التربية الإسلامية فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

التَّعَلُّمُ الْقَبْلِيُّ

الدين من أعظم نعَِم الله تعالى على الإنسان.

الدين مراتب:

أُولاها الإسلام؛ وهو الخضوع لله تعالى، وتنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه.

ثانيتها الإيمان؛ وهو التصديق الجازم بكلِّ ما جاء من عند الله تعالى، وما ثَبَتَ عن سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أعلاها الإحسان؛ وهو استشعار مراقبة الله تعالى في السِّرِ والعلن، والقيام بالأعمال على أحسن وجه مُكِن.

وبهذه المراتب تُنظَّم علاقة العبد برَبِّه، ونفسه، وغيره.
ولأنَّ هذا الدين نعمة من الله تعالى؛ فإنَّه يتعيَّن علينا أنْ نحرص على بقائه نقيًّا بالبُعْد عن كلِّ صور الضلال.
أَسْتَنْتِجُ
أَسْتَنْتِجُ أهمية بقاء الدين نقيًّا من كلِّ صور الضلال.

لأنَّ هذا الدين نعمة من أعظم الله تعالى، وحتى نستطيع عبادة الله تعالى بصورة صحيحة، ولأنه بهذا الدين تُنظَّم علاقة العبد برَبِّه، ونفسه، وغيره.

الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ

للضلال صور عديدة يجب علينا تجنُّبها، والابتعاد عمّا يؤدّي إليها من اعتقادات وأقوال وأفعال.

أولًا: الكفر

ينقسم الكفر إلى نوعين، هما:
أ . الكفر الاعتقادي (الأكبر): هو الكفر الأكبر الذي يُخرِج صاحبه من مِلَّة الإسلام. ومن صوره:
1 .إنكار ركن من أركان الإيمان، مثل: إنكار الإيمان بالله تعالى، وإنكار اليوم الآخر.
2 . إنكار ركن من أركان الإسلام، مثل: إنكار فريضة الصلاة، وإنكار فريضة الزكاة.
3 . إنكار حُكْم قطعي معلوم من الدين بالضرورة، مثل:
إنكار وجوب الجهاد، وإنكار حرمة الخمر والرِّبا والزِّنا.
وقد حذَّر الله تعالى من هذه الأفعال، وبيَّن عقوبة هذا النوع من الكفر؛ وهي الخلود في النار. قال تعالى: ﴿والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾.
ب. الكفر العملي: ينقسم هذا النوع من الكفر إلى قسمين:

الأوَّل: كفر يُخرِج فاعله من الإسلام، كمَنْ سجد لصنم، أو سَبَّ الذات الإلهية، أو شتم أحد الرُّسُل الكرام، أو عرَّض بالقرآن الكريم.

الثاني: كفر لا يُخرِج فاعله من الإسلام، مثل ارتكاب بعض المعاصي والذنوب الكبيرة. وقد أُطلِق على تلك المعاصي والذنوب لفظ (الكفر)؛ لبيان خطورتها، والتحذير منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». ومن ثَمَّ، فإنَّ فاعلها يظلُّ مسلمً، لكنَّه يكون بذلك قد ارتكب معصية كبيرة.

أتوقف

ذهب العلماء إلى أنَّ مَنِ ارتكب الذنوب والمعاصي، أو ترك شيئًا من الواجبات تكاسلًا من غير إنكار لها، ليس بكافر، وإنَّما هو مُذنِب وعاصٍ لله تعالى، وقد يكون فعله كبيرة من الكبائر، مثل: تارك صيام شهر رمضان، والسارق، وشارب الخمر، ويجب عليه التوبة والاستغفار والإقلاع عن الذنوب، وقضاء ما فاته من واجبات.

صُورٌ مشرقة

سُئِل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن حُكْم تارك الصلاة، فأجاب: «حُكْمه أنْ تأخذه معك إلى المسجد».

ثانيًا: الشِّرك

ينقسم الشرك إلى قسمين، هما:
أ . الشِّرك الأكبر: هو أنْ يجعل الإنسان مع الله تعالى إلهًا آخرَ يعبده، ويتقرَّب إليه، كما كان يفعل كُفّار قريش بعبادة الأصنام، ويُعَدُّ الشِّرْك الأكبر أعظم المعاصي. قال تعالى: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾.
وهذا الشِّرْك يُخرِج صاحبه من الإسلام، وقد بيَّن الله  عقوبته. قال تعالى:﴿إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين
من أنصار
﴾.
ب. الشِّرك الأصغر (الخفي): وهو على نوعين:
1. الرياء؛ وهو أنْ يقصد الإنسان بعبادته مدح الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ عَلَيْكُمُ الشِّرك الْأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّرك الأصغر يا رسول الله؟، قال: الرِّياءُ».
2. بعض الأفعال التي وصفها الشارع بأنَّها شِرْك، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَلَّقَ تَميمَةً فَقَدْ أَشْركَ».

