مقدمة
أنكر أحد المشركين في زمن النَّبيّ ﷺ قدرةَ اللهِ تعالى على إحياءِ الأمواتِ يوم القيامةِ، فأخذ عظمًا باليًا، وأخذ يُفتّتهُ أمام النَّبيّ ﷺ ويقولُ له: أتزعمُ أنَّ ربَّكَ يحيي هذا بعد أن أصبحَ رَميمًا!.
فنزلت آياتٌ كريمةٌ تدعو هذا المنكِرَ إلى النظرِ في نفسه، ليستدلَّ بذلك على قدرةِ اللهِ تعالى على الإحياء، قال الله تعالى: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ".
معنى الله المحيي المميت
- الله تعالى هوَ المُحيي: أي إنَّهُ يَهبُ الحياةَ للكائناتِ الحَيَّةِ؛ من إنسانٍ وحيوانٍ ونباتٍ.
- وهو المميتُ: أي إنَّهُ يأخذُ الحياةَ التي أعطاها الكائناتِ الحيَّةَ، فتموتُ وتتوقَّفُ عن النموّ والحركةِ.
- فالمحيي والمُميتُ اسمانِ عظيمانِ من أسماءِ اللهِ تعالى الحُسنى يَدُلَّانِ على عظيمِ قُدرتهِ سُبحانَهُ وتعالى على خَلقِ الكائناتِ وإماتَتِها، قالَ اللهُ تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ".
آثار الإيمان بأن الله هو المحيي المميت
المسلمُ الذي يؤمنُ بأن اللهَ تعالى هوَ المحيي والمميتُ:
- يوقنُ بأنَّ كلَّ شَيءٍ بيدِ اللهِ تعالى، فيطمَئنُّ ولا يخافُ أحدًا على حياتِهِ.
- يحمدُ الله تعالى ويشكُرُهُ على نِعمَةِ الحياةِ.
- يَشعُرُ بقدرةِ الله سبحانهُ وتعالى عليهِ، ويؤمنُ بأنَّهُ راجعٌ إليهِ؛ فيستعدّ للقائِهِ بالعمل الصَّالحِ، ويَبتَعد عن المعاصي؛ كي يفوزَ برِضاهُ وجَنَّتهِ.
أتعلم:
- يدعو المسلمُ عند استيقاظهِ من نومهِ في كلّ صباحٍ: "الحمدُ للهِ الذي أحيانا بعدَ ما أماتنا وإليهِ النُّشورُ".