أتخيّلُ نَفسي هُناكَ: في عالم آمنٍ وخالٍ منْ أشكالِ التطرُّفِ وخطابِ الكراهيةِ، حيثُ يعيشُ الناسُ بأمانٍ واستقرارٍ.
مفهوم التطرف
التطرُّفُ هو تعصُّبٌ وتبنٍّ لمواقفَ أو أفكارٍ متشدّدةٍ في القضايا السياسيةِ أو الدينيةِ أو الاجتماعيةِ، ويشملُ التطرُّفُ رفضَ التفاهمِ مع الآخَرينَ وعدمَ الاعترافِ بوجهاتِ نظرِهم المختلفةِ، وقدْ يؤدّي في بعضِ الحالاتِ إلى العنفِ.
أمّا خطابُ الكراهيةِ فهوَ التعبيرُ عن العداءِ تجاهَ فئةٍ معينةٍ من الناسِ بسببِ أفكارِهمْ أو معتقداتِهمْ أو أصولِهمْ أو ديانتِهمْ، ويعملُ خطابُ الكراهيةِ على تغذيةِ التطرُّفِ والتعصُّبِ ونشرِهما، إضافةً إلى التحريضِ على الكراهيةِ والتمييزِ لهذه الفئةِ.
قوانينُ مكافحةِ التطرُّفِ
تهدفُ هذِهِ القوانينُ إلى حمايةِ المجتمعِ منَ الأفعالِ والأفكارِ الّتي تؤدّي إلى الكراهيةِ والعنفِ والإرهابِ، وتسعى إلى منعِ التطرُّفِ منْ خلالِ سيادةِ القانونِ.
أنواعُ التطرُّفِ
- التطرُّفُ الفكريُّ: هو تعصُّبُ الفردِ أو مجموعةٍ من الأفرادِ لأفكارٍ ومعتقداتٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ أو ثقافيةٍ، ورفضُ تقبُّلِ آراءِ الآخرينَ.
- التطرُّفُ الدينيُّ: هو التعصُّبُ للمعتقداتِ الدينيةِ المتشدّدةِ في تطبيقِها بعيدًا عن الفهمِ الصحيحِ لها.
- التطرُّفُ الاجتماعيُّ والسياسيُّ: هو التعصُّبُ والتشدُّدُ لعشيرةٍ أو قبيلةٍ أو مذهبٍ أو عرقٍ، حيث يؤثِّرُ سلبًا على استقرارِ المجتمعاتِ ونموِّها.
منْ أسبابِ التطرُّفِ:
- شعورُ الأفرادِ والجماعاتِ بالظلمِ والتهميشِ والاضطهادِ.
- انتهاكُ حقوقِ الإنسانِ، وغيابُ الحرياتِ العامّةِ والممارساتِ الديمقراطيةِ.
- الفهمُ غيرُ الصحيحِ للدينِ وكيفيةِ ممارستِهِ.
دورُ المجتمعِ في مكافحةِ التطرُّفِ
تسهمُ قوَّةُ المجتمعِ وتماسكُهُ في الحدِّ منْ ظاهرةِ التطرُّفِ، إذْ يقعُ على عاتقِ الجميعِ منْ مؤسّساتٍ دينيةٍ (مثلِ: المساجدِ، والكنائسِ)، ومدارسَ، وجامعاتٍ، وأنديةٍ، وكلِّ منظّماتِ المجتمعِ المدنيِّ التصدّي للتطرُّفِ وخطابِ الكراهيةِ والفسادِ في المجتمعِ.
منظماتُ المجتمعِ المدنيِّ
هيَ مؤسساتٌ غيرُ حكوميةٍ وغيرُ ربحيةٍ هدفُها خدمةُ المجتمعِ وتحقيقُ المشاركةِ المجتمعيةِ، وهيَ قوّةٌ مهمّةٌ في تحقيقِ التغييرِ الإيجابيِّ ودعمِ الاستقرارِ المجتمعيِّ
جهودُ الأردنِّ في مواجهةِ التطرُّفِ
بذلَ الأردنُّ جهودًا كبيرةً للتصدّي للتطرُّفِ وحمايةِ الدولةِ والمجتمعِ والأفرادِ من آثارِه، وعملَ على تعزيزِ دورِ الفردِ والأسرةِ ومنظّماتِ المجتمعِ المدنيِّ في مواجهتِهِ، بما في ذلكَ: التعليمُ، والإعلامُ، والقوانينُ، والتشريعاتُ، وإصدار رسالة عمان عام (2004م) لتوضيح صورة الإسلام السمحة ومبادر" كلمة سواء" ( 2006م) ومبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان ( 2010م). وفي هذا السياقِ عملَ الأردنُّ على:
- إصدارِ استراتيجيةِ مكافحةِ الإرهابِ والتطرُّفِ (2012م).
- إصدارِ الخطةِ الوطنيةِ لمواجهةِ التطرُّفِ (2014م).
أستنتجُ أسبابَ اهتمامِ دولِ العالمِ بمكافحةِ التطرُّفِ.
- لانه ظاهرة سلبية تستهدف عادة المدنيين لا يمكن لدولة واحدة أن تكافحه وبالتالي لا بد من تظافر الجهود بين دول العالم لمواجهة هذا الخطر.