مقدّمة
- بعث الله تعالى لبني إسرائيل أنبياء ورسلاً ليخرجوهم من الظلمات إلى النّور، وليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة ما سواه، ومن هؤلاء الرسل نبيّ الله داود عليه الصلاة والسلام.
- كان نبي الله داود عليه السلام جنديّا في جيش الملك الصالح طالوت في قتاله ضدّ جالوت الظالم المتكبّر، وكان شجاعًا مقدامًا، حيث قتل جالوتَ الظالم، ثم أصبح ملكًا على بني إسرائيل، فجمع الله تعالى له النبوة والمٌلك، قال الله تعالى: (وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
- وقد أنزل الله تعالى على نبيّه داود عليه السّلام كتاباً إلهيّاً اسمه (الزبور)، قال الله تعالى: (وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
- كما رزق الله تعالى داود ابناً سمّاه سليمان عليه السلام، وقد اصطفاه سبحانه نبيًا وجعله ملكًا، قال الله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ).
أولاً: صفات نبيّ الله داود
اتّصف نبي الله داود عليه السّلام بصفات كثيرة، منها:
- كثرة عبادة الله تعالى، والمداومة عليها، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أَفْضَلٌ الصِّيَامِ عِنْدَ اللَّهِ. صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا).
- تقوى الله تعالى وكثرة التوبة والرجوع إليه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّاب).
- العلم الكثير النّافع، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا).
- الحكمة والقضاء بين الناس بالعدل، قال الله تعالى عن نبيّه داود عليه السلاّم: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ).
ثانياّ: معجزات نبي الله داود عليه السلام
أعطى الله تعالى لنبيّه داود عليه السلام معجزات كثيرة منها:
- تسبيح الجبال والطير معه، فقد كان يملك صوتاً جميلاً وكان إذا سبّح الله تعالى تسبّح معه الجبال والطير، قال الله تعالى: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ).
- تليين الحديد له، فقد وهبه الله تعالى قدرة فائقة على التعامل مع الحديد، يشكلّه كيفما شاء، وكان عليه السلام حداداً يصنع ما يفيد قومه في الحرب كالدروع وغيرها، وما يحتاجون إليه في حياتهم، قال الله تعالى: (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ)، وقال عنه أيضًا: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ). وقد كان نبيٌّ الله داود عليه السّلام يبيع ما يصنعه من الحديد لقومه ويأكل من عمل يده، قال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ).
الدّروس والعبر المستفادة من قصة نبي الله داود عليه السلام.
- الإيمان بقدرة الله تعالى المطلقة، فقد أيّد نبيّه داود عليه السلام بمعجزات كثيرة.
- المسلم يقتدي بالأنبياء جميعاً عليهم السلام في كثرة العبادة والتوبة وذكر الله تعالى.
- يحرص المسلم على أن تكون له حرفة يأكل منها.