اللغة العربية 8 فصل ثاني

الثامن

icon

 

الفتح المبين في مدح الأمين "عائشة الباعونية"

 التّعريف بالشاعرة:

 عائشة الباعونيّة، شاعرة، وأديبة، وفقيهة، نسبتها إلى باعون من قرى عجلون في الأردنّ، ومولدها ووفاتها في دمشق.  اطّلعت على كتب الفقه واللّغة العربيّة، وتعلّمت على يد أشهر علماء دمشق، فأخذت عنهم الفقه والنّحو  والعروض، واشتهرت بالبديعيّة، وهي قصيدة في مدح النّبيّ .

 

 ملخص النَّصَّ:

 

 تمثّل هذه القصيدة نموذجًا لشعر المديح النّبويّ، وهو نوع شعريّ اشتهر به عدد من الشُّعراء كالبوصيريّ وأحمد   شوقيّ، وعائشة الباعونيّة، فخصّصوا جانبًا من أشعارهم ليكون متمركزًا حول موضوع رئيس هو مدح النّبي ، وذكر   أخلاقه وصفاته.

 ويسعى شعراء المديح النّبويّ من خلال قصائدهم إلى إبراز جمال شخصيّة النّبيّ ، وسمو أخلاقه ، معبرينَ عَنْ   مشاعرهم الشَّخصيَّةِ اتَّجَاهَ النَّبيِّ، مما يضفي طابعًا إنسانيًا على النّص.

 وتكشف الشّاعرة في هذه القصيدة عن شوقها إلى المدينة النّبوية الّتي سكنها النَّبِيِّ ودُفنَ فيها، متناولة الصّفات   الخلقيَّةَ والخُلُقِيَّةَ لَهُ ، معرّجةً على بعض الحوادث المفصليّة الّتي مرّ بها في حياته

 ♦ شرح الأبيات:

 1. في حُسْنِ مَطْلَعِ أَقمار بِذِي سَلَمِ            أصبحتُ في زُمْرَةِ العُشَّاقِ كَالعَلَمِ
 2. يَا سَعْدُ إِنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ كَاظِمَةً          وَجِئْتَ سَلْمًا فَسَلْ عَنْ أَهْلِها القدمِ
 3. فَثَمَّ أَقْمَارُ تَمَّ طَالِعِينَ عَلَى                      طويلع حَيْهِمْ وَانْزِلْ بِحَيْهِمِ

 معاني الكلمات :

سلم

وادٍ في الحجاز

كَاظِمَةٌ

مكان في المدينة أو في الحجاز.

سَلْع

جبل في المدينة المنوّرة.

زُمْرَة العشّاق

جماعة المحبين، وهنا تشير إلى عشاق النّبي

كَالعَلَمِ

الشّخص المشهور البارز، أي أنّها معروفة في حبّها للنّبيّ .

 

طالعين

ظاهرين ومشهورين بالفضل والهدى

حيهم

المقصود أهل المدينة النّبويّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 البيت الأوّل :

 الشّرح : تبدأ الشّاعرة قصيدتها مادحةً وجه النّبيّ وأهل بيته ، فتقول أنّ جمال وجهه  يبدو كالقمر الطّالع على وادي   سلم، ثم تعلن انتسابها إلى جماعة العاشقين للنّبيّ حيث أصبحت في هذا العشق بارزة وظاهرة ويعرفها به جميع النّاس.

 

 الصّورة الفّنيّة: شبّهت النّبيّ وأهل بيته بالأقمار عند طلوعها.

 

 البيت الثّاني :

 الشّرح : تخاطب الشّاعرة في هذا البيت شخصًا يدعى "سعد" وتطلب منه زيارة مكانين يرتبطان بالنّبيّ وهما: كاظمة،   وسلع، على أن يقوم في هذه الزّيارة بسؤال أهل هذين المكانين عن أهلها القدماء.

