مقاومة المشركين للإسلام
أولاً: الإذن بقتال المشركين
قوم زعماء قريش دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام، ومنذ أن بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته للإسلام وهو يتحمل أذى مشركي قريش، ولما اشتد أذى المشركين له ولأصحابه أذن الله له بالجهاد في سبيله، للأسباب الآتية وهي:
1- نشر الإسلام
2- رد أذى المشركين
3- الدفاع عن النفس، ورد العدوان لقوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) (سورة الحج، الآية 39)
- السرايا: هي بعثات استطلاعية لم يشارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تهدف إلى إضعاف قوة المشركين. وأول سرية كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلب، وقد بلغ عدد سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانِياً وثلاثين سرية.
- الغزوات (الأيام): هي حملات شارك فيها الرسول ضد المشركين، وقد بلغ عدد غزوات الرسول ستاً وعشرين غزوة (يوماً).
ثانياً: يوم بدر (2هـ/623م)
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن القافلة التجارية الكبرى لكفار قريش المحملة بالبضائع والأموال في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام، فعندها قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقابلهم بالمثل ويسعى من أجل استرداد شيء مما استولى عليه كفار قريش من أموال المسلمين وذلك عن طريق ضرب اقتصاد كفار قريش من خلال الإغارة على قافلتهم ومصادرتها، ولما علم أبو سفيان بنية المسلمين غير طريق القافلة، وأرسل إلى قريش يخبرهم بذلك وطلب منهم المدد والعون فخرجت قريش لنصرته والدفاع عن أموالهم.
يوم بدر 2هـ/623م |
الأطراف:
1- المسلمون 2- المشركون من قريش
|
النتائج:
1- انتصار المسلمين 2- تعزيز مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم بين القبائل. 3- دخول عدد من المشركين في الإسلام. 4- اكتساب المسلمين قوة في القتال. 5- زادت هيبة المسلمين. 6- أسر عدد من المشركين.
|
اقرأ النص الآتي:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في كل شيء، وفي يوم بدر استجاب صلى الله عليه وسلم لمشورة الحباب بن منذر في أن ينزل المسلمون قريباً من بئر بدر للسيطرة على مياهها، والتحكم فيها، وحرمان المقاتلين من المشركين من الوصول إلى الماء، فلما وصل كفار قريش لأرض بدر وجدوا المسلمين يتحكمون بماء البئر، فكان ذلك سبباً من أسباب هزيمة المشركين.
الشورى: هي طلب الرأي من أهل الحكمة والخبرة
|
الأسرى: هم المقاتلون الذين وقعوا في قبضة الخصم أثناء الحرب. |
وبعد الانتهاء من قتال المشركين، عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفرق الأسرى بين أصحابه ليعتنوا بهم، وقال:((استوصوا بالأسرى خيراً)).
ونهى عن قتلهم والتمثيل بهم، وكان فداء الأسرى للمقتدر بدفع المال، وأما من يستطيع القراءة والكتابة فيفتدي نفسه بتعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
وقد وردت آيات تدعوا إلى الرفق في معاملة الأسرى، ومنها :
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (سورة الأنفال، الآية 70).
ثالثاً: يوم أحد (3هـ/624م)
حدث يوم أحد في السنة 3هـ/624م في المدينة المنورة (يثرب) بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة، والمشركين بقيادة أبي سفيان من جهة أخرى. وكان سبب يوم أحد هو رغبة قريش في الثأر لما أصابها من هزيمة في بدر.
وقد التقى الطرفان في أحد وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب المقاتلين وعين الرماة على الجبل وطلب منهم حراسة الجيش من الخلف ولما حقق المسلمون النصر ترك الرماة مواقعهم الدفاعية بالرغم من تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بعدم النزول عن جبل أحد والالتزام بأوامره، حيث قال لهم:
(( إن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشاركونا، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا))
ولكن عندما هزم المشركون ظن الرماة أن أحداً انتهت عندها التف خالد بن الوليد وكان قائد المشركين آنذاك - خلف المسلمين وحاصرهم وحقق النصر عليهم فاستشهد عدد من الصحابة ومنهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير.