عربي مادة الأدب فصل أول

الثاني عشر خطة جديدة

icon
  • تمهيد

تُعدّ المرحلة الإحيائية الحلقة الأولى من حلقات الشّعر الحديث. ويُطلق عليها )مدرسة(، لأنّها مجموعة من القوانين والقواعد ذات سياق اجتماعيّ ووطنيّ يضمُّ نُخبة كبيرة من الشّعراء.

 

من أسمائها :

1. الكلاسيكيّة .

2. الاتّباعيّة.

3.المحاكاة والتّقليد.

 

فترة هيمنتها: امتدّت بشكل رئيسيّ بين عاميّ 1850 و 1914، ورغم أن تأثيرها استمر ّ بعد ذلك، إلّا أن هذه الفترة شهدت ذروة قوّتها.

 

  • فلسفتها الأساسيّة:
  • محاكاة القدماءآمن شعراؤها بأن أفضل الشّعر قد كُتب في العصور الذهبيّة (الجاهليّ، الأمويّ، العباسيّ).
  • تقليد خلّاقلم يكن هدفهم التقليد الأعمى، بل محاكاة فحول الشّعراء القدماء مثل المتنبيّ والبحتري وغيرهم، لاستعادة قوة اللغة وجزالة الأسلوب.
  • موقف أخلاقيّ تعليميّ رأوا أن للشّعر دورًا في تهذيب الأخلاق والتّعليم، مشابهين بذلك الكلاسيكيين الأوروبيين.
  • أهدافها ووظائفها:
    • إعادة الحيويّة والقوّة للشّعر العربيّ:  إنقاذ الشّعر من الضّعف والرّكاكة الّتي أصابته في العصر العثمانيّ.
    • استعادة ثقة القارِئإعادة المتلقّي العربيّ إلى حقل الشّعر بعد أن نفر منه.
    • تعزيز الهويّة العربيّةإعادة الثّقة إلى الشّخصيّة العربيّة المهددة بالتّلاشي أو الذّوبان، وإلى التّمسّك بالهويّة .

أبرز أعلام المدرسة الإحيائيّة : 

لبنان: إبراهيم اليازجيّ

مصر : محمود سامي الباروديّ، أحمد شوقيّ ،حافظ إبراهيم.

الأردنّ : مصطفى وهبي التّل ( عرّار ).

العراق : معروف الرّصافيّ ، محمد مهدي الجواهريّ.

سوريا: عمر أبو ريشة .

اليمن : عبد الله البردّونيّ.

 

  • على الرّغم  اتّفاق شعراء هذه المرحلة في الاتّجاه العامّ إلّا أنّ هناك فروقًا بينهم.

 

 

* أحمد شوقيّ (1869- 1932)

  • مكانته الشّعريةيُعدّ ظهور شوقيّ من أهم الأحداث الشّعرية في أواخر القرن التّاسع عشر.
  • ألقابهلُقّب بـ "شاعر الجيل" و"أمير الشّعراء" (عام 1927).
  • مولده ونشأتهولد في القاهرة عام 1869م، وتلقى علومه الأولى في الكُتّاب.
  • دراستهدرس الحقوق في فرنسا.
  • حياته السّياسية:
  • كان شاعر البلاط لدى الخديويّة (حكام مصر).
  • نُفي إلى إسبانيا بسبب التّحولات السّياسيّة.
  • بعد عودته من المنفى، تعززت مواقفه الوطنيّة.

 

  • مصادر ثقافته المتنوعة:
  • الثّقافة العربيّةتأثر بالقرآن الكريم، وأقبل على قراءة الأدب العربيّ، خاصة شعر فحول الشّعراء القدماء الّذي استقى منه استشهاداته، وامتلك ثروة لغويّة واسعة.
  • الثّقافة الأجنبيّةكان يعرف اللغتين التّركية والفرنسيّة، مما أكسبه ملامح ثقافية أجنبيّة.
  • إسهاماته الأدبيّة:
  • الشّعرعلى يده ترسّخت المدرسة الكلاسيكيّة، واستطاع أن يعيد للشّعر العربيّ جزالته الأصيلة وقدرته على التّعبير المتدفق بالحياة.
  • المسرحكتب المسرحيات الشّعرية، ويُعد "رائد المسرح العربيّ الشّعريّ".

 

  • تنوع الأغراض الشّعريّة

الرّثاء ، المدح ، الغزل ، الوصف ، الحكمة ، الشّعر السّياسيّ ، الشّعر الوطنيّ ، الشّعر الأخلاقيّ ، شعر المعارضات .

