التربية الإسلامية فصل ثاني

المواد المشتركة توجيهي

icon

 

 

أَوّلًا: مفهوم الجريمة

الجريمة: هي كلُّ مخالفة لأمر الشارع رَتَّب عليها عقوبة دنيوية؛ سواء أكانت المخالفة بارتكاب أمر ممنوع مثل: شرب الخمر، أو السرقة، أو الرشوة، أم بترك أمر واجب مثل: التخلُّف عن الجهاد إذا دعا إليه ولي الأمر، أو ترك الزكاة.

ثانيًا: مخاطر الجريمة وآثارها

  • استحقاق غضب الله تعالى وعقابه.
  • الإخلال بأمن المجتمع.
  • حصول الفتن والعداوة بين الناس.
  • إضعاف الاقتصاد.

ثالثًا: أقسام الجريمة في الفقه الإسلامي

  • جرائم الحدود:

هي المعاصي التي قرّرت الشريعة الإسلامية عقوبة محددة على ارتكابها، فلا يُزاد عليها ولا يُنتقصُ منها، وقد سميت الحدود بهذا الاسم؛ لأنه لا يجوز تجاوزها.

 ومن أمثلتها: حد شرب الخمر وعقوبته ثمانون جلدة، وحد القذف وعقوبته ثمانون جلدة.

  • جرائم القصاص:

جرائم القصاص هي المعاصي التي عقوبتها القصاص، والقصاص هو معاقبة الجاني بمثل ما فعل ويكون ذلك في الجرائم الواقعة عمدًا على النفس بالقتل أو الجرح أو قطع الأعضاء.

أَتوقَّفُ

الدِّيةُ: هي المالُ الذي يُعْطى إلى المجني عليه أو إلى ورثته بسبب جناية وقعت عليه بالقتل أو الجرح.

جرائم التعزير:

هي المعاصي التي لم تحدّد الشريعة الإسلامية لها عقوبة محددة بل جعلت عقوبتها مفوّضة لرأي ولي الأمر.

ومن أمثلتها:

أخذ الرشوة وأكل مال اليتيم، وإلقاء النفايات في الشوارع، ومخالفة قوانين السير، وشهادة الزور، وشتم الناس، واحتكار السلع، والتلاعب بالكيل والميزان.

رابعًا: منهج الإسلام في مكافحة الجريمة

  • التدابير الوقائية:

تميز الإسلام باتخاذ تدابير وقائية تمنع الجريمة قبل وقوعها، ومن هذه التدابير:

1.تعميق الإيمان بالله تعالى.

2. معالجة الأسباب التي قد تؤدّي إلى ارتكاب الجريمة.

3. تعزيز الجانب الأخلاقي.

4.تعميق انتماء الفرد لوطنه وأمته.

  • التدابير العلاجية:

 بتشريع العقوبات الرّادعة التي تزجر المجرم وتردع غيره عن ارتكاب الجريمة.

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

من ميزات نظام العقوبات في الإسلام أن العقوبة فيه ليست عقوبة دنيوية فقط بل هنالك عقوبة أخروية؛ فالعقوبة الدنيوية هي التي يقوم بها ولي الأمر أو من ينوب عنه، أما العقوبة الأُخروية فهي ما ينتظر المجرمين والعصاة يوم القيامة.

وهذا ما يميّز نظام العقوبات الإسلامي عن النظام الوضعي؛ ففي النظام الوضعي يحرص الجاني على الإفلات من العقوبة الدنيوية، ويظن أنه لا شيء عليه إن أفلت من العقوبة، بينما في النظام الإسلامي إن أفلت من العقوبة في الدنيا فهو يعلم أنه سيعاقب عليها في الآخرة، مما يدعوه إلى ترك الجريمة ولو لم يطّلع عليها أحد.