مقدّمة
- سليمان عليه السّلام نبيّ من أنبياء الله تعالى، وأبوه هو نبيّ الله داود عليه السّلام، وهما من أنبياء بني إسرائيل.
- وقد أثنى الله تعالى على نبيّه سليمان عليه السّلام، بقوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
- وقد استجاب الله تعالى له دعاءه، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)، فوهبه ملكًا عظيمًا، وأيّده بمعجزات ونعم كثيرة، منها:
- تسخير الرّيح والجنّ له عليه الصّلاة والسّلام.
- خصّه بفهم منطق الطير.
- وقد أخبرنا القرآن الكريم عن أحداث عظيمة مرّت مع سليمان عليه السّلام، منها: قصّته مع النّمل، وقصّته مع ملكة سبأ.
أولًا: قصّته مع النّمل
- كان نبيّ الله سليمان عليه السّلام يسير بجيشه ذات يوم، فسمع نملة تطلب إلى مجموعة النّمل أن يدخلوا مساكنهم كي لا يطأهم الجيش بأقدامهم، معتذرة عن الجيش بقولها: (وهم لا يشعرون).
- وعندما سمع نبي الله سليمان عليه السّلام قولها تبسّم ضاحكًا، ودعا الله تعالى أن يوفقه إلى شكر نعمه التي أنعمها عليه، وإلى العمل الصالح.
- قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)).
ثانيًا: قصّته مع ملكة سبأ
- كان سيدنا سليمان عليه السّلام يعرف لغة الطّير، وبينما كان يتفقد الطّير ذات يوم لم يجد الهدهد، وبعد مدة قصيرة جاء الهدهد ليخبر سيدنا سليمان عليه السّلام عن قوم يعبدون الشمس من دون الله تعالى.
- أراد نبي الله سليمان عليه السّلام أن يتأكد من صدق ما أخبر به الهدهد، فكتب رسالة وأرسلها مع الهدهد إلى ملكة سبأ يدعوها فيها وقومه إلى:
- عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الشمس.
- وإطاعته فيما يدعوهم إليه.
- وعندما وصلت الرّسالة إلى ملكة سبأ أخبرت قومها بما فيها، وطلبت إليهم إبداء المشورة، فأخبروها أنّهم أصحاب قوة إن أرادت قتال سيدنا سليمان عليه السّلام، وتركوا القرار لها.
- وقد كانت ذكية مدركة لعاقبة قتال نبي الله سليمان عليه السّلام، الذي سيؤدي إلى خراب مملكتها، وقتل أتباعها، فأرادت أن تسترضي نبي الله سليمان عليه السّلام بهدية ثمينة بعثتها إليه لتأمين جانبه، ولتختبر مدى عزمه على المضي فيما وعد به.
- وعندما وصلت الهدية إلى نبي الله سليمان عليه السّلام استنكرها ورفض قبولها؛ فقد فهم من ذلك أنها رفضت أمره، وبيّن لهم أنه ليس بطامع في المال، لأنّ ما أعطاه الله تعالى إيّاه خير من هديتهم ومن ملكهم كله، وأنّه سيأتيهم بجنود عظيمة.
- وعندما وصل ردّ نبي الله سليمان عليه السّلام لملكة سبأ خافت على مملكتها، وقرّرت الذهاب إليه مع وفد يمثـّل قومها.
- وقبل أن تصل أراد سليمان عليه السّلام أن يُظهر مدى قوّته وتأييد الله تعالى له، فطلب إحضار عرشها بأمر الله وقدرته قبل أن تصل ومن معها، وقد غيّر سليمان عليه السّلام في العرش ليختبر معرفتها له، فلمّا وصلت وسألها أهكذا عرشك؟ قالت: كأنّه هو.
- ثم دخلت قصر نبي الله سليمان عليه السّلام، وكانت أرضيته من زجاج شفاف تحته ماء، فاعتقدت أنـّها ستمر على الماء لأنـّها لم تر الزجاج لرقته وشفافيته، فأخبرها بأنه ليس ماء، وإنما هو زجاج.
- فتيقّنت بأن سليمان عليه السّلام نبيّ صادق فيما يقول لا يسعى لمُلك دنيوي ولا لمغنم مادي، فأعلنت إسلامها لله تعالى، قال تعالى عنها: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
من الدّروس والعبر المستفادة من قصّة نبيّ الله سلميان عليه السلام:
- التثبّت من الأخبار قبل اتّخاذ القرار.
- بالشكر تدون النعم.