أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ
عُضْوًا في لَجْنَةِ التَحْكيمِ لِعُروضٍ مَسْرَحِيَةٍ في الْمَدْرَسَةِ، وَقَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ قَرَرْنا أَنْ نَضَعَ مَجْموعةً مِنَ الْمَعاييرِ الِاخْتِيارِ الَأَفْضَلِ بَيْنَ الْعُروضِ، وَأَنْ نَتَجَنَبَ تَأْثيرَ الْعَلاقاتِ الشَخْصِيَةِ عَلى الْقَرارِ.
عرف النقد؟
النَقْدُ هُوَ عَمَلِيَةُ تَحْليلٍ وَتَقْييمٍ للْأَفْكارِ أَوِ الْأَفَعالِ أَوِ الظَّواهِرِ؛ بِهَدَفِ تَحْسينِها وَتَطْويرِها، ويُرَكِزُ عَلى تَحْديدِ نِقاطِ الْقُوَةِ وَالضَعْفِ وَتَقْديمِ اقْتِراحاتٍ بَنّاءَةٍ لِلتَحْسينِ، وَهُوَ لَيْسَ هُجومًا عَلى الْأفَرادِ أَوْ تَقْليلًا مِنْ شَأْنِهِمْ، بَلْ هُوَ وَسيلَةٌ لِلنُمُوِ وَالتَقَدُمِ. وَيَحِقُ لِلْأَفْرادِ التَعْبيرُ عَنْ آرائِهِمُ النَقْدِيَةِ ما دامَتْ لا تَتَعارَضُ مَعَ الْقِيَمِ وَالْمَبادِئِ الْأَخَلاقِيَةِ وَالْقانونِيَةِ.
أَهَمِّيَّةُ النَّقْدِ في الْمُجْتَمَعِ
النَقْدُ الْبَنّاءُ: يَشْمَلُ اقْتِراحاتٍ مُفيدَةً تَهْدِفُ إِلى التَحْسينِ وَالتَطْويرِ، مِثْلَ: (أَعْجَبَني مُحْتَوى الْعَرْضِ، وَلكِنْ إِذا قُسِمَ الْمَوْضوعُ إِلى فَقَراتٍ أَصْغَرَ، سَيَكونُ مِنَ الْأَسَهَلِ عَلى الْجُمْهورِ مُتابَعَتُهُ)، وَهُوَ عَكْسُ النَقْدِ السَلْبِيِ الَذي لا يَتَضَمَنُ أَيَّ اقْتِراحاتٍ مُفيدَةٍ.
تَكْمُنُ أَهَمِيَةُ النَقْدِ بِالنِسْبَةِ إِلى الْمُجْتَمَعِ في أَنَهُ:
- يُساعِدُ عَلى تَحْسينِ جَوْدَةِ الْأَفْكارِ وَالْأَعْمالِ، عَنْ طَريقِ تَحْدِيدِ الْأَخْطاءِ وَأَوْجُهِ الْقُصورِ وَالْعَمَلِ عَلى تَصْححِيِها.
- يُسْهِمُ في اكْتِشافِ طُرُقٍ جَدَيدَةٍ لِلتَّطْويِر وَالِابْتِكارِ.
- يُعَزِّزُ الَتفْكرَيَ النَّقْدِيَّ الَّذي يُساعِدُ عَلى تَحْليلِ الْمَعْلوماتِ وَاتِّخاذِ الْقَراراتِ السَّليمَةِ.
- يَعْمَلُ بِوَصْفِهِ أَداةً لِلْمُساءَلَةِ، فَيُمْكِنُ مُحاسَبَةُ الْمُؤَسَّساتِ عَلى أَعْمالِها وَسِياساتِها.
حُدودُ النَّقْدِ
لِضَمانِ أَنْ يَكونَ النَقْدُ بَنّاءً وَمَسْؤولًا، يَنْبَغي مُراعاةُ ما يَأْتي:
- احْتِرامُ الْقانونِ، وَعَدَمُ التَشْجيعِ عَلى الْعُنْفِ، أَوِ الْكَراهِيَةِ، أَوِ التَمْييزِ، أَوِ الْإِسِاءَةِ.
- احْتِرامُ حُقوقِ الْأَفَرادِ في الْخُصوصِيَةِ وَالسُمْعَةِ الْحَسَنَةِ، وَتَجَنُبُ الْإِسِاءَةِ أَوِ التَحْقيرِ.
- عَدَمُ الاعْتِمادِ عَلى الْأَخَبارِ الْكاذِبَةِ وَالْمُضَلِلَةِ.
- احْتِرامُ التَعَدُدِيَةِ الثَقافِيَةِ وَالدّينِيَةِ.
- الْمِصْداقِيَةُ وَالْمَوْضوعِيَةُ.
- الاهْتِمامُ بِالصّالِحِ الْعامِ.
