برز العديد من العلماء في العصر الحديث، ممن كان لهم:
- أثر كبير في مسيرة الدعوة الإسلامية.
- وفي بناء القيم والمفاهيم الإسلامية الصحيحة.
من هؤلاء العلماء العلامة أبو الحسن الندوي.
أولا: التعريف بأبي الحسن الندوي
اسمه ونسبه:
- هو أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني الهندي الندوي.
- ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما.
- عاشت أسرة أبي الحسن في الهند.
- ولقب أبو الحسن بالندوي نسبة إلى (دار العلوم ندوة العلماء) في الهند.
مولده ونشأته:
- ولد أبو الحسن في الهند سنة ١٩١٤م.
- ونشأ في أسرة متدينة متعلمة،نبغ منها عدد من العلماء والدعاة، كان من أبرزهم
أبوه الشيخ عبد الحي، صاحب علم ومصنفات مشهورة.
- وقد توفي والده وهو لا يزال في التاسعة من العمر.
- وتولى تربيته أمه وأخوه الأكبر – عبد العلي - الذي كان له فضل كبير في تربية أبي الحسن وثقافته.
- كان أبو الحسن رحمه الله تعالى متواضعا، زاهدا، وكان حكيما، واسع الثقافة، أديبا صاحب أسلوب راق.
ثانيا : حياته العلمية
- بدأ أبو الحسن تعلمه القرآن الكريم في البيت، وكانت أمه تعينه على ذلك، فقد كانت حافظة للقرآن الكريم،
- وبعد ذلك تلقى علومه الأولى في قريته:
- فتعلم فيها اللغة العربية واللغة الإنجليزية والفارسية.
- ومبادئ العلوم الشرعية.
- وقرأ فيها على عدد من الشيوخ كتب الأدب باللغة الأوردية.
- وفي المرحلة الجامعية:
- درس الأدب العربي،
- ثم التحق بدار العلوم لندوة العلماء المسلمين في الهند، ودرس فيها تفسير القرآن الكريم وعلوم الحديث.
- وقد ارتحل إلى عدد من البلدان العربية، والتقى بالكثير من علمائها وأدبائها.
- ثم عاد إلى الهند وتولى التدريس في دار العلوم.
وقد تميز أبو الحسن بمنهج خاص في التأليف:
- وذلك بسبب معرفته عددا من اللغات.
- وسعة اطلاعه على مؤلفات الحضارات الأخرى.
- فضلا على تعمقه في التاريخ الإسلامي.
- وكان من أهم مؤلفاته كتابه المشهور "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"،
- الذي وصف فيه حال العالم في العصر الذي سبق الإسلام.
- مرورا ببزوغ فجر الإسلام، وحتى القرن الماضي.
- وبين فيه حال البشرية قبل تراجع المسلمين وبعده، متوسعا في ذكر الأسباب.
- وقد لقي هذا الكتاب قبولا كبيرا، وترجم إلى عدد من اللغات .
ثالثا: دوره في الدعوة إلى الله تعالى
كان لأبي الحسن الندوي جهد بارز في الدعوة إلى الله.
- بدأ أبو الحسن هذا الجهد عندما التقى بالعالم الداعية الكاندهلوي (صاحب كتاب حياة الصحابة)، حيث تأثر بمنهجه في الدعوة إلى الله.
- وأخذ يتصل بالناس لنشر الإسلام في مدن الهند وقراها.
- وامتدت رحلاته الدعوية إلى معظم البلدان العربية والإسلامية.
وتنوعت طرائق أبي الحسن في الدعوة إلى الله تعالى:
- فكان منها الخطب، والمحاضرات، والندوات، والمؤتمرات.
- وتأليف الكتب، والرسائل الدعوية.
- وإصدار عدد من المجلات بلغات مختلفة.
- وأسس المجمع الإسلامي العلمي في الهند، ورابطة الأدب الإسلامية.
- وكان لأبي الحسن رحمه الله منجزات متعددة في جانب التدريس، والتأليف، واللقاءات الصحفية.
- وقد حباه الله بمكانة خاصة عند أهل عصره من العلماء وغيرهم، فنال كثيرا من الجوائز العالمية، ومن أهمها:
1- جائزة الملك فيصل العلمية لخدمة الإسلام.
2- جائزة الشخصية الإسلامية في دبي.
3- وسام الإيسسكو من الدرجة الأولى، من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم
والثقافة .
رابعا: وفاته
توفي أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى في عام ١٩٩٩م في الهند، وكان له من العمر 85 عاما.
مقتطفات من كلام أبي الحسن الندوي:
إن العالم العربي لا يسعد وخيرة الشباب في العواصم العربية عاكفون على شهواتهم تدور حياتهم حول المادة والمعدة.
(أبو الحسن الندوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين).