التربية الإسلامية11 فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

حج النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة.

 خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطبة جامعة كانت آخر لقاء بينه صلى الله عليه وسلم وبين أُمَّته. ولهذا قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: «فَوَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ، إِنَّها لَوَصِيَّتُهُ إِلى أُمَّتِهِ».

 

من أسماء حَجَّة الوداع:

حَجَّة الإسلام؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَحُجَّ غيرها.

حَجَّة البلاغ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بلَّغ الناس شرع الله تعالى في الحج قولًا وفعلًا.

 

أوَّلًا: حرمة الاعتداء على حياة الإنسان وماله وعِرْضه: 

عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم  خَطَبَ النّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقالَ: "يا أَيُّها النّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هذا؟"، قالوا: يَوْمٌ حَرامٌ، قالَ: "فَأَيُّ بَلَدٍ هذا؟"، قالوا: بَلَدٌ حَرامٌ، قالَ: "فَأَيُّ شَهْرٍ هذا؟"، قالوا: شَهْرٌ حَرامٌ، قالَ: "فَإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ وَأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا"(يَوْمَ النَّحْرِ: يوم عيد الأضحى المبارك).

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم  في خُطبته حرمة دم الإنسان وماله وعِرْضه.

ثانيًا: التأكيد على مبدأ المساواة الإنسانية

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا ‌إِنَّ ‌رَبَّكُمْ ‌وَاحِدٌ، ‌وَإِنَّ ‌أَبَاكُمْ ‌وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ  عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى".

أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم  مبدأ المساواة بين الناس.


ثالثًا: حرمة الرِّبا 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا وَإِنَّ كُلَّ رِبا في الْجاهِلِيَّةِ مَوْضوعٌ، لَكُمْ رُءوسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمونَ، وَلا تُظْلَمونَ، غَيْرَ رِبا الْعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَإِنَّهُ مَوْضوعٌ كُلُّهُ".

أبطل النبي صلى الله عليه وسلم أفعال الجاهلية وعاداتها التي تخالف شريعة الإسلام، ومنها الرِّبا الذي كان الناس يتعاملون به في الجاهلية.

 رابعًا: حرمة الثأر   

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضوعٌ، وَدِماءُ الْجاهِلِيَّةِ مَوْضوعَةٌ. وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمائِنا دَمُ ابْنِ رَبيعَةَ بْنِ الْحارِثِ، كانَ مُسْتَرْضَعًا في بَني سَعْدٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ"(أَمْرِ الْجاهِليَِّةِ: عادات الجاهلية الباطلة التي تُخالِف الإسلام، مَوْضوعٌ: متروك؛ أيْ لا قصاص، ولا دِيَة، ولا كَفّارة).

- أبطل النبي صلى الله عليه وسلم  هذه العادة الجاهلية، وأكَّد أنَّه لا يجوز لأحد المطالبة بالثأر.

- ابتدأ صلى الله عليه وسلم بإبطال دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الذي كانت له حاضنة تُرضِعه من بني سعد، فقتلته هذيل لحرب كانت بينهم في الجاهلية. 

الثأر: قتل الجاني أو أحد أقاربه بحُجَّة الانتقام.

خامسًا: الدعوة إلى الوحدة ونبذ الفُرْقة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيْطانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ في جَزيرَةِ الْعَرَبِ، وَلكنْ في التَّحْريشِ بَيْنَهُمْ" (أَيِسَ: من اليأس، التَّحْريشِ: الإفساد).

دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحدة ونبذ الفُرْقة، وحذَّر من الاستجابة لوساوس الشيطان.

سادسًا: تكريم المرأة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَاتَّقوا ‌اللهَ في ‌النِّساءِ". 

أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم حقوق المرأة وحفظ كرامتها، وأمر بتقوى الله في النساء.

سابعًا: التمسُّك بالقرآن الكريم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَقَدْ تَرَكْتُ فيكُمْ ما لَنْ ‌تَضِلّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، ‌كِتابُ اللهِ".

من أعظم وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداع الدعوة إلى التمسُّك بالقرآن الكريم، وما ورد فيه من أوامر ونواهٍ.

الاعتصام بكتاب الله تعالى يشمل السُنَّة النبوية الشريفة.

 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

من الأساليب التي كان يَتَّبِعها سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في توجيه الناس، وبخاصَّة عند الخطابة:

- إثارة انتباه الناس باستخدام أسلوب النداء.

- مراعاة أسلوب التشويق والإثارة عن طريق إشراكهم في الحوار، وتوجيه السؤال إليهم.

استخدام التشبيه لإيصال المقصود إلى المخاطبين.

- اعتماد أسلوب الإيجاز والاختصار.