الدراسات الإسلامية فصل أول

الأول ثانوي أدبي

icon
  • فُطر الإنسان على حب التملك؛ قال تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ".
  • وهي تلك الغريزة التي تدفع الإنسان إلى السعي لتحصيل المال، وتنميته وادخاره.
  • ينظر الإسلام للمال على أنّه قِوام الحياة، تنتظم معايش الناس، ويتبادلون على أساسه تجارتهم ومنتجاتهم.
  • الإسلام يرى أنّ المال في حقيقة أمره ليس ملكًا خالصًا لمالكه، وإنما هو ملك لله.
  • الإنسان مكلف فيه بما أمره الله تعالى به، قال الله تعالى: "وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ". 
  • على الإنسان أن يضع المال في مواضعه، وينفقه في الوجوه التي شرعها الله لتخدم مصلحة الفرد والمجتمع.
  • توظيف المال في تحقيق المصلحة الخاصة والعامة، فالعاقل ينفق بقدر حاجته، ويدّخر ما فاض من ماله، وينفقه في ما أحلّ الله تعالى، أو يستثمره لخدمة مجتمعه ووطنه.
  • لقد أوجب الإسلام على الإنسان أن يكسب ماله بالطرائق المشروعة، وأن ينفقه في الطرائق المشروعة، قال رسول الله : "لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عمرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِهِ فيما فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيما أبلاهُ".
  • لتحقيق هذه الغاية العظمى أقرّ الإسلام مجموعة من القواعد والضوابط؛ ليكون التصرف بالمال محمودًا، منها ما يأتي:
    • الاعتدال في الإنفاق والبعد عن الإسراف، قال تعالى: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا".
    • الإنفاق في الوجوه المباحة والبعد عن الإنفاق في ما حرم الله تعالى، مثل: دفع الرشوة، وشراء الخمر، وما يشابهها من أعمال وتصرفات، قال : "لعنةُ اللهِ على الراشي والمرتشي".
    • من صور الإنفاق المحرمة كذلك التبذير الذي هو من أعمال الشياطين، قال تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا".

الإنفاق المحمود

 منه واجب ومنه مستحب، وذلك على النحو الآتي:

الإنفاق الواجب

(1) الإنفاق على الأسرة

  • أوجب الإسلام على الزوج الإنفاق على زوجته وأولاده، قال تعالى: "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
  • وأوجب الإسلام كذلك على المرء الإنفاق على والديه المحتاجين، ورعايتهما، خاصة في حالة الكبر.
  • وفي حديث سَعْدِ بن مالك، قال النبي : "لنْ تنفقَ نفقةً تبتغِي بها وجهَ اللهِ إلا أُجِرْتَ، حتى ما تجعلُ في فِي امرأتكَ".
  • ولا شكّ أنّ هذا مما يؤدي إلى استقرار الأسرة وسعادتها، وتمكينها من أداء واجباتها، وتحمل مسؤولياتها، وأداء مهمتها في بناء المجتمع، وخدمته على أكمل وجه.

(2) إخراج الزكاة

  • الزكاةُ أحد أركان الإسلام ودعائمه الأساسية، وقد أوجبها الإسلام على صاحب المال بشروطها، قال الله تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
  • وفي إخراج المال وإنفاقه فوائد عديدة تعود على الفرد والمجتمع، منها ما يأتي:
  • تقرب بين العبد وربه، وفيها أجر عظيم وثواب جزيل عند الله تعالى.
  • تهذبُ النفوس، وتطهرها من عوامل الشح والبخل، وتزرع الرحمة والعطف والحب والتسامح بين الناس.
  • تُطيّب نفوس الفقراء والمساكين والمستحقين للزكاة من الفئات الأخرى، وتسهم في إغنائهم، ودفع غائلة الحاجة عنهم، وما تسببه الحاجة من مفاسد وانحرافات، قد تضر بسلامة المجتمع وأمنه.

