اللغة العربية فصل أول

الخامس

icon

أَعْرِفُ عَنِ النَّصَّ

ذُكِرَتْ قِصَّةُ "مَمْلَكَةِ سَبَأ" في سُوَرِ عِدَّةِ، مِنْها سورَةُ "النَّمْلِ"، وَهِيَ قِصَّةٌ مِنْ قَصَصِ الْقُرْآنِ الَّني تَحُثُّ عَلى اتِّباعِ الطَّريقِ الصَّحيحِ.
 

ملَخَّصُ قِصَّةِ سُلَيْمَانَ وَمَلِكَةِ سَبَأٍ:

تَدُورُ أَحْدَاثُ قِصَّةِ سُلَيْمَانَ وَمَلِكَةِ سَبَأٍ حَوْلَ النَّبِيِّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِي كَانَ يَتَمَتَّعُ بِحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَسُلْطَانٍ وَاسِعٍ. كَانَ لَدَيْهِ الْقُدْرَةُ عَلَى التَّحَدُّثِ إِلَى الْحَيَوَانَاتِ وَالْجِنِّ، وَكَانَ يَتَلَقَّى رَسَائِلَ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ.

عِنْدَمَا سَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَأٍ، الَّتِي تُعْرَفُ بِاسْمِ بَلْقِيسَ، عَنْ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ وَثَرَاءِ مَمْلَكَتِهِ، أَرْسَلَتْ لَهُ هَدَايَا كَثِيرَةً لِتُجَرِّبَهُ. لَكِنَّ سُلَيْمَانَ، الَّذِي كَانَ يَسْعَى إِلَى إِظْهَارِ عَظَمَةِ اللَّهِ، قَرَّرَ أَنْ يُخْتَبِرَ إِيمَانَ الْمَلِكَةِ.

أَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى مَلِكَةِ سَبَأٍ رُسُلًا يَسْأَلُونَهَا عَنْ مَلِكِهَا، وَعِنْدَمَا عَلِمَتْ بِذَلِكَ، قَرَّرَتْ زِيَارَةَ سُلَيْمَانَ بِنَفْسِهَا. فِي طَرِيقِهَا، أَعَدَّ سُلَيْمَانُ مَجْلِسًا فَخْمًا لِاسْتِقْبَالِهَا، وَأَظْهَرَ لَهَا مَعْجِزَاتِهِ، بِمَا فِي ذَلِكَ عَرْشُهَا الَّذِي كَانَ قَدْ أُحْضِرَ لَهَا بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ.

عِنْدَمَا وَصَلَتْ بَلْقِيسُ إِلَى سُلَيْمَانَ، أُعْجِبَتْ بِحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ إِنْسَانٍ عَادِيٍّ، بَلْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ. بَعْدَ مُنَاقَشَاتٍ عَدِيدَةٍ، أَسْلَمَتْ بَلْقِيسُ وَاعْتَنَقَتِ الْإِسْلَامَ، وَقَرَّرَتْ الْعَوْدَ إِلَى مَمْلَكَتِهَا لِتَبْلِيغِ قَوْمِهَا بِرِسَالَةِ الْحَقِّ.

تُظْهِرُ الْقِصَّةُ أَبْعَادًا مُتَعَدِّدَةً، مِنْهَا الْحِكْمَةُ، وَالْقِيَادَةُ، وَالْإِيمَانُ، وَأَهَمِّيَّةُ دَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى الْخَيْرِ. كَمَا تُبْرِزُ قُدْرَةَ اللَّهِ وَعَظَمَتَهُ فِي التَّحَكُّمِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.