أولا: التعريف بنبي الله زكريا عليه السلام زكريا عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام. وكان يعمل نجارا. / وكان زمن النبي زكريا عليه السلام متصلا بزمن نبي الله عيسى عليه السلام. أخبر الله تعالى أن زكريا عليه السلام قد كفل مريم بنت عمران أم عيسى عليهما السلام. وكان زكريا عليه السلام زوج خالة مريم عليها السلام. |
ثانيا: طلب زكريا عليه السلام الذريّة لم يكن لزكريا عليه السلام ولد تطمئن له نفسه ، وكان يرغب في ذلك، ولما تقدم به العمر، وكانت امرأته عاقرا لا تنجب، ظن أن الأمر قد فاته، إلا أنه دخل مرة على مريم عليها السلام، وكان قد تكفل برعايتها والعناية بها، وهي تتعبد في المحراب، فوجد عندها طعاما لم يعتد وجوده عندها من قبل، فسألها: من أين لك هذا؟ فقالت : هو من عند الله، فتوجه عندئذ لله تعالى طالبا الذرية الصالحة. وقد رغب زكريا عليه السلام في أن يتولى ولده أمر قومه من بعده، وأن يكون مرضيا عنه في الدنيا والآخرة، وأن يتحمل بعده أمانة النبوة، لأنه يخشى من فساد قومه وضلالهم بعده. فاستجاب الله تعالى دعاء زكريا عليه السلام، فرزقه غلاما، وسماه "يحيى"، وجعله نبيا، وآتاه الحكم صبيا بأن جعل لقوله ورأيه أثرا في من حوله على الرغم من صغر سنه، وجعله تقيا بارا بوالديه، وبشره برحمة الله تعالى في محياه ومماته، وهذا الموقف من حياة زكريا عليه السلام يؤكد حقيقة يقينية، وهي أن قدرة الله تعالى لا تقف عند حد، فهو الفعال لما يريد، فقد جعل زوجة زكريا عليه تنجب مع أنها عجوز وعقيم، وزوجها شيخ كبير . لذلك ما على الإنسان إلا أن يأخذ بالأسباب، ويدعو الله تعالى أن يحقق مراده، ولا ييأس من رحمة الله وفضله. |
ثالثا: أدب زكريا عليه السلام في دعائه: 1- طاعة الله تعالى والتزام أمره قبل الدعاء. وهذا ما اعتاده زكريا عليه السلام، فقد كان كثير الصلاة والمناجاة قال الله تعالى:{ فَنَادَتْهُ الملائكة وَهُوَ قَآئِمٌ يصلي في ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ} . ٢ - الإخلاص والصدق في الدعاء. ، قال تعالى:{ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيًّا } ، أي أنه دعا الله تعالى في حالة خلوة من غير أن يسمعه أحد، وهذا دليل على صدقه في الدعاء وإخلاصه فيه. 3 - إظهار الضعف والتذلل لله تعالى. كلما أظهر العبد الحاجة لله تعالى وحده كانت الإجابة أقرب، وهو ما تمثل به زكريا عليه السلام في دعائه، قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إني وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مني وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شقي * وإني خِفْتُ ٱلْمَوَٰلِىَ مِن ورائي وَكَانَتِ امرأتي عَاقِرًا فَهَبْ لي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا}. 4 - اليقين بإجابة الله تعالى للدعاء والثقة به. دعا زكريا ربه وهو على يقين بأن الله تعالى لن يخيب دعاءه، قال الله تعالى في بيان ذلك:(وَلَمْ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّا) |