الفكرةُ الرئيسةُ
- معركةُ بدرٍ الكبرى هيَ أولى المعاركِ الكبرى التي خاضَها المسلمونَ معَ مُشركي قريشٍ، وانتهَتْ بانتصارِ المسلمينَ.
- منطقة بدر:ٍ
- هي واد كبير يقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمةِ.
- وفيه آبار ماءٍ.
- وكان ممَرًّا للقوافل بيْن شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام.
أَتَهَيَّأُ
- استمرَّ المسلمون في الدعوة إلى دين الله تعالى في مكّة المكرّمة لمدَّةِ ثلاثة عشرَ عامًا.
- وصبروا خلال هذهِ المرحلة على أذى مُشركي قريشٍ.
- ولَم يبُادروا للتصدِّي لهُم؛ لأنَّه لَم يكَن مأذونًا لَهُم بالقتالِ.
- وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة استمرّتِ الاعتداءاتُ بحقِّ مَنْ بَقِيَ في مكّةَ المكرّمةِ ولَمْ يستطيعوا الهجرةَ بسببِ منعِ المشركينَ لَهُمْ مِنْ ذلكَ.
- فأَذِنَ اللهُ تعالى للمؤمنينَ بردِّ الاعتداءِ، قالَ تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).
أَسْتَنيرُ
حدثَتْ معركةُ بدرٍ في السابعَ عشرَ مِنْ رمضانَ مِنَ العامِ الثّاني للهجرةِ النبويةِ الشريفةِ.
أولًاً: أسبابُ المعركةِ
- لماّ هاجرَ المسلمونَ إلى المدينةِ المنورةِ واستقرّوا فيها، وقويَتْ شَوكتُهُمْ، أذنَ اللهُ تعالى لهُمْ بالقتالِ؛
- لاستردادِ حقوقِهِمْ.
- وردِّ الظلمِ عَنْ أنفسهِمْ.
- ولمجازاةِ المشركينَ على إخراجِهِمْ مِنْ ديارِهِمْ ومصادرةِ أموالِهِمْ.
- ولتحقيقِ ذلكَ بدأَ المسلمونَ بالتعرّضِ لقوافلِ المشركينَ التجاريةِ إلى بلادِ الشامِ.
- ولماّ علمَ سيّدُنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم بأمرِ قافلةٍ لقريشٍ عائدةٍ مِنْ بلادِ الشَّامِ إلى مكّةَ المكرّمةِ، أمرَ الصحابةَ باعتراضِها.
- إلّا أنَّ أبا سفيانَ قائدَ القافلةِ تنبَّهَ لذلكَ
- وغيَّرَ مسارَ القافلةِ إلى ساحلِ البحرِ الأحمرِ.
- وأرسلَ لقريشٍ مستنجدًا بِها.
- فاستجابَتْ قريشٌ وأرسلَتْ جيشًا قوامُهُ حوالَيْ ألفُ مقاتلٍ.
- وعلى الرغمِ مِنْ نجاحِ أبي سفيانَ في النجاةِ بالقافلةِ، إلّا أنَّ أبا جهلٍ أصرَّ على نزولِ الجيشِ في منطقةِ بدرٍ؛ وقالَ: (واللهِ لا نرجعُ حتّى نَرِدَ بدرًا، فنقيمَ بِها ثلاثًا؛ فننحرَ الجَزورَ، ونطعمَ الطعامَ، ونسقيَ الخمرَ، وتغنيَ القِيانُ، حتى تسمعَ بِنا العربُ، فلا يزالونَ يهابونَنا أبدًا)
- الجَزورُ: ما يصلحُ للذبحِ مِنَ الإبلِ.
- القِيانُ: العبيدُ.
ثانيًا: الاستعدادُ للمعركةِ
- لماّ وصلَ للمسلمينَ خبرُ خروجِ المشركينَ إلى بدرٍ، توجّهَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومعَهُ قرابةَ ثلاثمئةِ رجلٍ مِنَ المسلمينَ إلى بدرٍ، فسبقَ المشركينَ إلَيْها.
- واستشارَ أصحابَهُ حولَ قتالِ المشركينَ، فأجمَعوا على قتالِهِمْ.
- وقالَ المِقدادُ بنُ الأسودِ رضي الله عنه: (واللهِ يا رسولَ اللهِ، لا نقولُ كا قالَتْ بَنو إسرائيلَ لِمِوسى: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، ولكِنْ نُقاتلُ عَنْ يمينِكَ، وعَنْ يسارِكَ، ومِنْ بَيْن يديْكَ، ومِنْ خلفِكَ)، فَسُرَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذلِكَ.
