مقدمّة
شرّف الله تعالى هذه الأمة بأن جعل فيها الخير إلى يوم القيامة، ووصفها بأمة الخير، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). وجعل مِن أعظم مسؤولياتها فعل الخيرات. وحثّ الناس على عمل الخير وإرشادهم إلى طريق الحقّ والثواب، فكيف يأتي المسلم بالخيرات، وكيف يحثّ النّاس على فعلها.
أولاً: أبواب الخيرات
- من أبواب الخير التي تتعلق بالإنسان نفسه: ما يفعله طلباً لرضا الله تعالى وطمعاً في نيل أجره وثوابه، كفعل الطاعات، والبعد عن المنكرات، ومن ذلك الصلاة، والصيام، والزكاة، والحجُّ، وبرّ الوالدين، وصلاة النافلة، وغيرها.
- ومن أبواب الخير التي تعود بالخير والنفع على المجتمع والوطن: صلة الأرحام، والإحسان إلى الجار، والابتسامة الطيبة، والصدقة، وإماطة الأذى عن الطريق، والمحافظة على المرافق العامة، ونشر العلم، والوقف، وغيرها.
- ومن أبواب الخير التي تعود بالنفع على البشرية جمعاء: تبليغ رسالة الإسلام وهديه، ومساعدة الضعفاء والمظلومين والمنكوبين، ودعوة الناس إلى الخير وإرشادهم إلى الحق، ونشر قيم المحبة والاحترام والتقدير والتعايش، والتي جعلها الله تعالى من أفضل الأعمال عنده سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، وجعل لمن يقوم بهذا العمل أجراً عظيماً، قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يوم خيبر: (فواللَّه لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمُرِ النَّعَمِ)، وهذا يؤكد حرص الإسلام على هداية الناس وحثّهم على ما يعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة، والبعد عن إيذائهم أو التعدّي عليهم بأي صورة من الصور.
ثانيًا: أهميّة دعوة الخير وأثرها
- لعظم هذه المهمة ومكانتها عند الله تعالى، ولأثرها البالغ في نفوس الناس، فقد أمرنا الله تعالى بالاقتداء بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، في دعوته الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، قال الله تعال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
- وإنّ التزام المسلم بقيم الخير هذه وأعماله، سيكون له أكبر الأثر في أن يكون قدوة للآخرين يقنعهم بقيمه وأخلاقهم بالحسنى من دون إكراه أو إلزام، بل يكون منهجه منهج الرحمة والرفق، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ).
- ويكون رحيمًا في تعامله مع النّاس جميعهم، قال صلّى الله عليه وسلّم: (الرّاحمون يرحمهم الله).
أحرص على:
- فعل الخيرات.
- حبّ الخير للناس جميعًا، ودعوتهم إليه.