شكلت بلاد الشام، ومنها الأردن، أرضا للرسالات السماوية، وقد ورد ذكرها في الكتب السماوية وفي كتب التفاسير، وفي الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضائل بلاد الشام ومنها أرض الأردن، وهذا يشير إلى أن هذه البلاد مباركة.وقد ورد اسم بلاد الشام بشكل عام، والأردن بشكل خاص أو بعض المناطق الأردنية في العديد من الأحاديث النبوية الشريف
وطأت أرض الأردن أقدام معظم الأنبياء والصالحين، فهي المكان الذي جرت عليه الكثير من قصص القرآن الكريم، وقد تشرفت أرض الأردن باحتضان كثير من مقامات الأنبياء ،فاستقرت قبائل عربية كثيرة في أرض الأردن قبل الإسلام، ومع دخول الإسلام جاءت قبائل عربية أخرى مع جيوش الفتح العربي الإسلامي، وقد شكلت لاحقا نواة جيوش الفتح الإسلامي لمصر وشمال إفريقيا، ومن أشهر هذه القبائل:
1- قبائل بني عذرة وبني سعد هذيم
2 - قبيلة بلي
3 - قبيلتا جذام ولخم
4 - قبيلة الغساسنة
5- قبيلة عاملة وكهلان
6- قبيلة القين (بلقين)
وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم باستمالة القبائل العربية في الأردن للإسلام من خلال
- التمهيد للدعوة الإسلامية في بلاد الشام بأكملها حتى تكون مركزا لتجميع جيوش المسلمين وضمان التموين المناسب لها في حالة التوسع باتجاه الشمال؛ أي باتجاه الدول البيزنطية.
- تحويل ولاء هذه القبائل من الخضوع للإمبراطورية البيزنطية إلى الولاء المطلق، لتكون عوناً للمسلمين في صراعهم المقبل مع الروم.
وبدأ الرسول ﷺ بالتمهيد للدعوة الإسلامية، وذلك بالاتصال بزعماء القبائل ليعرض عليهم الإسلام، ويدعوهم لنصرته، وقد اتسمت مراسلاته مع رؤساء القبائل في الأردن بما يأتي:
1- الترغيب في الدين الإسلامي.
2- محاولة تجنب القتال، وهكذا صالح الرسول ﷺ أهل أيلة وأذرح والجرباء، لتكون مناطقهم منافذ إلى الشام بأكملها
شهدت أرض الأردن أول مواجهة خارج شبه الجزيرة العربية بين جيش المسلمين من جهة، وجيوش الروم والقبائل العربية المتحالفة معهم في تلك المنطقة من جهة أخرى
1- معركة مؤتة (8هـ/629م) سببها اعتراض الأمير شرحبيل بن عمرو الغساني- وقد كان يحكم مؤاب (الكرك) باسم الروم - طريق الصحابي الحارث بن عمير الأزدي - إذ كان يحمل رسالة من رسول اللہ ﷺ إلى ملك الغساسنة الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه فيها للإسلام- فقد قتله مخالفا بذلك الأعراف السائدة التي تمنع التعرض للسفراء والرسل بالأذى
بدأت المعركة والشباك الفريقان في القتال، فاستشهد ، زيد بن حارثة فيه، فأخذ الراية جعفر ابن أبي طالب ممسكا بها بعينه فقطعت، ثم أخذها بشماله فقطعت، فاحتضنتها بعضديه حتى استشهد فحمل الراية عبد الله بن رواحة له، فقاتل حتى التحق بصاحبيه شهيدا فحمل الراية ثابت بن أقرم البلوي رضي الله عنه ، حرصا منه على بقاء راية جيش المسلمين مرفوعة ثم طلب إلى المسلمين الاتفاق على أمير لهم، فأجمعوا على خالد بن الوليد
وقد نفذ خالد بن الوليد خطة عسكرية محكمة للوصول بجيش المسلمين إلى بر الأمان ، لذا فقد عمد إلى الخطوات الآتية :
أ- جعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثير الغبار الكثيف؛ حتى يظن الروم أن هناك مددا قد جاء للمسلمين.
ب- غير في تعبئـة الجيش؛ فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة، وجعـل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، وقد رأى الروم ذلك في الصباح، ولاحظوا أيضـا تبدل الرايات والوجوه والهيئة؛ فاعتقدوا أن هناك مددا قد وصل المسلمين.
ج- جعـل خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منهم مجموعة من جنود المسلمين فوق أحد التـلال منتشرين على مسافة واسعة، ليس لهـم من عمل إلا إثارة الغبار؛ لإشعار جيش الروم بالمدد المستمر الذي يصل المسلمين.
د - بدأ خالد بن الوليد في اليوم التالي للمعركة بالتراجع التدرجي بجيشه إلى عمق الصحراء
الأمر الذي شعر معه الروم بأن خالد بن الوليد يستدرجهم إلى كمين في الصحراء، فترددوا في متابعته، ولم يجرؤوا على مهاجمته أو متابعته، فاستغل خالد الفرصة، وعاد بجيش المسلمين إلى المدينة المنورة، فاستحق بذلك لقب سيف الله المسلول الذي لقبه به الرسول ﷺ