اللغة العربية 8 فصل ثاني

الثامن

icon
                                                       (مبدعون مِن و طنِي مبدع في فضاءات العالم)

 

ولد علي نايفة عام 1933 للميلاد في قرية شويكة في مدينة طولكرم، ونشأ في مدَّة زمنيّة كَانَت تفتقر فيها المدينة إلى الموارد التّعليمية والتّكنولوجيّة المتقدّمة الّتي كانت متاحة في الدّول الغربيّة، وكان التَّحدي الأوَّل الّذي واجَهَه هو الحصول على تعليم متميّز في بيئة محدودة الموارد، - وعلى الرّغم من ذلك - تمكّن من التّفوق في دراسته الابتدائيّة والثّانوية بفضل ذكائه وإصراره على التّعلم، ودعم عائلته الّتي شَجَّعَته على متابعة أحلامه العلميّة مع والديه اللذين لم يكملا تعليمهما.

وبعد تَخَرجَه في المدرسة الثانويَّة عَمل الدّكتور علي نايفة معلمًا متنقلًا بين مدارس الأردنّ مدة عشر سنوات، حتَّى تيسرت له بعثة للدّراسة في الولايات المتحدة عام 1958 للميلاد ، وَاجَة خلالها تحدّيات جديدة تتعلق بالتأقلم مع ثقافة جديدة ونظام تعليميّ مختلف تمامًا عن الّذي اعتاد عليه، وكان عليه التّغلب على حاجز اللغة الإنجليزيّة والتّكيّف مع أساليب التّدريس الجديدة، وكانت الحياة في بلد غريب تتطلب منه التَّغلب على شعور الغربة والابتعاد عن العائلة والأصدقاء .

أمّا توفير الدّعم المادّي لتغطية تكاليف دراسته في جامعة ستانفورد ومعيشته في الولايات المتحدة، فهو تحد آخر، فكانت تجربته بوصفه راعي أطفال في ستانفورد جزءًا من رحلته العلميّة والشّخصيّة الّتي أظهرت جانبًا إنسانيًّا فريدًا في حياته لاحقًا، وتركت هذه التّجربة تأثيرًا إيجابيًّا على نموه الشّخصيّ والمعرفيّ، فقد تعلم كثيرًا عن الثّقافة الأمريكيّة وعن طريقة حياة العائلات في الولايات المتحدة، ما ساعده على التّكيف بشكل أفضل مع بيئته الجديدة وساعده على فهم أعمق للحياة.

حَصَل الدّكتور علي نايفة على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكيّة من جامعة ستانفورد في عام 1962 للميلاد، و تابع دراسته في الجامعة نفسها ليحصل على درجتي الماجستير والدّكتوراة في الهندسة الميكانيكيّة في وقت قياسيّ عامي 1963 و 1964 للميلاد على التّوالي، وخلال سنوات دراسته في الجامعة ستانفورد أظهر الدّكتور علي نايفة قدرة استثنائيّة على البحث العلميّ والتّحليل الهندسيّ.
وبَدَأ في استكشاف مجال الأنظمة غير الخطيّة، وهو المجال الّذي أصبح محور أبحاثه وإسهاماته العلميّة الّتي تميزت بالإبداع والابتكار، إذ بدأ في تطوير تقنيات جديدة لفهم المسائل المعقّدة وَحَلَّهَا في الدّيناميكيات.

سيبقى اسم الرّاحل الدّكتور علي نايفة في العالم العربيّ مقترنًا بكليّة الهندسة الّتي أنشأها في جامعة اليرموك في الأردنّ، فقد تطوّع للتّدريس فيها أستاذًا وعالمًا علاوة على تطوّعه للتّدريس في الجامعة الأردنيّة، وترك بصمته في السّعودية عندما أسّس عام1976 للميلاد كليّة الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز في جدّة.

وقد قاد فريقًا لذلك مكونًا من خمسة وثلاثين عضوًا للهندسة في أمريكا بما في ذلك أساتذة وعمداء في معهد ماسوستش للتّكنولوجيا، وهارفارد، وستانفورد، وبيركلي، وفرجينيا للتّكنولوجيا. وأنشأ برنامجا في الميكانيكا في تونس أيضًا، وشارك في بحوث تعاونيّة في الهندسة في تركيا والأردنّ ومصر.

وقد كان له تأثير كبير في تكوين جيل جديد من العلماء والمهندسين في الأردنّ والعالم العربيّ. وَقَد حَصَل الدّكتور نايفة على جائزة بنجامين فرانكلين في الهندسة الميكانيكيّة عام 2014 للميلاد، وهي الجائزة الّتي تعادل جائزة نوبل في العلوم علاوة على جائزة ليبيانوف من الجمعيّة الأميركيّة للمهندسين عَام 2005 للميلاد، ووسام الشّرف الذّهبيّ من أكاديميّة العلوم المتخصّصة عام 2007 للميلاد. وقد كُرّم بثلاث شهادات دكتوارة فخريَّة روسيّة، وبولنديّة، وألمانيّة. وهو أيضًا زميل في جمعيّات علميّة وهندسيّة أمريكيّة عدّة .

توفي الدّكتور نايفة بتاريخ27 آذار من عام 2017 للميلاد في العاصمة الأردنيّة عمّان، وفي 25 أيار من سنة 2024 للميلاد منح الدّكتور نايفة وسام الملك عبد الله الثاني بن الحسين للتّميز من الدّرجة الأولى لدوره في تطوير التّعليم في الأردنّ والوطن العربيّ.

 

Jo Academy Logo