ البحرِ المتوسطِ والبحرِ الأحمرِ حاملةً البضائعَ (مثلَ: الحبوبِ، وورقِ البرديِّ، والحُليِّ، والمنسوجاتِ الكتانيةِ) إلى بلادِ الشامِ وشبهِ الجزيرةِ العربيةِ واليمنِ واليونانِ، وكانَتْ تعودُ مُحمَّلةً بخشبِ الأرزِ، وخشبِ الأبنوسِ، والعاجِ، والزيوتِ، والأخشابِ، والأسلحةِ المعدنيةِ، والعطورِ.
ثالثًا: الحياةُ الاجتماعيةُ
ارتبطَتِ الحياةُ الاجتماعيةُ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ بالمعتقداتِ الدينيةِ، وكانَ المجتمعُ مُقسَّمًا إلى طبقاتٍ ثلاثٍ، هيَ:
- الطبقةُ العُليا: وتضمُّ قادةَ الجيشِ والكهنةَ وحكّامَ الأقاليمِ.
- الطبقةُ الوسطى: وتضمُّ الفلّاحينَ والحرَفيينَ والتجارَ.
- الطبقةُ الدنيا: وتضمُّ العبيدَ والخدمَ منْ أسرى الحروبِ.
حظيَتِ المرأةُ في المجتمعِ المصريِّ القديمِ بمكانةٍ مرموقةٍ، وتقلّدَتْ مناصبَ عدّةٍ، ووصلَتْ إلى الحكمِ، مثلَ: الملكةِ نفرتيتي، والملكةِ حتشبسوت. وعملَتِ المرأةُ المصريةُ في التجارةِ، وتملّكَتِ الأراضيَ.
رابعًا: الديانةُ
- كانَتْ مصرُ القديمةُ مُقسَّمةً إلى أقاليمَ، ولكلِّ إقليمٍ إلهٌ خاصٌّ بِهِ تُبنى لهُ المعابدُ، ومنَ الآلهةِ الّتي عُبِدَتْ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ: "رع" إلهُ الشمسِ، والإلهُ آتونَ، والإلهُ الأمُّ إيزيسُ، والإلهُ آمونَ. وكانَ الفرعونُ يعملُ وسيطًا بينَ المجتمعِ المصريِّ والآلهةِ، وكانَتْ لرجالِ الدّينِ مكانةٌ خاصةٌ في المجتمعِ المصريِّ القديمِ. وعندَما وصلَ الملكُ أمنحوتبُ الرابعُ (أخناتونُ) إلى الحكمِ في عامِ 1350ق.م وحّدَ آلهةَ المصريينَ في إلهٍ واحدٍ هوَ "الإلهُ آتونَ"، وأغلقَ المعابدَ باستثناءِ معبدِ آتونَ، ما أدّى إلى ثورةِ رجالِ الدّينِ والشعبِ عليهِ. وعندَما وصلَ ابنُهُ توتْ عنخ آتونَ إلى الحكمِ أعادَ لمصرَ ديانتَها القديمةَ، وفتحَ الهياكلَ والمعابدَ منْ جديدٍ، وغيّرَ اسمَهُ إلى توتْ عنخ آمونَ، واستعادَ رجالُ الدّينِ سُلطتَهُمْ وهيبتَهُمْ، وكانَتْ طيبةُ مركزَ عبادةِ الإلهِ آمونَ رع (إلهِ الشمسِ)، ولذلكَ شيّدوا فيها قصورًا ومعابدَ عديدةً.
- تعدّدَتْ الأعيادُ في الحضارةِ المصريةِ القديمةِ، وارتبطَتْ بالمناسباتِ الدينيةِ والعسكريةِ، ومنها: أعيادُ الحصادِ، وعيدُ رأسِ السنةِ الزراعيةِ، وعيدُ الانقلابِ الربيعيِّ، وشمُّ النسيمِ.