خصائِص الشّعر الجاهليّ
?مقدمة القصيدة:
لم يكن بناء القصيدة الجاهليّة يجري في قالب بنائيّ واحد، إذ نجد قصائدَ تقوم على قالبٍ بنائيٍّ أساسُه تَعدّدُ موضوعات القصيدة، ومنها قصيدة المدح. أمّا القالبُ الآخر فإنّه يقوم على وَحدة الموضوع، ولعلّ قصيدة الرّثاء دالّة على هذا البناء.
أمّا المقدّمات فبعضُها طَلَليّ، ونلمح عناية بالغزليّة فيها. وننوّه بأنّ الشّعر الجاهليّ لم يطّرد فيه البَدء بالمقدمة الطّلَليّة، بل إن معظم قصائد الرّثاء تخلو من هذه المقدمات؛ لغلبة الحزن عليه.
ويغلب أنّ تتوزع القصيدة الجاهليّة ذاتُ المقدمة الطّلَليّة على المحاورِ النّهجيّة الآتية:
1. المقدمة الطّلليّة .
2. وصف الرّحلة والصّيد .
3. غرض القصيدة الرّئيس.
?الخصائص الفنيّة ولغة الشّعر الجاهليّ:
للشّعر الجاهليّ خصائص معنويّة ولفظيّة عديدة، منها:
1. توظيف الحكمة .
2. وضوح المعاني.
3. العناية بالألفاظ والتّراكيب .
4.اتّحاد النّغم الموسيقي وانسجام القوافي.
5. ائتلاف اللفظ مع المعنى: يتطلب التّعبير الأدبيّ انسجامًا بين اللفظ والمعنى، فكلمات الغزل تميل إلى الرّقة والسّلاسة لوصف الوجد والحنين، بينما تحتاج أغراض الفخر والحرب والمدح إلى ألفاظ قويّة وجزلة تليق بمكانة الممدوح وتوافق طبيعة القتال القاسية.
6. تعدّد الموضوعات: فثمّة قصائد ملتزمة بالنّظام البنائيّ متعدد الموضوعات كالوقوف على الأطلال، ثمّ الانتقال إلى وصف الرّحلة والنّاقة والصّحراء، حتى يصل إلى الغرض الرّئيس.
7. الشّعر الجاهليّ وثيقة دقيقة لحياتهم وبيئتهم وحروبهم، فيقدّم الشّاعر المعاني منكشفة كأنّها أشياء محسوسة وحقائق تسرد.
8. انتزاع الشّاعر الصور من عالمه المادّيّ، فيستمد أخيلته من العالم الحسّي المحيط به، يقول الأعشى مصورًّا مشية محبوبته كأنّها مرور سحابة مرورًا طبيعيًّا دونما بطء أو تسرّع:
كأنَّ مِشيَتَها من بيتِ جارَتِها مَرُّ السَّحابةِ لا رَيثٌ ولا عَجَلُ
وأمّا الممدوح أو المَرْثيّ فيشبهه الشعراءُ بالبحر والأسد والجبل. تقول الخَنْسَاءُ واصفةً أخاها صَخْرًا بالجبلِ الذي في أعلاه نار:
وإنَّ صَخرًا لَتأتَمُّ الهداة بِهِ كَأَنَّهُ علم في رَأسه نار
