التربية الإسلامية فصل أول

التاسع

icon

مقدّمة

اعتنى المسلمون بحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:  وتناقلوه جيلًا بعد جيل، ووضعوا له قواعد علميّة دقيقة تتعلّق بالحديث الشّريف سندًا ومتنًا؛ لأنّ السّند هو الطّريق الّذي نطمئنّ به إلى صحّة المتن.

وقد درس العلماء الحديث من حيث الصّحة والضّعف، وقسّموه ثلاثة أقسام:

أولًّا: الحديث الصّحيح

تعريف الحديث الصّحيح، وحكمه

  • الحديث الصّحيح: ما اتّصل سنده بنقل العدل التّام الضبط عن مثله من أوّل السّند إلى آخره من غير شذوذ ولا علّة.
  • ويجب العمل به.

شرح تعريف الحديث الصّحيح

  • معنى اتّصل سنده برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ كلّ رواة الحديث من بداية السّند إلى نهايته، سمعوا هذا الحديث من بعضهم دون انقطاع، وأخذ كلٌّ منهم روايته عن شيخه.
  • أمّا عدالة الراوي فهي اتّصافه بالصِّدق والأمانة، والتزامه الدّيني.
  • أمّا الضبط فهو أن يكون متقنًا للحفظ، لا يُعهد عليه النّسيان أو الخطأ.

مثال الحديث الصّحيح

قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ). قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَإَِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: (فيَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ). قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتطِعْ أو لم يفعل؟ قَالَ: (فيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ) قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ)  أو قال: (بِالْمَعْرُوفِ) قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟  قَالَ: (فِيُمْسِكْ عَنِ الشِّرِّ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ). (رواه البخاري).

مصنّفات الحديث  الصّحيح، وأعلى مراتبه

  • مِن أشهر المُصَنَّفات في الحديث الصّحيح كتاب (صحيح البخاري)، وكتاب (صحيح مسلم).
  • وأصحّ الأحاديث ما اتّفقا على إخراجه معًا في كتابيهما، وهو ما أُطلِق عليه عبارة (متَّفَق عليه).

 

ثانيًا الحديث الحسن

تعريف الحديث الحسن وحكمه

  • الحديث الحسن: هو الحديث الّذي اتّصل سنده برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووُصِف رواته بالعدالة والضّبط، فهم من حيث العدالة كرواة الصحيح ولكنّ ضبطهم أقلّ من ضبط رجال الصّحيح.
  • وحكمه كالصّحيح في وجوب العمل به.

 مثال الحديث الحسن

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ). رواه التِّرمذي، وقال: هذا حديث حسنٌ.

مصنّفات يكثر فيها وجود الحديث الحسن

 والحديث الحسن يكثر وجوده في كتب السُّنَن الأربعة، وهي: سنن أبي داود، وسنن التّرمذي، وسنن النّـَسائي، وسنن ابن ماجة.

 

ثالثًا: الحديث الضّعيف

تعريف الحديث الضّعيف، وحكم العمل به.

  • هو الحديث الّذي لم يتّصل سنده، أو فقد أحد رواته شرط العدالة أو الضّبط.
  • والحديث الضّعيف يُعمل به في فضائل الأعمال فقط بشروط.

مثال الحديث الضَّعيف

ما رواه النَّسائيُّ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم  قال: (لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ) وهو ضعيف لأنّ فيه راويًا لا تتوافر فيه صفات رواة الحديث الصّحيح.

 

الحديث الموضوع.

  • نسب بعض النّاس إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم  أحاديث لم يقُلها، سمّاها العلماء الأحاديث الموضوعة.
  • والحديث الموضوع لا يُقبَل، ولا يُعمل به، ولا تصحّ روايته. وقد حذّر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم  من ذلك بقوله: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، ومَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).
  • مثال الحديث الموضوع: (لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَة ثَلَاثمِائَة آيَةٍ لَتَكَلَّمَتِ الْبَقَرَةُ مَعَ النَّاسِ). الحديث موضوع؛ لأنّ أحد رواته كان متّهمًا بالكذب.

 

القيم المستفادة من الدّرس

  • أتحقّق من صحّة الأحاديث النّبوية الّتي يتناقلها النّاس.
  • أُقَدِّر جهود العلماء في خدمة الحديث النّبويّ الشريف.