 

 البيت الثّالث :

 الشّرح :تقول الشّاعرة أنّ هنالك أقمار مكتملة تطلع على أحيائهم وأماكنهم المرتفعة، فيجب على النّاس أن يذهبوا لزيارتها؛  كي يتفكروا ويستشعروا بها، ويلقوا التّحية على أهلها العظماء.

 

 الصّورة الفنّيّة: شبّهت النّبيّ ﷺ وأهل بيته بالأقمار المكتملة في نورها.

 

 الفكرة ( 1-3 ) : شوق الشّاعرة إلى المدينة المنوّرة الّتي سكنها النّبيّ ودفن فيها .


 4. أَحِبَّةٌ لَمْ يَزالوا مُنْتَهى أَمَلِي                                      وَإِن هُمُ بِالتَّنائي أَوْجَبُوا أَلَمِي
 5 . قِيلَ اسْلُهُم قُلتُ إِنْ هَبَّتْ صَبَا سَحَرًا                وَأَشرَق البَدْرُ تَمَّا سَلْخَ شَهرِهِمِ
 6. مَا لِي رُجُوعٌ عَنِ الأَشْجَانِ في وَلَهِي                      بَل عَن سُلُوِّي رُجُوعِي صَارَ مِن لِزَمِي
 7. أَحِبَّةٌ مَا لِقَلْبِي غَيْرُهُم أَرَبِّ                                      وَحُبُّهُمْ لَمْ يَزَلْ يَربو مِنَ القِدَمِ

 معاني الكلمات : 

البعد.

التنائي

انساهم

اسلُهُم

ريح

صًبا

وقت الفجر الهادئ  

سحرًا

زال وانقضى 

سلخ شهرهم

ليس لي 

ما لي

حبي الشّديد 

وَلهي:

يزيد

يربو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الشّرح :

 البيت الرّابع :

 تقول أنّ حب النبي وصحابته هو أملها الكبير الدائم، وأنّ بعدهم عنها قد سبب لها الألم والحزن.

 

 البيت الخامس :

 تقول: أنّ بعض النّاس قد أمروها بنسيان هؤلاء الأحبّة، لكنها رفضت أن تطيعهم في ذلك، وقالت أنّ الرّياح الّتي تأتي في    الفجر الهادئ تعيد ذكراهم إليها، وأن نسيانهم شيء يستحيل حدوثه. وتقول: أن غيابهم يشبه زوال القمر بعد اكتماله.

 

 البيت السّادِس :

 تبيّن الشّاعرة ارتباطها الوثيق بحب النّبيّ وأنّها لن تتراجع عن حبّها الشّديد له، بل أنّ رجوعها عن النّسيان صار لزامًا وواجبًا  عليها.

 

 الصّورة الفنّية: صوّّرت الرّجوع عن النّسيان بالشّيء المحسوس الّذي يلازمها ويلتصق بها.

 البيت السّابع :

 الشّرح :

 إن قلبي لا يطلب إلّا محبّة النّبيّ وصحابته، وهذا الحبّ هو حب قديم، يتّسع ويزداد مع مرور الزّمن.

 

 الصّورة الفنّيّة: شبهت الحبّ بالكائن الحيّ الّذي ينمو ويكبر

 

 الفكرة ( 3-7 ) :  تعلّق الشّاعرة بحبّ رسول الله الشّديد الّذي لا غنى عنه ، موضّحة موقفها من لائميها وحسّادها .

 


 8 . مَا بَهْجَةُ الشَّمْسِ فِي الْآفَاقِ مُسْفِرَةٌ             يَومًا بِأَبهَجَ مِن لألاءِ حُسنِهِم
 و. لَهُم شَمَائِلُ بِالْإِحْسَانِ قَدْ شَمَلَتْ                   وَعَلَّمَتْ كَرَمَ الأَخْلاقِ وَالشَّيَمِ
 10 . مُحَمَّدُ المُصْطَفَى ابْنُ الذَّبِيحِ أَبو الزَّ               هْرَاءِ جَدُّ أَمِيْرَي فِتْيَةَ الكَرَمِ
 11 . المُرْتَضَى المُجْتَبَى المَخْصُوصُ أَحْمَدَ مَن       اخْتَارَهُ اللَّهُ قَبْلَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ

 12. خَيْرُ النَّبِيِّينَ وَالبُرْهَانُ مُتَّضِحُ                           عَقْلًا وَنَقْلًا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمِ

 13. أَسْنَاهُمُ نَسَبًا أَزْكَاهُمُ حَسَبًا                            أَعْلَاهُمُ قُرَبًا مِنْ بَارِئِ النَّسَمِ

 شَمَائِلُ : أَخلاق.                           المرتضى : الذي نال الرضا والقبول، وهو ضدُّ السُّخط.

 المجتبى : الذي تم اختياره واصطفاؤه.          لألَاء: إشراق شديد، ويشير إلى نور النبي .

 شَمائل: الصفات والأخلاق.                              الشِّيم: الطباع الكريمة.

 المُصْطَفَى: المختار من الله، وهو لقب للنبي .

 الذَّبيح: إسماعيل عليه السلام، إشارة إلى نسب النبي .

 أبو الزهراء: كنية النبي نسبة إلى ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

 اللَّوح والقلم: إشارة إلى تقدير الأمور عند الله قبل الخلق.

 

  •  كيف تقارن الشاعرة في البيت الثامن بين الشمس والنبي ؟

 ترى أن الشمس في أوج إشراقها لا تقارن بجمال النبي ونوره الباهر.

  •   كيف تبين الشاعرة نسب النبي في البيت العاشر؟

 تشير إلى أن النبي من نسل إسماعيل عليه السلام (الذبيح)، وهو جد أميرَي الكرم (ربما إشارة إلى الحسن والحسين).

  •   ماذا تؤكد في البيت الحادي عشر؟

 تؤكد أن الله اختار النبي وفضله قبل خلق اللوح والقلم، مما يدل على مكانته العظيمة عند الله.

  •   ما الفكرة الرئيسة لهذه الأبيات؟

 تمجيد النبي وإبراز مكانته وجماله ونسبه الشريف، مع التأكيد على كمال أخلاقه وعظم اصطفائه من قِبل الله.

 


 12. خَيْرُ النَّبِيِّينَ وَالبُرْهَانُ مُتَّضِحُ                           عَقْلًا وَنَقْلًا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمِ
 13. أَسْنَاهُمُ نَسَبًا أَزْكَاهُمُ حَسَبًا                            أَعْلَاهُمُ قُرَبًا مِنْ بَارِئِ النَّسَمِ

 

 معاني الكلمات :

بهجة الشّمس

سطوعها وإشراقها

مسفرة

مشرقة

لألاء

لمعان

الشّيَم

الطّباع الكريمة

أميري فتية الكرم

الحسن والحسين

اللوح

اللوح المحفوظ

اللوح والقلم

رمز للقدر الّذي كتبه الله

أزكاهم

أطهرهم

المصطفى

المختار

الذّبيح

إسماعيل عليه السلام

الزّهراء

فاطمة رضي الله عنها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 شرح الأبيات :

 البيت الثّامن :

 تقول أن نور وجه النّبي ﷺ وأهل بيته يفوق الشّمس المشرقة، وأنّ هذه الشّمس المشرقة لا تكاد أن تصل إلى إشراق  وجوههم الكريمة.

 

 الصّورة الفنّيّة: شبّهت نور النّبيّ ﷺ وصحابته بالضّوء السّاطع الّذي يفوق في ضيائه نور الشّمس المشرقة.

 

 البيت التّاسع :

 إنّ النبي ﷺ وأهل بيته يتصفون بمكارم الأخلاق التي شملت كل جوانب الخير والإحسان، فكانوا بها قدوة لغيرهم.

 

 البيت العاشر :

 تبيّن الشّاعرة في هذا البيت نسب النّبيّ ﷺ بأنّ هذا النّسب يردّ إلى  إسماعيل -عليه السّلام - وأنّ النّبيّ ﷺ هو ابن عبد الله، كما  أنّه أبو فاطمة الزّهراء، وجدّ الحسن والحسين المتّصفين بالكرم والشّجاعة والشّرف.

 

 البيت الحادي عشر :

 تصف الشّاعرة نبينا الكريم ومكانته بصفات عدة، فتقول بأنّه من نال الرّضا والقبول والاصطفاء والاختصاص، وأنّ الله  تعالى قد اختاره نبيًّا للأمة قبل اللّوح والقلم.

 

 البيت الثّاني عشر :

 إنّ محمدًّا ﷺ هو أفضل الأنبياء والمرسلين، والدّلائل على ذلك كثيرة وواضحة، منها ما يدرك بالعقل، ومنها ما يؤخذ عن   طريق الوحي، وليس هنالك شكّ في صدقها.

 

 البيت الثّالث عشر :

 تؤكّد الشّاعرة على أنّ نبينا الكريم هو أعلى النّاس نسبًا وشرفًا، وأطهرهم حسبًا، وأعلاهم مكانة ومنزلة عند الله تعالى، فهو   أفضل البشر.

 

 الفكرة ( 8-13 ) :    تناوُل شمائل وصفات رسول ﷺ الخلقيّة والخُلقيّة .

 


 14.أعظِم بهِ من نبيّ مُرسلٍ نزلتْ    في مَدحِهِ الآياتِ من حِكَمِ

 15. دَنَا وَنَالَ فَلَا ثَانٍ يُشَارِكُهُ                                فِيمَا حَوَاهُ مِنَ التَّخْصِيْصِ وَالكَرَمِ
 16 . ذو المَجْدِ حَيْثُ أُهَيْلُ المَجْدِ قَاطِبَةً               تَسِيرُ تَحْتَ لِوَاهُ يَوْمَ حَشْرِهِم
 17. جَمَالُ صُورَتِهِ عُنْوَانُ سِيْرَتِهِ                            هَذَا بَدِيعٌ وَهَذِي آيَةُ الأُمَمِ

 

 معاني الكلمات :

 

دنا

اقترب

نال

حصل على

حواه

أخذه

ذو

صاحب

أهيل

تصغير كلمة أهل

قاطبة

جميعًا

لواه

رايته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 البيت الرّابع عشر :

  تظهر الشّاعرة تعجبها من عظمة النّبيّ إذ إنّ الله تعالى قد أنزل في آيات كتابه مدحًا لنبينا الكريم، والّتي تدلّ على مكانته    العظيمة وعلوّ شأنه بين البشر.

 البيت الخامس عشر :

 

  إنّ النّبي قد عرج إلى السّماء واقترب من المولى عزّوجل، فهو متفرّد بهذا الاقتراب ولا يمكن لأحد أن يشاركه هذا القرب      وهذه المنزلة العظيمة.

 

 البيت السّادس عشر  :

 تقول الشّاعرة أنّ النّبي هو صاحب الشّرف والعزّة، وأنّ النّاس في يوم القيامة سيسيرون خلفه؛ فهو شفيعهم آنذاك.

 

  البيت السّابع عشر :

  إنّ الجمال الخارجي للنّبيّ يمثّل جمال أخلاقه وسيرته العطرة، فجماله الخارجيّ بديع ومكتمل، وجماله الداخليّ المتمثّل     بحسن سيرته هو هدي للأمّة ومرجع لها.

 

  الفكرة ( 14-17 ) :    تناوُل شمائل وصفات رسول الخلقيّة والخُلقيّة .

 

 

Jo Academy Logo