التربية الإسلامية11 فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon


 

أولًّا: سبب يوم تبوك

في السَّنَة التاسعة للهجرة، وصلت أنباء إلى المسلمين تفيد بوجود حشود عظيمة للروم وحلفائهم في شمال الجزيرة العربية، تريد قتالهم والقضاء عليهم، فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج لمواجهة الروم وحلفائهم، ورَدِّ اعتدائهم قبل وصولهم إلى المدينة المُنوَّرة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقائهم في تبوك، وكانت تلك آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: من أحداث يوم تبوك

أ . تجهيز الجيش:
أخبر سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن وِجْهته على غير عادته في الغزوات السابقة؛ نظرًا إلى طول المسافة، وقوَّة العدوِّ، ولكي يتهيَّأ المسلمون، ويستعدّوا للنفير.

ب. خروج الجيش:
لم يتخلَّف من الصحابة الكرام أحدٌ بغير عُذْر إلّا ثلاثة أشخاص، هم: كعب بن مالك، ومَرارة بن الربيع، وهلال بن أُميَّة رضي الله عنهم.

أمّا المُنافِقون فقد تخلَّفوا جميعًا عن الخروج.

عانى المسلمون في مسيرهم إلى تبوك معاناة شديدة؛ إذ كان الرجلان والثلاثة يتعاقبون على البعير الواحد، وقد أصابهم العطش الشديد.

لمّا سمع حلفاء الروم بحشد المسلمين، ألقى الله تعالى الرُّعب في قلوبهم، فانسحبوا.

 عاد المسلمون إلى المدينة المُنوَّرة من غير قتال. وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ باِلرُّعْبِ مَسيرَةَ شَهْرٍ ».

 ج. تآمُر المُنافقِين:
 أخذ المُنافِقون يُروِّجون الشائعات، ويُثبِّطون المسلمين عن الخروج للقتال، ويُخوِّفونهم من الروم.

ولمّا سار الجيش إلى تبوك، استغلَّ المُنافِقون خروج النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأنْ بنَوا مسجدًا؛ بُغْيَةَ إحداث الفتنة والفساد في مجتمع المدينة المُنوَّرة.

د. اعتذار مَنْ تخلَّف عن يوم تبوك:
ما إنْ عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من تبوك، حتى جاء المُنافِقون يعتذرون إليه صلى الله عليه وسلم بأعذار كاذبة، فقَبِل اعتذارهم، وعفا عنهم. غير أنَّ الله تعالى لامه عى ذلك؛ لأنَّم كانوا كاذبن في أعذارهم، ومُتآمِرين على المسلمين، .

 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

كان ليوم تبوك نتائج مُهِمَّة، منها:
1) ظهور المسلمين بوصفهم قوَّة كبيرة قادرة على رَدِّ العدوان.
2) مسارعة بعض القبائل العربية إلى إعلان إسلامها.
3) كَشْف المُنافِقين وفَضْح خُطَطهم.
4) توقيع معاهدات صُلْح واتفاقيات مع بعض الأمراء والقبائل.