التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

سبب معركة مؤتة

وصيّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم للجيش

أحداث يوم مؤتة

  • في السّنة الثّامنة للهجرة بعث سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل الحارثُ بن عُمير الأزديّ رضي الله عنه برسالة إلى حاكم بُصرى بالشّام يدعوه فيها إلى الإسلام.

 

  • وصل الحارث أرض الطّفيلة، فاعترض طريقه شرحبيل بن عمرو الغسانيّ؛ وهو أمير من أمراء الرّوم على الشّام، فقتله، وهذا السّلوك هو غير ما جرت به العادة من عدم التّعرض للرّسل أو قتلهم.
  • جهّز النّبيّ صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل وأمَّرَ عليهم زيد بن حارثة رضي الله عنه، وقال: «إنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ ».

 

  • أوصى النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلاً: «اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللهِ، اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تمثِّلوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا».

 

 

  • سمع الرّوم بجيش المسلمين فجهّزوا جيشًا كبيرًا لملاقاتهم ولمّا وصلت أخبار جيش العدو وعددهم الكبير إلى جيش المسلمين وكانوا قد وصلوا إلى أرض معان تشاوروا فيما بينهم، فشجّعهم عبدالله بن رواحة رضي الله عنه على المضي لقتال العدو.

 

  • ولمّا وصل جيش المسلمين إلى سهل مؤتة بدأ القتال شديدًا بين الطّرفين حتّى استشهد قادة المسلمين الثلاثة تِباعًا، فعن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نَعى زَيْدًا وجَعْفَرًا، وابْنَ رَواحَة لِلنّاس قبل أَنْ يَأْتيهم خَبرهمْ، فَقالَ: «أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثم أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثم أخَذَ ابنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْناهُ تَذْرِفانِ: حتَّى أخَذَ الرّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللهِ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَليهِم ».

 

  • وبعد استشهاد القادة الثّلاثة أخذ الرّاية أحد الصحابة ودعا المسلمين أن يختاروا رجلاً منهم ليكون قائدًا لجيش المسلمين، فأجمعوا على خالد بن الوليد رضي الله عنه لقيادة الجيش؛ لشجاعته وخبرته في القتال وقدرته على قيادة الجيش.

 

  • قرّر خالد رضي الله عنه الانسحاب بالجيش؛ لعدم تكافؤ الطّرفين وحقنًا لدماء المسلمين، فأعدّ لذلك خطّة مُحكَمَةً لينسحب الجيش بأقلّ الخسائر تتلخص فيما يأتي:
  • غيّر ترتيب الجيش وجعل المقدّمة مؤخّرة، والمؤخّرة مقدّمة، والميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة، وفي هذا دلالة على حِكمة خالد بن الوليد رضي الله عنه ونظره إلى عواقب الأمور.
  • ظنّ الرّومُ أنّ مددًا جديدًا وصل إلى جيش المسلمين، فبدأوا بالانسحاب ولم يقوموا بملاحقتهم؛ فقد ظنّوا أنّ المسلمين أعدّوا لهم مكيدة، حينها عاد خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيش المسلمين إلى المدينة المنوّرة بسلام.