الدراسات الإسلامية فصل أول

الأول ثانوي أدبي

icon

تميّز التشريع الإسلامي بخصائص، منها:


الربانية
ومعنى ذلك أنها من الله تعالى، فهي ربانية المصدر، وربانية الغاية.

  • ربانية المصدر: أي أن شريعة الإسلام مصدرها الوحي، جاءت بإرادة الله تعالى، فهو الذي وضع أسسها ومبادئها.
  • ربانية الغاية: أي أن هدف الشريعة الإسلامية هو الحصول على مرضاة الله تعالى، ففطرة الإنسان لا يلبيها إلا الإيمان بالله والتوجه إليه.


الثبات والمرونة
فالتشريع الإسلامي يجمع بينهما في تناسق مبدع؛ الثبات في ما يجب أن يبقى، والمرونة في ما يجب أن يتغير ويتطور،

وهذه الخصيصة البارزة خاصّة برسالة الإسلام، نجد فيها

  • الثبات على الأهداف والغايات، والمرونة في الوسائل والأساليب،
  • والثبات على الأصول والكليات، والمرونة في الفروع والجزئيات،
  • والثبات على القيم الدينية والأخلاقية، والمرونة في الشؤون الدنيوية والعلمية.
     


كمال التشريع
التشريع الإسلامي أشمل التشريعات في حفظ حقوق الإنسان، ولكمال التشريع وجوه كثيرة، منها:


1- أخلاقيته
فهو تشريع أخلاقي، يعنى بالآداب ومكارم الأخلاق في كافة مجالات الحياة.
ومن الصور التي يبرز فيها الجانب الأخلاقي في التشريع الإسلامي، أنه:
أ‌-حرّم كلّ عمل لا أخلاقي، من شأنه أن يضر بالفرد أو المجتمع.
ب-اعتنى بتقويم السلوك الفردي، حتى في أيسر الأمور.
ج- نظّم سلوك الإنسان حتى مع غير بني البشر، بحيث شمل البيئة المحيطة به بكلّ مكوناتها، ومن ذلك دعوته إلى الرفق بالحيوان.


2-واقعيته
من كمال التشريع الإسلامي أنه تشريع واقعي واجه مشكلات الحياة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع، وشرع للناس من الأحكام ما فيه علاج لواقعهم،  ومن أمثلة ذلك:
أ‌-مراعاة فطرة الإنسان: فالتشريع الإسلامي تشريع واقعي في ما شرعه من الأحكام، فقد راعى ما فُطر عليه الإنسان من الشهوات والغرائز، فاعتنى بها ونظّمها.
ب-مراعاة واقع الحياة وطبائع الناس: فقد أمر بحسن المعاشرة بين الرجل والمرأة، وبناء الأسرة على المودة والتراحم والتحابّ، وفي الوقت نفسه راعى حالات قد لا يصلح معها استمرار العلاقة الزوجية، فأباح الطلاق بين الزوجين بشروط ومراحل محددة.


3- التكامل وعدم التعارض 
من كمال التشريع الإسلامي أن المتأمل في أحكامه يجدها تشكل في مجموعها وحدة واحدة، فلا يوجد فيها تعارض بين الأنظمة والمبادئ المختلفة.


4-يُسْرُ أحكامه
من كمال التشريع الإسلامي سماحته ويسر أحكامه، فليس في التشريع الإسلامي تشريع تشدّد، وإنما تشريع رحمة ويسر وسعة للعالمين، كما دعا إلى التبشير وعدم التنفير، وجعلها صفة عامة في الشريعة الإسلامية.
وراعى التشريع الإسلامي أيضًا الظروف التي قد تطرأ على الإنسان؛ كالمرض والسفر والبرد والمطر والإكراه والخطأ والنسيان ونحو ذلك، فشرع أنواعًا من التخفيف:
•    أباح الإفطار في شهر رمضان لمن لا يقدر عليه.
•    أباح قصر الصلاة وجمعها للمسافر، وغيرها كثير من الرخص.

 

العالمية
أي أنها ليست خاصة بأمة بعينها، فالرسل السابقون أُرسل كل منهم إلى قومه، وكانت شرائعهم تراعي خصوصيات من أُرسلوا لهم، أما الشريعة الإسلامية فقد جاءت للناس كافة، أي لكل زمان ومكان بدءًا من محمد ﷺ إلى يوم القيامة.


التوازن 
فهي توازن بين:
•     حاجات الجسد وحاجات الروح.
•     وبين الحقوق والواجبات.
•    بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة ما أمكن، فإذا استحكم التعارض قدمت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وهذا التوازن موجود في كل باب من أبواب التشريع، ومثال ذلك أن الإسلام أمر بالتوازن والاعتدال في أداء العبادات، فقد نهى النبي ﷺ عن صيام الدهر ووجه الإنسان إلى ضرورة العمل بدنياه كما يعمل لآخرته.