التربية الإسلامية فصل أول

التاسع

icon

سبب يوم الخندق

في السّنة الخامسة للهجرة تآمرت قريش مع زعماء اليهود من بني النّضير، وغطفان وقبائل أخرى على حرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فحشدت قريش عشرة آلاف محارب بقيادة أبي سفيان قبل إسلامه، للقضاء على قوّة المسلمين في المدينة، ولتأمين طريق قوافلهم القادمة من الشّام. فحدث يوم الخندق (يوم الأحزاب).

استشارة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم  أصحابه رضي الله عنهم

علم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم  بهذا التّحالف، فاستشار أصحابه في كيفيّة المواجهة، فاستقر الرّأي على الدّفاع عن المدينة من داخلها فأشار عليه سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بحفر الخندق حول المدينة المنوّرة، وقد شارك الصّحابة رضي الله عنهم في حفر الخندق، وكانوا ثلاثة آلاف، فتمّ سريعًا، وطلبَ يهودُ بني قُرَيْظة عدم الحفر من جهتهم، وأنّهم سيتولّون الدّفاع عن منطقتهم، لأنّها مليئة بالحصون المنيعة. لذا سُمِّي يوم الخندق.

حصار الأحزاب للمدينة المنوّرة

وصلت قريش وحلفاؤها إلى المدينة ففوجئوا بالخندق يمنعهم من دخولها، فعسكروا حوله يحاصرون المسلمين بضعًا وعشرين يومًا، ولم يكن بينهم حرب إلّا الرَّمي بالنّبال، ولم يتمكّن أحدٌ من اجتياز الخندق إلّا عمرو العامريّ، فتصدّى له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله.

نقض بني قريظة للعهد

 

جاء حُيَيُّ بنُ أخطب زعيم بني النّضير، إلى قُرَيش فحرّضهم على غزو المدينة، ثم ذهب إلى بني قُرَيظة ليُقنعهم بنقض عهدهم مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم والانضمام إلى الأحزاب، فوافقوا على ذلك، فعَظُمَ الخطر على المسلمين.

محاولات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم  لرفع الحصار عن المدينة

أخذ النّبي صلّى الله عليه وسلّم  بالأسباب المادّيّة الممكنة لدفع خطر الأعداء عن المدينة، وذلك رفقًا بالمسلمين، ومن تلك المحاولات ما يأتي:

  • أرسل النّبي صلّى الله عليه وسلّم  إلى زعيمي الأوس والخزرج سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما يستشيرهما في مصالحة غطفان، على ثلث ثمار المدينة؛ كي ينصرفوا عن قتال المسلمين، فيَشُقُّوا بذلك صفّ الأحزاب، فأشارا عليه بعدم مصالحتهم.
  • في أثناء الحصار: جاء نُعَيم بن مسعود رضي الله عنه، فأعلن إسلامه دون علم قومه، فقام بخدعة أفسد فيها ما بين قريش واليهود.

نصر الله تعالى للمؤمنين

  • رافق أخذُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم  بالأسباب في مواجهة خطر الأحزاب التجاءَهُ إلى الله تعالى بالدّعاء طالبًا إليه النّصر،
  •  فإذا بالله عزَّ وجلَّ يُرسِل ريحًا عاصفة على الأحزاب في ليالٍ ماطرة وباردة، فكفأتْ قدورهم، واقتلعت خيامهم، فقرَّرُوا الهرب، فنصر الله عبده وهزم الأحزاب وحده، وكفى الله المؤمنين القتال، فزادت هيبة المسلمين بين القبائل.