التصنيف
أُصَنِفُ الْمَواقِفَ الْآتِيَةَ إِلى نَقْدٍ بَنّاءٍ أَوِ انْتِقادٍ سَلْبِيٍ:
- انْتَقَدَ تَقْريرٌ صَحَفِيٌّ سِياسَةَ الْحُكومَةِ في التَّعامُلِ مَعَ الْأَزَمَةِ الِاقْتِصادِيَّةِ، وَقَدَّمَ حُلولًا بَديلَةً. نَقْدٍ بَنّاءٍ
- حَلَّلَ تَقْريرٌ صَحَفِيٌّ عَمَلًا فَنِّيًّا، وَقَدَّمَ آراءً حَوْلَ جَوْدَتِهِ الْفَنِّيَّةِ دونَ الْإِساءَةِ إِلى الْفَنّانِ/ الْفَنّانَةِ. نَقْدٍ بَنّاءٍ
- احْتوى مَقالٌ نُشِرَ عَلى مَواقِعِ التَّواصُلِ الِاجْتِماعِيِّ عَلى التَّقْليلِ مِنْ نَجاحِ إِحْدى الشَّخْصِيّاتِ بِناءً عَلى بَعْضِ الصِّفاتِ الشَّخْصِيَّةِ. انْتِقادٍ سَلْبِيٍ
- انْتَقَدَ مَقالٌ مُؤَسَّسَةً إِعْلامِيَّةً لِسِياساتِها أَوْ أَدائِها دونَ الْإساءَةِ الشَّخْصِيَّةِ أَوْ مُخالَفَةِ الْقانونِ. نَقْدٍ بَنّاءٍ
نَشاطٌ
أُحَلِلُ الْبِطاقَةَ الْآتِيَةَ، ثُمَ أُجيبُ عَمّا يَليها:
كانَ طَلَبَةُ الصَفِّ السّادِسِ يُناقِشونَ مَوْضوعَ (أَهَمِيَةِ النَقْدِ) في حِصَةِ الدِراساتِ الاجْتِماعِيَةِ.
قالَتْ سَحَرُ: أَرى أَنَّ النَقْدَ يَعْني أَنَنا نَسْتَطيعُ قَوْلَ ما نُريدُ دونَ أَيِّ قُيودٍ.
ابْتَسَمَتِ الْمُعَلِمَةُ وَقالَتْ: لَيْسَ تَمامًا، النَقْدُ يَعْني تَحْليلَ الْأَفَكارِ أَوِ الْأَفَعالِ وَتَقْييمَها؛ بِهَدَفِ التَحْسينِ وَالتَطْويرِ. لا يُمْكِنُنا اسْتِخْدامُ النَقْدِ لِلْإِساءَةِ إِلى أَحَدٍ أَوِ التَقْليلِ مِنْ شَأْنِهِمْ.
ثُمَ سَأَلَتِ الْمُعَلِمَةُ: ماذا لَوْ كَتَبَ أَحَدُكُمْ مَقالًا يَنْتقِدُ سِياسَةَ الْمَدْرَسَةِ؟
أَجابَتْ نِسْرينُ: يُمْكِنُنا ذلِكَ، وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكونَ النَقْدُ مَوْضوعِيًا دونَ إِساءَةٍ إِلى أَحَدٍ.
فَقالَتِ الْمُعَلِمَةُ: أَحْسَنْتِ، فَالنَقْدُ لا يَعْني حُرِيَةً مُطْلَقَةً، بَلْ حُرِيَةً مَسْؤولَةً.
- ما أَهَمِّيَّةُ النَّقْدِ في حَياتِنا؟
بِهَدَفِ التَحْسينِ وَالتَطْويرِ.
- هَلْ يُمْكِنُنا انْتِقادُ أَيِّ شَخْصٍ أَوْ جِهَةٍ دونَ قُيودٍ؟
لا يُمْكِنُنا اسْتِخْدامُ النَقْدِ لِلْإِساءَةِ إِلى أَحَدٍ أَوِ التَقْليلِ مِنْ شَأْنِهِمْ.
فَالنَقْدُ لا يَعْني حُرِيَةً مُطْلَقَةً، بَلْ حُرِيَةً مَسْؤولَةً.
- كَيْفَ نُفَرِّقُ بَيْنَ النَّقْدِ الْبَنّاءِ وَالنَّقْدِ السَّلْبِيِّ؟
النَقْدُ الْبَنّاءُ: يَشْمَلُ اقْتِراحاتٍ مُفيدَةً تَهْدِفُ إِلى التَحْسينِ وَالتَطْوير.
النَقْدِ السَلْبِيِ: الَذي لا يَتَضَمَنُ أَيَّ اقْتِراحاتٍ مُفيدَةٍ.
- كَيْفَ أَكونُ ناقِدًا جَيِّدًا/ناقِدَةً جَيِّدَةً؟
1- احْتِرامُ الْقانونِ، وَعَدَمُ التَشْجيعِ عَلى الْعُنْفِ، أَوِ الْكَراهِيَةِ، أَوِ التَمْييزِ، أَوِ الْإِسِاءَةِ.
2- احْتِرامُ حُقوقِ الْأَفَرادِ في الْخُصوصِيَةِ وَالسُمْعَةِ الْحَسَنَةِ، وَتَجَنُبُ الْإِسِاءَةِ أَوِ التَحْقيرِ.