أفهم وأحفظ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَِّ اللهَ يَرْضى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: يَرْضى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدوهُ وَلا تُشِْركوا بهِِ شَيْئًا، وَأَنْ تعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَيعًا وَلا تَفَرَّقوا، وَأَنْ تُناصِحوا مَنْ وَلّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قيلَ وَقالَ، وَإضِاعَةَ الْمالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ »(رواه أحمد).
المفردات والتراكيب
| التركيب | المعنى |
| يَرْضى لَكُمْ | يُِحبُّها الله تعالى، ويثيبكم عليها. |
| يَسْخَطُ لَكُمْ | تُغضِب الله تعالى، ويُعاقِبكم على فعلها. |
التَّعْريفُ بِراويِ الْحَديثِ النَّبَوِيِّ الشَّريفِ
- هو عبد الرحمن بن صخر الدَّوسي رضي الله عنه:
الأعمال التي تُرضي الله تعالى
من الأعمال الرئيسة التي يُحِبُّها الله تعالى، ويُحِبُّ مَنْ يلتزم بها:
أ . عبادة الله و حده وعدم الإشراك به:
أنْ يُوحِّدوه، ويُخلِصوا له العبادة وحده، وألّا يجعلوا له شريكًا.
العبادة اسم جامع لكلِّ ما يُِحبُّه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، مثل: الشعائر، والمعاملات، والأخلاق.
ب. الوحدة وعدم التفرُّق: يكون ذلك بــ :
1) الاعتصام بحبل الله تعالى والتمسُّك بدينه سبحانه.
2) الاستقامة على الدين.
3) العمل بما جاء في كتابه العزيز وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
- وحدة الأمَُّة هي سبيل القوَّة والعِزَّة، أما التفرُّق فهو سبيل الضعف والهوان. الدليل: قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا)(آل عمران: ١٠٣ ).
ج. مناصحة ولي الأمر: يتمثَّل ذلك في:
1) تقديم الرأي الصائب والمشورة الصادقة النافعة للحاكم المسلم ومَنْ ينوب عنه.
2)معاونته على الحقِّ، وطاعته فيه، وتذكيره به.
3)تنبيهه بالحكمة والموعظة الحسنة.
4)قد تكون المناصحة عن طريق المؤسسات المُتعدِّدة للدولة، مثل البرلمان، والأحزاب السياسية فيها؛ وهذا يتفق مع مبدأ الشورى الذي يُعَدُّ ركيزة أساسية لنظام الحُكْم في الإسلام.
الأعمال التي يَبْغضها الله تعالى
أ . الكلام غير النافع: (كثرة الكلام فيما لا ينفع، وما لا فائدة منه؛ لِما فيه من مَضرَّة)
أصناف الكلام:
1- كلام خَيْر أمر الله تعالى به.
2- كلامُ شَرٍّ نهى الله تعالى عنه.
3. كلامُ لَغْوٍ لا خَيرَ فيه:
ب. إضاعة المال:
أعلل:
- أوجب الإسلام المحافظة على المال؛ لِئلّا يُعرِّض الإنسان نفسه أو أهله للفقر والحاجة وسؤال الناس.
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
لأنَّ ذلك يؤدّي إلى عدم استثماره فيما ينفع الفرد والمجتمع، وعدم إنفاقه في سبيل الله
صور إضاعة المال:
1) التبذير: وهو إنفاق المال في المُحرَّمات بصرف النظر عن مقداره.
2) الإسراف: وهو إنفاق المال في المباحات بما يزيد على الحاجة.
3) كنز المال وعدم استثماره.
ج.كثرة السؤال:
حَثَّ الإسلام على السؤال الذي يُقصَد منه العلم والتعلُّم.
النهي الموجود في الحديث الشريف هو عن:
- كثرة السؤال في غير حاجة أو فائدة.
- السؤال عن أحوال الناس الخاصَّة التي تُحرِجهم الإجابة عنها، وتوقِعهم في ضيق.
- كثرة سؤال الناس أموالهم وما يخصُّهم من متاع؛ لِما فيه من أخذها بغير حقٍّ.
قد يكون السؤال سببًا في التشديد على الأمَُّة في تشريع بعض الأحكام.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
لا تقتصر أصناف الناس مَِّنْ يُحِبُّهم الله تعالى أو يَبْغضهم على ما جاء في الحديث الشريف، بل يدخل في ذلك أصناف أُخرى لم يَرِدْ ذِكْرها في الحديث الشريف. وهذه بعضها:
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ الْأَعْمالِ أَحَبُّ إلِى الله؟ِ قالَ: الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الْجِهادُ في سَبيلِ اللهِ » (روا ه البخاري ومسلم ).
- قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَبْغَضُ الْفاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» (رواه ابن حَبّان).