- ووقفَ سيّدُ الأنصارِ سعدُ بنُ معاذٍ رضي الله عنه، وقالَ: (قَدْ آمَنّا بِكَ وصدَّقْناكَ، وشهِدْنا أنَّ ما جئتَ بهِ هوَ الحقُّ، وأعطيناكَ على ذلكَ عهودَنا ومواثيقَنا، فامضِ يا رسولَ اللهِ لِمِا أردْتَ، فنحنُ معكَ، فَوالّذي بعثَكَ بالحقِّ لَوِ استعرضْتَ بِنا البحرَ فخُضْتَهُ لخُضْناهُ معَكَ، ما تخلَّفَ منّا رجلٌ واحدٌ، لعلَّ اللهَ يُرِيَكَ منّا ما تقَرُّ بهِ عينُك)، فَسُرَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقولِ سعدٍ رضي الله عنه.
- استعرضْتَ: مرَرْتَ.
ثالثًا: أحداثُ المعركةِ
- بدأَتْ معركةُ بدرٍ بالمبارزةِ.
- حيث اختارَ المشركونَ ثلاثةً مِنْ مقاتليهِمْ وهُمْ: عتبةُ بنُ ربيعةَ، وابنُهُ شَيبةُ، وأخوهُ الوليدُ.
- واختارَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عمَّهُ حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ رضي الله عنه، وابنَ عمِّهِ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه، وعبيدةَ بنَ الحارثِ بنِ عبد المطلبِ رضي الله عنه.
- انتهَتِ المبارزةُ بمقتلِ مبارِزي المشركينَ الثلاثةِ، واستشهادِ عبيدةَ بنِ الحارثِ رضي الله عنه.
- فغضبَ المشركونَ لمقتلِ مبارزيهِمْ.
- وبدؤوا بالهجومِ على جيشِ المسلمينَ كَرًّا وفَرًّا.
- الكَر ُّ والفَرُّ: أي الهجوم والتراجع في الحرب حتىّ يُهُزم أحد الفريقين.
- لكنَّهُمْ فوجئوا بطريقةِ الصفِّ التي نفّذَها المسلمونَ استعدادًا للقتالِ.
- حيثُ جعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
- حَمَلةَ النِّبالِ في المقدمةِ.
- ثُمَ حَمَلَةَ الرماحِ.
- ثُمَّ حَمَلَةَ السيوفِ.
- فاضطربَ جيشُ المشركينَ، وعجزوا عَنْ مجاراةِ المسلمينَ، وخسروا عددًا كبيرًا مِنْ جنودِهِمْ بيْنَ قتيلٍ وأسيرٍ.
رابعًا: نتائجُ المعركةِ
- انتهَتْ معركةُ بدرٍ الكبرى بانتصارٍ عظيم للمسلمينَ وهزيمةٍ نكراءَ للمشركينَ، قالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- أَذِلَّةٌ: قليلو العددِ.
- ولحقَ المشركينَ خسائرُ عديدةٌ؛
- فقَدْ قُتِلَ مبارزوهُمْ.
- كما قُتِل عددٌ مِنْ قادتِهِمْ، كأبي جهلٍ وأميّةَ بنِ خلفٍ وغيرِهما.
- إضافةً إلى قتلِ سبعينَ مِنْ مقاتليهِمْ.
- وأُسِرَ سبعونَ آخرونَ.
- وفَرَّ البقيةُ مِنْ أرضِ المعركةِ.
- أمّا المسلمونَ فاستُشهِدَ أحدُ مبارزيهِمْ وثلاثةَ عشرَ مِنْ مقاتليهِمْ.
- وقَدْ أدّى هذا النصرُ الكبيرُ إلى:
- زيادةِ هيبةِ المسلمينَ بينَ القبائلِ العربيةِ.
- وكسرِ شوكةِ مُشركي قريشٍ.
أَسْتَزيدُ
- أوصى سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المسلمينَ يومَ بدرٍ بحُسنِ معاملةِ الأسرى، وقالَ: (استَوصوا بالأُسارى خيرًا).
- واستشارَ أصحابَهُ رضي الله عنهم في أمرِهِمْ.
- فأشارَ أبو بكرٍ رضي الله عنه بأنْ يفتديَ الأسرى أنفسَهُمْ بالمالِ.
- وَأشارَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بأنْ يُقتَلوا.
- فأخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمشورةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه.
- وعرضَ على المشركينَ:
- أَنْ يفتدوا أسراهُمْ بالمالِ.
- ومَنْ لَمْ يجدْ منهُمْ مالًا أنْ يُعلّمَ أولادَ المسلمينَ الكتابةَ والقراءةَ.
أَرْبِطُ معَ الرياضياتِ
- عَرَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عددَ جيشِ المشركنَ حينَ سألَ رجلاً مِنْ قريشٍ عَنْ عددِهِمْ.
- فأخفى الرجلُ عددَهُمْ، وقالَ: هُمْ واللهِ كثيرٌ عددُهُمْ، شديدٌ بأسُهُمْ.
- فسألَهُ: (كَمْ ينحَرونَ مِنَ الجُزُرِ)؟ فقالَ: عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ.
- فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (القومُ ألفٌ، كُلُّ جَزورٍ لمئةٍ).