والشِّرْك الأصغر لا يُخرِج صاحبه من الإسلام، وإنَّما يجعله عاصيًا لله تعالى.

أُصَنِّفُ وَأَسْتَنْتِجُ

أُصَنِّفُ الأعمال الآتية إلى شِرك أكبر وشِرك أصغر، ثمَّ أَسْتَنْتِجُ منها خطورة الشِّرك:

العمل نوع الشِّرْك خطورة الشِّرْك
عبادة الشيطان أكبر يخرج صاحبه من ملة الإسلام
الإطالة في الصلاة قصد نيل الثناء من الناس أصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام وإنما يجعله عاصيًا لله تعالى
الحلف بالآباء أصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام وإنما يجعله عاصيًا لله تعالى

ثالثًا: النفاق

النفاق: هو أنْ يُظهِر الإنسان الإيمان، ويُفي الكفر. والنفاق ينقسم إلى قسمين، هما:
أ. النفاق الاعتقادي: ظهر هذا النوع من النفاق أوَّل مَرَّة في المدينة المُنوَّرة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تمثَّله زعيم المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول؛ إذ كان يُظهِر إيمانه أمام المسلمين، ويُخفي كفره ومكره بالإسلام، ومَنْ كانت هذه صفته فهو كافر يستحقُّ أشدَّ العذاب في النار إنْ مات على نفاقه. قال تعالى: ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا﴾.
وقد ظهر أثر نفاق هؤلاء المنافقين على أفعالهم، مثل:

أ. الكيد للإسلام.              ب. تشويه صورته.             ج. نشر الشائعات.            د. إيقاع الخصومة والفُرْقة بين المسلمين.
ب. النفاق العملي: هو اتصاف الإنسان بصفات مُعيَّنة هي من صفات المنافقين. وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من التشبُّه بصفات هؤلاء المنافقين التي بيَّنها في قوله صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنافِقِ ثَلاثٌ: إِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذا اؤْتُمنَ خانَ».

رابعًا: البدعة السيِّئة

البدعة السيِّئة: هي إحداث أمر يؤدّي إلى تحريف الدين وتشويهه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هذا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بدِْعَةٍ ضَلالَةٌ».

ومن أمثلة ذلك:
استحداث صلاة ليس لها أصل في الشرع.


أمّا استحداث الوسائل التي تُعين على أمر الدين، ولا تتعارض معه، فليست من باب البدعة السيِّئة. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ في الْإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِا بَعْدَهُ، كُتبَِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِها، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الْإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِا بَعْدَهُ، كُتبَِ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِها، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزارِهِمْ شَيءٌ ».
 وتوجد أمور كثيرة ممّا لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلها الصحابة الكرام من بعده، ولا تُعَدُّ بدعًا، مثل:

جمع القرآن الكريم في مُصحَف واحد زمن الخليفة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وجمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد زمن سيِّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بعدما كانوا يُصلّونها فرادى، وقوله «نعمت البدعة هذه»، وتنقيط المُصحَف، ووضع علامات الإعراب عليه، وغير ذلك.

أُطَبِّقُ تَعَلُّمي

أُعَلِّلُ: لا تُعَدُّ السُّبْحَة التقليدية بدعةَ ضلالةٍ، ومثلها السُّبْحَة الإلكترونية.

لا، لأنها لا تتعارض مع الدين.

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

يَحرُم على المسلم أنْ يُطلِق لفظ (الكفر) على أحد من المسلمين، وعليه أنْ يحذر من ذلك مازحًا أو جادًّا؛ لأنَّ إطلاق أحكام الكفر على الناس ليس من اختصاص عامَّة المسلمين.
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة التكفير؛ لِما تتركه من أثر شديد في تفريق الأُمَّة وتمزيق قوَّتها، ولِما تُسبِّبه من أذى للعباد، ودمار للبلاد، واستباحة لدماء الناس بغير حقٍّ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «... وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ».