تلخيص الدرس الخامس: مظاهر الحضارة النبطية
تنوعت مظاهر الحضارة عند الأنباط في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية .
أولاً: الحياة الاقتصادية
أ-التجارة
استفاد الأنباط من الموقع الجغرافي لمملكتهم، فلعبوا دور الوسيط التجاري بين كل من جنوب الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين(العراق) وموانئ البحر المتوسط، فحققوا أرباحاً طائلة نتيجة فرض الرسوم على البضائع المارة عبر أراضيهم، وأقاموا العديد من أبراج المراقبة لتوفير الأمن وحماية الطرق التجارية.
ومن أهم السلع التي كان يصدرها الأنباط: الفخار والمعادن والزيوت كزيت السمسم وزيت الزيتون وكذلك الملح والقار (الأسفلت) الذي كان يستخرج من البحر الميت بكميات كبيرة، ويصدر إلى مصر لاستخدامه في تحنيط الموتى وطلاء السفن، وكانوا يستوردون البخور من جنوب الجزيرة العربية والتوابل واللؤلؤ من الهند والحرير من الصين .
ب-الزراعة
برع الأنباط في هندسة الري، فتغلبوا على شح الأمطار، واستغلوا سفوح الجبال والينابيع المجاورة من خلال:
أ-بناء القنوات الحجرية والأنابيب الفخارية لنقل مياه الشرب وتجميع المياه من التلال الصخرية وتوجيهها نحو الحقول.
ب-بناء السلاسل بالصخور والحجارة تجنبا لانجراف التربة.
ج-حفر الآبار وبناء السدود والبرك لجمع مياه الأمطار واستخدامها في الشرب والزراعة.
ساعدت هذه الأعمال الأنباط على زراعة العنب والزيتون والرمان وأنواع مختلفة من الحبوب كالقمح والشعير والسمسم.
هل تعلم: أن الأنباط زرعوا شجرة البلسم (الخروع) بكثرة في أراضيهم، واستخدم الطبيب جالينوس هذه النبتة بوصفها عقاراً طبياً، واتخذها بعض الأباطرة الرومان رمزاً لانتصاراتهم. |
ج-الصناعة
ازدهرت الصناعة عند الأنباط وتمكنوا من تصدير معظم صناعاتهم إلى الخارج، ومنها:
أ-صناعة الفخار: التي تميزت بدقة الصناعة وجمال الزخارف، ويشبه الفخار النبطي الفخار الأدومي في شكله وزخارفه.
ب-التعدين وسك العملة: استخرج الأنباط النحاس والذهب والفضة والحديد واستخدموها في صنع أدواتهم، وسكوا عملتهم الفضية .
ج-صناعة الحلي والمجوهرات والملابس والجلود والعطور.
ثانيا: الحياة الاجتماعية
تكون المجتمع النبطي من طبقات اجتماعية متعددة هي:
أ-الطبقة العليا
تضم الطبقة الحاكمة وكبار التجار وشيوخ القبائل وممثلي الملك في المحطات التجارية.
ب-الطبقة الوسطى
تضم الجنود والفلاحين وصغار التجار والصناع.
ج-الأجانب
هم ممثلو التجار الأجانب
د-العبيد
هم غير الأحرار لم تكن لهم حقوق سياسية أو اقتصادية.
ثالثا: الحياة الدينية
انتشرت عبادة الأصنام عند الأنباط، فعبدوا الآلهة ذا الشرى واللات (آلهة عرب الجزيرة)، وعبدوا الإله إيزيس، وكانت عبادة هذه الآلهة منتشرة عند المصريين والرومان.
وبنى الأنباط المعابد ومن أشهرها معبد الأسود المجنحة في البترا ومعبد خربة الذريح، ومعبد خربة التنور وقصر البنت.
خربة الذريح: تقع قرب وادي الحسا، ويتميز معبدها بالزخارف وتيجان الأعمدة التي تحمل زواياها منحوتات لرؤوس الأسود، تحول هذا المعبد في الفترة البيزنطية إلى كنيسة، ثم أصبح من المواقع المهمة في الفترة الأموية |
رابعا: اللغة والكتابة
تحدث الأنباط اللغة العربية، وكتبوا بالأحرف النبطية ذات الأصل الآرامي، وعثر على نقوش لهم مكتوبة بالخط النبطي، كنقش النمارة في حوران، والحروف النبطية هي من الأصول التي تطور عنها الخط العربي.
خامسا: فن العمارة
ازدهرت العمارة وفن النحت كثيرا عند الأنباط وبرزوا فيه، وقد اتبع الأنباط أسلوبين في تشييد عمائرهم هما:
١-الحفر في الصخر الطبيعي
ينفذ هذا الحفر من الأعلى إلى الأسفل بناء على مخططات مرسومة مسبقا مثل حفر الخزنة والدير والمدرج وغيرها من المعالم النبطية.
٢-البناء الحر
استعمل الأنباط المواد المتوفرة في المنطقة، مثل الطوب الطيني في أيلة(العقبة)، والحجارة البازلتية في حوران، وانتشر استخدام الجص في البناء، ورصفت الأرضيات بالحجارة، وزخرفت بالرخام الملون وأحيانا بالفسيفساء، ومن أبرز الأمثلة على البناء الحر قصر البنت في مدينة البترا.