موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين واليهود في المدينة
لقد استمرت مكائد المشركين ضد المسلمين، وتجمع المشركون من قريش وحلفاؤها من القبائل (الأحزاب) بتحريض من اليهود لغزو المسلمين.
قال الله تعالى: (ولما رءا املؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً) سورة الأحزاب، الآية 22
أولاً: يوم الخندق (الأحزاب) (5هـ/626م)
يتمثل يوم الخندق في أنه أكبر تحالف معاد للإسلام تضافرت فيه جهود المشركين واليهود لمجابهة المسلمين، وتحالف المشركين من قريش مع عدد من القبائل الطامعة في خيرات المدينة لذا أطلق على يوم الخندق اسم يوم الأحزاب، وبلغ عدد المشركين وحلفائهم عشرة آلاف مقاتل أحاطوا بالمدينة. واعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم في الدفاع أسلوب التصدي مستفيداً من المزايا الطبيعية لموقع المدينة، فكانت الجهتان المحميتان بالحرتين، وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة حماية الجهة الثالثة حيث تكون مساكنهم وحفر المسلمون الخندق في الجهة الرابعة بعد أن أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمشورة سلمان الفارسي.
وقد كان لحفر الخندق أهمية مباشرة على نتيجة يوم الخندق حيث منعت الأحزاب من الوصول إلى المدينة. الحرة: منطقة مغطاة بالحجارة البركانية السود
تأمل الجدول الآتي:
السبب المباشر: تحريض اليهود للمشركين من قريش والقبائل المجاورة لقتال المسلمين، وتجمعهم لغزو المدينة والمسلمين |
||
السنة: الخامسة للهجرة/626م |
سبب التسمية: سمي يوم الخندق؛ لأن المسلمين حفروا خندقاً في الجهة الشمالية للمدينة |
|
الأطراف: - المسلمون -المشركون واليهود |
النتيجة: هزم الأحزاب لتعدد القيادات واختلافها وطول فترة الحصار، وجاء ذلك متزامناً مع هبوب رياح اقتلعت خيامهم وكذلك لحسن إدارة الرسول. |
يسمى يوم الخندق يوم الأحزاب. |
ثانياً: مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود
كفلت الصحيفة حقوق اليهود السياسية والدينية حيث أعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم حق المواطنة الكاملة، واعتبرهم طرفاً مساوياً للمسلمين فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية وحرية العقيدة، كما تعهدوا بحماية المدينة ضد أي عدوان خارجي.
غير أن اليهود نكثوا ما تم الاتفاق عليه مع المسلمين، فكان هذا مبرراً للرسول لإخراجهم من المدينة، حيث تم ذلك على عدة مراحل:
مراحل إخراج اليهود من المدينة |
||
يهود بني قينقاع تم إجلاء يهود بني قينقاع عن المدينة في السنة 2هـ بسب إساءتهم للمرأة المسلمة في السوق، وقتلهم المسلم الذي هب للدفاع عنها، وتآمرهم يوم بدر. |
يهود بني النضير تم إجلاؤهم في السنة 4هـ بسبب تآمرهم على حياة الرسول، وسمح لهم الرسول بأن يرحلوا ومعهم أمتعتهم وأموالهم. |
يهود بني قريظة أجلاهم الرسول في السنة 5هـ لأنهم نقضوا عهدهم معه وتحافوا ضده مع المشركين يوم الخندق. |
ثالثاً: مشاركة النساء في يوم الخندق
شاركت النساء في أيام الرسول من خلال عملهن في تطبيب الجرحى، وعلاج المرضى في جيوش المسلمين، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو ومعه أم سليم ونسوة من الأنصار فيسقين الماء ويداوين الجرحى.
وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: (غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى) رواه مسلم