 

  • سبب تلقيبه بأمير الشّعراء: لُقّب بذلك لما تمتّع به من:
  • براعة في البناء الشّعريّ.
  • موهبة فذّة.
  • مَلَكَة فائقة مكنته من صياغة الشّعر في جميع الظّروف وتحت ضغوط سياسيّة كثيرة.

 

  • صاحب أجمل ما قيل في المعلّم، يقول أحمد شوقيّ:

 

قـــم لـلمُعـلّـم وفِّــه التَّـبجـيـــلا                كاد المعلّم أن يكونَ رسولا

أعَلمت أشرفَ أو أجلَّ من الّذي            يبني ويُنشئ أنفُسًا وعقولا

 

 
   

خصائص الاتّجاه الإحيائيّ

من أهم خصائص القصيدة العربية:

التّقليد والمحاكاة

تقوم على تقليد ومحاكاة الشّعر القديم، وخاصة الشّعر العباسيّ، ولكن مع ترك مساحة للتّجديد.

العودة إلى التّراث

تتجه القصيدة نحو الماضي والتّاريخ، وتعتمد بشكل كبير على المخزون التّراثيّ العربيّ.

الوضوح

تتميز بوضوح الأفكار والمضامين الّتي تطرحها.

جزالة الألفاظ

يتم انتقاء المفردات والتّراكيب الشّعرية بعناية، وتتسم العبارة بالفخامة والقوّة.

الواقعيّة

تحتوي على تصوير واقعيّ للأحداث والأشياء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل قصيدة تأوّبَ طيف للباروديّ :

  • نبذة عن الشّاعر (محمود سامي الباروديّ 1839 - 1904):
  • يُصنّف بأنّه رائد الأحياء
  • هو ابن أحد ضباط الجيش المصريّ في عهد محمد علي باشا.
  • درس في المدارس الحربيّة.
  • يُنسب إليه الفضل في الارتقاء بالعبارة الشّعرية وتخليصها من الرّكاكة والضّعف.
  • أخرج الشّعر من دائرة التّكسب والنّفاق، وجعله تعبيرًا عن الذّات وقضايا الأمّة وهمومها.

 

  • مناسبة القصيدة:  تُعد القصيدة من أمثلة الشّعر الكلاسيكيّ، نظمها الباروديّ بعد وصوله إلى منفاه.
  • يقول محمود سامي الباروديّ:

 

تـــأوَّب طيـفٌ مـــن سميــرة زائـــرُ                          وما الطّيفُ إلّا ما تُريهِ الخواطرُ

طوى سُدفة الظّلماء واللّيل ضاربٌ                   بأروقة والنّجم بالأفق حائرٌ

ألـــم ولــــم يلبث وســـار وليتــه                               أقام ولو طالت عليّ الــدّياجر

فـــإن تكــن الأيّــام فرقَّــن بيننا                               فكلُّ امرئٍ يومًا إلى الله صائرُ

هي الدّار ما الأنفاس إلا نهائبٌ                            لديها وما الأجسام إلا عقائر

إذا أحسنت يومًا أساءت ضُحى غدٍ                      فإحاسنها سيفٌ على النّاس جائرٌ

 

  • التّحليل الفنيّ للقصيدة:
  • المناخ العام: المناخ الّذي تُولّده القصيدة هو مناخ تقليدي تمامًا ومن حيث المعاني والتّراكيب والصّور والإيقاع، مما يجعل القارئ يشعر وكأنّه يقرأ شعرًا  قديمًا لفحول الشّعراء.
  • تعدد الموضوعات: اتّسمت القصيدة بتعدد موضوعاتها (شوق، شكوى، حكمة)، وهذه سمة مميزة لشعر القدماء.
  • الملامح الفنّيّة العامّة: تتسم بالرّصانة والقوّة والتماسك.
  • الألفاظ (المعجم): وظفت القصيدة ألفاظًا فصيحة وقديمة وبعضها مهجور، مثل: (تأوّب، سُدفة، الدياجر).
  • الصّور الشّعريّة: الصّور فيها شبيهة بالصّور القديمة ومستمدة من البيئة الصّحراويّة.
  • الإيقاع (الموسيقى):
      • التزمت القصيدة ببحر عروضي واحد هو بحر الطويل ولم تخرج عنه.
      • التزمت برويّ (قافية) واحد هو الرّاء المضمومة، فلا يوجد تنويع في الرّوي.

 

Jo Academy Logo