(3) زكاة الفطر

  • حدد الإسلام مقدارًا يسيرًا معيّنًا لزكاة الفطر، يخرجه كلّ فرد؛ سواءً أَكان صغيرًا أم كبيرًا، ذكرًا أم أنثى، ففي حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: "فرضَ رسول اللهِ زكاةَ الفطرِ صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرّ، والذَّكرِ والأنثَى، والصَّغيرِ والكبيرِ من المسلمين".
  • فيها تدريب عملي لمسألة إنفاق المال، وتحقيق الفرح لأفراد المجتمع، ويتوصل به المنفق إلى معرفة المحتاجين ممن يعيشون معه في بيئته.
  • ويدرك حقيقة هذه العبادة بعد أداء ركن من أركان الإسلام هو صيام رمضان الذي يعزّز في النفوس دروسًا إيمانية فيها مصالح للمجتمع، وهي تدلّ على القيم الحضارية التي تجعل أفراد المجتمع يعيشون حالة فرح، يشتركون جميعًا في وضع واحد، والتمتع بمتع الدنيا المباحة.

الإنفاق المستحب

من أبواب الإنفاق المستحب ما يأتي:

(1) الصدقة:

  • وهي ما يقدّم للمحتاجين من أموال تقرّبًا إلى الله.
  • وسمّي هذا المال صدقة؛ لأنه برهان على صدق الإيمان.
  • ولا تقتصر الصدقة على المال فقط، وإنما لها أبواب متعددة. قال رسول الله : "كلُّ سلامى من الناسِ عليه صدقةٌ كلَّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ: تعدل ُ بينَ اثنينِ صدقةٌ، وتعينُ الرجلَ في دابتِهِ، فتحملُه عليها، أو ترفعُ له عليها متاعَهُ صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاةِ صدقةٌ، وتميطُ الأذى عنِ الطريقِ صدقةٌ".
  • والصدقة من شأنها تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم.
    • فيوجد مجموعة من أفراد المجتمع بحاجة إلى رعاية.
    • وآخرون ابتلوا بالفقر.
    • وفئة عاطلة عاجزة عن الكسب لعوامل مختلفة.

(2) الإنفاق في الحالات الطارئة

  • وهي الحالات التي تصيب أبناء المجتمع نتيجة الكوارث الطبيعية، وغيرها في ما يخدم المجتمع.
  • وقد حث الإسلام أفراده على الاهتمام بالإنفاق في مجالات فيها خدمة الناس جميعًا، على اختلاف أديانهم وأجناسهم وألوانهم ولغاتهم.
    • من إغاثة للمحتاجين والمنكوبين.
    • وتقديم خدمات طبية ومستشفيات للمرضى والجرحى والمصابين، وغيرها، قال رسول الله : "مَن نفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ".

(3) الوقف:

  • يعد من الصدقة الجارية، التي تجري على صاحبها بالأجر بعد موته.
  • والذي من شأنه أن يدرّ أموالًا تساعد على سدّ حاجات المجتمع ومساعدة أبنائه.
  • قال رسول الله : "إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ؛ إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علم ينتفعُ بهٍ، أولدٍ صالحٍ يدعُو له".

(4) الهدايا والهبات وصلة الأرحام والأصدقاء.

  • فقد حثّ الإسلام على التهادي؛ لأنه يزيد من أواصر المودة والمحبة بين الناس.
  • وحث على بذل الهبات قدر المستطاع.
  • وصلة الرحم.
  • والإخلاص للأصدقاء وزيارتهم وتفقد أحوالهم.

 

الإنفاق المحرم

  • من حضارة الإسلام وقيمه الراقية أن أعطى الإنسان حقّ التصرف في ما يملك
  • إلا أنّ هذا الحق ليس على إطلاقه.
  • فقد بيّن الإسلام أنه يوجد صور محرمة للإنفاق، كإنفاق المال في شرب الخمر أو تناول المواد المخدرة، أو إشاعة الفاحشة أو الرشوة.

 

 

Jo Academy Logo