فن الرسائل في العصرين الأيوبي والمملوكي-2007

فن الرسائل في العصرين الأيوبي والمملوكي-2007
24/12/2024
(منذ أسبوعين)
jo-academy-logo

فريق جو اكاديمي

فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي

 

 ازدهر فن الرسائل في العصرين الأيوبي والمملوكي بشكل ملحوظ، بسبب العديد من العوامل السياسية والاجتماعية والعلمية التي ساعدت على تطوره. فالرسائل كانت أداة حيوية في تسيير شؤون الدولة وعلاقاتها الداخلية والخارجية، كما كانت وسيلة فعالة للتواصل بين الحكام، الوزراء، والأمراء. بالإضافة إلى ذلك، فإن حب الكتابة لدى العديد من العلماء والأدباء في تلك الفترات كان يدفعهم إلى تحسين مهاراتهم الكتابية، مما أسهم في تميز هذا الفن النثري. في هذا المقال، سنستعرض أهم العوامل التي ساعدت في ازدهار فن الرسائل في تلك الفترات، مع التركيز على أبرز الكتاب مثل القاضي الفاضل وخصائص الرسائل التي قدموها.

 

أولاً: العوامل التي ساعدت في ازدهار فن الرسائل:

أدى تطور الحياة السياسية والاجتماعية في العصرين الأيوبي والمملوكي إلى الحاجة الماسة إلى فن الرسائل. ففي ظل قيام الدولة الأيوبية والمملوكية، كثرت دواوين الدولة، وهو ما تطلب وجود كتّاب متخصصين لكتابة الرسائل التي تتعلق بمختلف شؤون الحكم، مثل المبايعات، العهود، والتوجيهات العسكرية. كانت الرسائل وسيلة أساسية للتواصل بين الحكام والأمراء والجنود، حيث كان لكل مرحلة من مراحل الحرب أو السلم رسائلها الخاصة التي تنظم العلاقات بين الأطراف المختلفة.

من جهة أخرى، كان للكتاب مكانة رفيعة في المجتمع، حيث كانوا يعدون من كبار موظفي الدولة الذين يتولون مهمات الكتابة الرسمية. وقد تطورت مهنة الكتابة إلى صنعة يتطلب تعلمها مهارات خاصة، وهو ما ساعد على انتشار الرسائل بين أفراد المجتمع وفي مختلف الدواوين.

 

,وكان من أبرز كتّاب الرسائل في هذه الفترة، القاضي الفاضل (أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني)، الذي يعتبر من أعمدة فن الكتابة في العصر الأيوبي. درس العلوم الشرعية والأدب وتعلم فنون الكتابة في ديوان الإنشاء زمن صلاح الدين الأيوبي. وقد اشتهر برسائله المميزة التي تميزت بالبلاغة والجمال اللغوي، وساهمت في إرساء قواعد هذا الفن. كانت رسائله تتمتع بعمق فكري، وتُعد من أهم مصادر التاريخ الأدبي والسياسي لتلك الحقبة. كما كان القاضي الفاضل يولي أهمية خاصة للجزالة في الألفاظ، حيث كانت رسائله غالبًا ما تحتوي على محسنات بديعية وأسلوب شعري محكم.

وتتسم رسائل القاضي الفاضل ومن جاء بعده من الكتاب بالعديد من الخصائص الفنية المميزة. أولًا، تأثر الرسائل بالقرآن الكريم، حيث كان الكتاب يكثرون من الاستشهاد بالآيات القرآنية في رسائلهم لتعزيز حججهم وإضفاء طابع ديني على الكتابات. وهذا التأثير يبرز بشكل واضح في رسائل القاضي الفاضل الذي كان يولي اهتمامًا خاصًا لاستخدام الآيات القرآنية.

ثانيًا، تؤرخ الرسائل لأحداث العصر، حيث كانت الرسائل تُعتبر بمثابة سجلات تاريخية توثق مختلف الأحداث السياسية والاجتماعية. وكون الرسائل عادة تُكتب في لحظات تاريخية حاسمة، فقد كانت تحمل بين سطورها شهادات حية عن أحوال المجتمع والتطورات السياسية والعسكرية.

ثالثًا: كانت الرسائل تحتوي على محسنات بديعية، مثل الجناس والطباق، التي كانت تضفي جمالًا على النص وتزيد من قوته البلاغية. كما تميزت رسائل القاضي الفاضل وأمثاله بغرابة الألفاظ التي كان يستخدمها، مما جعل هذه الرسائل تتمتع بأسلوب فني خاص يميزها عن غيرها.

لقد أسهم فن الرسائل في العصرين الأيوبي والمملوكي في تعزيز التواصل بين الحكام وكتّاب الدولة، كما أنه كان وسيلة لتوثيق الأحداث التاريخية المهمة. ومن خلال رسائل الكتاب البارزين مثل القاضي الفاضل، أصبح هذا الفن جزءًا لا يتجزأ من التراث الأدبي والسياسي لهذه الفترات. وقد تميزت رسائل هؤلاء الكتاب بالبلاغة وفن الصياغة اللغوية، مما جعلها تظل حتى يومنا هذا محط اهتمام الباحثين في الأدب العربي والتاريخ.

 

 

وللتعرف أكثر إلى درس فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي جهزت لكم منصة جو أكاديمي شرحاً تفصيليًا للدرس وأوراق عمل خاصة في هذا الدرس وحل الأسئلة الخاصة به وللاطلاع عليها من خلال الرابط الخاص بالدرس اضغط هنا.

أخبار أخرى قد تهمك

جار التحميل...

إعلان

جار التحميل...