الدرس السادس :مقاومة المماليك للغزو المغولي
تعرض المشرق الإسلامي منذ منتصف القرن (السابع الهجري/ الثالث عشر ميلادي) لهجمات المغول الذين تمكنوا من الاستيلاء على العراق وبلاد الشام.
أولاً: المغول
المغول قبائل بدوية وثنية، أقامت في أواسط آسيا في الجزء الشرقي من بلاد تركستان ومنغوليا، ضمن المناطق الممتدة من سهل نهر سيحون غرباً إلى الحدود الشرقية للصين، حتى تمكن الأمير المغولي (تيموجين) من توحيدهم، فنصب نفسه زعيماً على المغول عام (٦٠١هـ/١٢٠٢م).
وأطلق على نفسه اسم (جنكيز خان) أي إمبراطور البشر أو أعظم الحكام، وبدأ يكون دولته القوية باحتلال الصين عام (٦١٢هـ/١٢١٥م)، فأصبح بذلك مؤسس دولة المغول.
من أين جاء المغول؟
من أواسط آسيا في الجزء الشرقي من بلاد تركستان ومنغولياضمن المناطق الممتدة من سهل نهر سيحون غرباً إلى الحدود الشرقية للصين،
من هو مؤسس إمبراطورية المغول؟
الأمير المغولي (تيموجين)
ثانياً: الغزو المغولي للبلاد الإسلامية
تعرض العالم الإسلامي في القرن (السابع الهجري/الثالث عشر ميلادي)إلى الغزو المغولي، الذي اجتاح المدن الإسلامية، فدمر معالمها ونهب خيراتها، وارتكبت المذابح بحق السكان الآمنين، وكان سبب نجاحهم تفكك الدولة الإسلامية وضعفها؛ فكانت الخلافة العباسية في بغداد سائرة في الاضمحلال، ودولة السلاجقة في بغداد ضعيفة، ودولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى آخذة في الضعف والتدهور، وقد توزع الأيوبيون في بلاد الشام في إمارات متنازعة، وكذلك كانت الدولة المملوكية الناشئة في مصر ضعيفة.
متى بدأ الغزو المغولي للعالم الإسلامي؟
في القرن السابع الهجري /الثالث عشر الميلادي
بين سبب نجاح المغول في استيلائهم على العالم الإسلامي.
بسبب نجاحهم تفكك الدولة الإسلامية وضعفها؛ فكانت الخلافة العباسية في بغداد سائرة في الاضمحلال، ودولة السلاجقة في بغداد ضعيفة، ودولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى آخذة في الضعف والتدهور، وقد توزع الأيوبيون في بلاد الشام في إمارات متنازعة، وكذلك كانت الدولة المملوكية الناشئة في مصر ضعيفة.
ما الدول الإسلامية التي كانت قائمة أثناء الغزو المغولي؟
مدن خراسان ، وبلاد القفجاق.
استغل (جنكيز خان) حالة الضعف والتفكك السياسي للعالم الإسلامي، فاستولى على مدن خراسان وبلاد القفجاق، ووسع بذلك حدود إمبراطوريته حتى وفاته عام (٦٢٤هـ/١٢٢٧م).
ثم خلفه ابنه (تولوي خان) الذي سار على نهج والده، فاستولى على الدولة الخوارزمية عام (٦٢٨هـ/١٢٣١م)، ثم تقدم حتى وصل حدود العراق. ولما تولى القيادة (هولاكو) حفيد (جنكيز خان)، هاجم بغداد حاضرة الخلافة العباسية في محرم عام (٦٥٦هـ/١٢٥٨م)، وأشعل فيها النار، وقتل آخر الخلفاء العباسيين في بغداد المستعصم بالله وعددا من العلماء وأئمة المساجد وخلقا كثيرا، وتجاوز الأمر بطمسه لكثير من معالم الحضارة العربية والإسلامية، وبذلك انتهت الخلافة العباسية بعد حكم دام أكثر من خمسة قرون.
تأمل الخريطة (2-12) ،التي تبين الغزو المغولي للبلاد الإسلامية :
اتجهت أنظار المغول بعد ذلك إلى بلاد الشام مستغلين انقسام الأيوبيين، فسهل لهم ذلك السيطرة على بلاد الشام، ثم اتجهت أنظارهم إلى مصر، فأرسلوا تهديدا إلى سلطان المماليك سيف الدين قطز يدعوه فيها إلى الاستسلام أو القتال، إلا أن (هولاكو) لم يطل به المقام؛ لأن ظروف الدولة المغولية في المشرق دفعته إلى العودة إلى الصين، تاركاً وراءه بعض جيشه بقيادة (كتبغا) لمتابعة المسير إلى مصر.
ثالثاً: دور المماليك في مقاومة الغزو المغولي
رفض السلطان المملوكي قطز تهديد (هولاكو)، فخرج في رمضان (٦٥٨هـ/١٢٦٠م)، على رأس جيشه نحو فلسطين، وتقدم على طريق الساحل نحو عكا، مستغلا الهدنة التي وقعت مع الفرنجة عام (١٢٥٤م)، حتى وصل إلى موقع عين جالوت بين بيسان ونابلس، فالتقى مع الجيش المغولي في معركة كبيرة، انتهت بانتصار المماليك على المغول عام (٦٥٨هـ/١٢٦٠م).
تأمل الخريطة (2-13)، والتي تبين موقع معركة عين جالوت :
كان من أبرز نتائج معركة عين جالوت ما يلي:
١-أوقفت هذه المعركة الزحف المغولي نحو مصر، وساهمت في ارتدادهم إلى ما وراء نهر الفرات.
٢-بددت هذه المعركة الأسطورة القائلة: إن الجيش المغولي جيش لا يقهر.
٣-ارتفاع مكانة دولة المماليك الناشئة في العالم الإسلامي، فأصبحت مصر بذلك مركزا بالغ القوة عن الشرق الإسلامي، لا سيما بعد أن تداعت الإمارات الأيوبية في بلاد الشام.
٤-كان نصر المماليك في عين جالوت سبباً في خلاص بلاد الشام من يد المغول، إذ أسرع قادتهم بالهرب من المنطقة، الأمر الذي مهد للسلطان قطز السيطرة على بلاد الشام، فأقيمت له الخطبة في المساجد، وبذلك عادت الوحدة بين بلاد الشام ومصر تحت زعامة المماليك.
٥-تأجحت روح المقاومة لدى المسلمين ضد الغزاة.
وبعد نصف قرن من معركة عين جالوت، ونتيجة لاحتكاك المغول بالمسلمين وتأثرهم بالحضارة الإسلامية تخلوا عن وثنيتهم، واعتنق المغول الإسلام، وانشؤوا حضارات إسلامية عريقة في إيران والعراق وبلاد الهند وجنوب روسيا.