التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة توجيهي

icon

السُّنَّة النبوية الشريفة: هي كلُّ ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خُلُقية.

مكانة السُّنَّة النبوية الشريفة في التشريع الإسلامي

يجب على المسلم الأخذ بالسُّنَّة النبوية الشريفة، والعمل بأحكامها وتوجيهاتها.

وممّا يدلُّ على هذه المكانة:

أ) أمر الله سبحانه بالاستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم،قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(الحشر:7).

ب) ربط الله عزوجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته سبحانه.قال تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله(النساء: 80 )، قال تعالى: ﴿قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين(آل عمران: 32 ).

ج) مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فتنة توجِب العذاب الأليم.قال تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم(النور: 63)؛ وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك السُّنَّة النبوية الشريفة، فقال: «يوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلى أرَيكَتهِ يُحَدَّثُ بَحَديثٍ مِنْ حَديثي، فَيَقولُ: بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ كِتابُ الله عزوجل، ما وَجَدْنا فيهِ مِنْ حَلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ، وَما وَجَدْنا فيهِ مِنْ حَرامٍ حَرَّمْناهُ » (رواه ابن ماجه) (أرَيكَتهِ:ِ فِراشه).
د ) أمر من النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ما أمر واجتناب ما نهى قال صلى الله عليه وسلم: «فَإذَِا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَْيءٍ فَاجْتَنبُِوهُ، وَإذَِا أَمَرْتُكُمْ بأَِمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ » (رواه البخاري).

 لا يجوز الاكتفاء بالقرآن الكريم، وترك السُّنَّة النبوية الشريفة، لأسباب منها:

1) لأنَّها بيَّنت كثيرًا من أحكام الشريعة الإسلامية و فصَّلتها.

2) لأنَّ تركها يؤدّي إلى تضييع أحكام إسلامية عديدة، أو عدم فهمها، أو الجهل بكيفية تطبيقها.

 

حُجِّية السُّنَّة النبوية الشريفة تعني أنَّها دليل شرعي على الأحكام الشرعية التي يجب العمل بها.

دور السُّنَّة النبوية الشريفة في التشريع الإسلامي

أ. تأكيد ما جاء في القرآن الكريم: مثل:

- قوله صلى الله عليه وسلم : «إنَِّهُ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إلَِّا بطِِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ » (رواه أحمد)؛ ففي ذلك تأكيد لِما جاء في الآية الكريمة، قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)(البقرة:29).

- وقال صلى الله عليه وسلم: «وَكونوا عِبادَ الله إخِْوانًا» (رواه البخاري ومسلم)؛ فقوله صلى الله عليه وسلم مُؤكِّد لِما جاء في الآية الكريمة قال تعالى:(إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)(الحجرات:10).

ب. تفسير ما جاء في القرآن الكريم وبيانه: مثل: 

- في جانب العقيدة: قال تعالى:(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)(الأنعام:82).بينت السنة الشريفة أن المراد بالظلم في الآية الكريمة، هو الشِّْرك. قالَ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ كَما تَظُنّونَ، إِنَّما هُوَ الشِّرْكُ، كَما قالَ لُقْمانُ لابنِهِ: ﴿يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (لقمان:13)». (متفق عليه)
- في جانب العبادات: قال تعالى: (وأقيموا الصلاة)﴿البقرة:43﴾فصَّلت السُّنَّة النبوية الشريفة عدد ركعاتها وأوقاتها وسُنَنها، ودعت المسلمين إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية أدائها، قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَ رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي » (رواه البخاري).

- في جانب المعاملات: قال تعالى:(من بعد وصية توصون بها أو دين)(النساء:12)، بيَّنت السُّنَّة النبوية الشريفة مقدار الوصية، وحدَّدتها بألّا تزيد على الثلث. قال صلى الله عليه وسلم: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثير » (متفق عليه).

- في جانب المطعومات:قال تعالى:(حرمت عليكم الميتة والدم)(المائدة:3)، استثنت السُّنَّة النبوية الشريفة نوعين من أنواع المَيْتة والدماء من التحريم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَنا مَيْتَتانِ، وَدَمانِ؛ فَأَمّا الْمَيْتَتانِ فَالْحوتُ وَالْجَرادُ، وَأَمّا الدَّمانِ فَالْكَبدُِ وَالطِّحالُ » (رواه أحمد).

ج.إضافة أحكام جديدة لم تَرِدْ في القرآن الكريم:
من الأمثلة على ذلك:

- تحريم جمع الرجل في الزواج بين المرأة وعمَّتها، أو المرأة وخالتها في الوقت نفسه؛  قال صلى الله عليه وسلم: «لا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتهِا، وَلا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخالَتهِا » (متفق عليه).

- تحريم كلِّ ذي ناب من السِّباع؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أَكْلُ كُلِّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ حَرامٌ » (رواه مالك في المُوطَّأ).

- تحريم أكل لحوم الحُمُر الأهلية.

- تحريم الذهب على الرجال.

- وجوب صدقة الفطر.

- جواز المسح على الخُفَّين.

 

واجبنا تجاه السُّنَّة النبوية الشريفة
أ . التمسُّك بها والتزامها: قال تعالى: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
(النساء: ٥٩ ). قال تعالى: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا(النساء: ٦٥).
ب. تعلُّمها وتعليمها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقالَتي، فَوَعاها، فَبَلَّغَها؛ فَإنَِّهُ رُبَّ حامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بَفَقيهٍ، وَرُبَّ حامِلِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ » (رواه الترمذي).
ج.بذل الجهود لحفظها من الضياع

 1) جمع السُّنَّة النبوية الشريفة. 2) تدوينها. 3)بيان صحيحها من ضعيفها.

ومن أمثلة ذلك:

- ما فعله المُحدِّثان الكبيران البخاري ومسلم في (الصحيحين).

- الإمام مالك في (الموُطَّأ).

-الإمام أحمد في (المسند).

وكذلك ما قدَّمه العلماء من شرح للسُّنَّة النبوية الشريفة، مثل:

- الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري).

- الإمام النووي في كتابه (المنهاج شرح صحيح مسلم).


ومن الجهود المعاصرة لحفظ السُّنَّة النبوية الشريفة:

* الموسوعات الإلكترونية.

* تطبيقات الهواتف المحمولة.

* المواقع الإلكترونية الموثوقة التي تنشر السُّنَّة النبوية الشريفة، وتعرض الأحاديث النبوية الشريفة وشروحاتها، وتُوفِّر خدمة البحث عنها وتخريجها.


د . رَدُّ الشُّبُهات والدفاع عنها أمام المُشكِّكين:

عن طريق:

- توظيف الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي في دحض مزاعم المُتحامِلين على السُّنَّة النبوية.

-  عقد الندوات والمحاضرات التي تذبُّ عن حياض السُّنَّة الشريفة.

-  إنشاء الجمعيات التي تُعْنى بالحديث النبوي الشريف وعلومه.