أبطالُ القدسِ
عبدُ القادرِ الحسينيُّ
كما أَنْتَ
لم تطرقِ الأربعينَ
ولمْ تفتحِ البابَ كي يدخلَ العمرُ
لا شيبَ في الشَّعر
غبارٌ على زيِّكَ العسكريِّ الأخيرِ
دخانٌ على الجرح
والوقتُ عصرٌ
كما أَنْتَ
نادى عليكَ الشبابُ
ولمْ تسترحْ بعدُ
نفسُ الثّيابِ
ونفسُ الدِّماءِ على فضَّةِ الأَرضِ
تسندُ قلبَكَ للبابِ كَيْما نمُرّ
خمسينَ عاماً
نخّبئُ جرحَكَ في كلِّ قلبٍ ودارٍ وجرحْ
نُنقِّلُ صوتَكَ بينَ البيوتِ وتحتَ السَّنابلِ
ترسمُهُ في اللّيالي النِّساءُ لأولادِهِنَّ
ونُخفي جوادَك عنْ كلِّ عين
ونُسرِجُهُ كلَّ صبحْ
كما أَنتَ
أَجملُنا
يا أَخانا الكبير
نسيرُ إليكَ
وتأتي لَنا
لخمسينَ عاماً ونحنُ هناك
وأَنْتَ هُنا
ليكنْ ترابُكَ، مثلَ قلبِكَ، صافياً
ومباركاً (ونديّ)
لَمْ تهدأِ الدُّنيا
كأنَّكَ لمْ تزلْ فيها
تهزُّ على تلالِ القدسِ جيشَكَ كامِلاً
ملكاً تُتَوّجُهُ بوارقُ شِعرِنا العربيِّ
للشّاعرِ: غسّانَ زقطان، بتصرُّفٍ.
أُضيفُ إلى مُعجمي:
نسرجُهُ: نضعُ الرّحْلَ على ظهرِ الجوادِ.
الجواد : الخَيْل .
نَديّ : مُبَلّل من قَطراتِ الماء .
تِلال : مُفردها ( تلّة ) وهي المرتفع من الأرض .
بَوارق : (بارقة )سحابة ذاتُ بَرق، ترمز إلى الأمل .
الفكرةُ العامّة للقصيدةِ :
- ذِكرُ مناقبِ وصفات الشّهيدِ عبدِ القادرِ الحُسينيّ في ذِكرى استشهادِهِ الخمسين .
شَرْحُ ودلالات التراكيب في القصيدةِ :
- لم تطرقِ الأربعينَ
ولمْ تفتحِ البابَ كي يدخلَ العمرُ
لا شيبَ في الشَّعر :
تدلّ هذه الجمل على استشهاد عبد القادر الحُسيني وهو في عمر صغير ، لم يشبْ شعره ، ما زال في أوج عطائه .
- غبار : دلالة على التّعب والجهد الذي بذله عبد القادر في آخر معركة قبل استشهاده .
- نادى عليك الشّباب : التّحسّر والتّفجّع على فقده وهو في عزّ شبابه .
- نفسُ الثّيابِ
ونفسُ الدِّماءِ على فضَّةِ الأَرضِ
تسندُ قلبَكَ للبابِ كَيْما نمُرّ
خمسينَ عاماً
نخّبئُ جرحَكَ في كلِّ قلبٍ ودارٍ وجرحْ
نُنقِّلُ صوتَكَ بينَ البيوتِ وتحتَ السَّنابلِ
ترسمُهُ في اللّيالي النِّساءُ لأولادِهِنَّ
ونُخفي جوادَك عنْ كلِّ عين
ونُسرِجُهُ كلَّ صبحْ
تدلُّ على الإحساس بالألم لفراقك الذي صادف الذكرى الخمسين ، والتّأكيد على تثبيت ذكراك خالدة في أجيالنا اللاحقة ولن تمحوها السّنين ، بل تُحفر في القلوب والعقول مدى الأزمان .
كما أَنتَ
أَجملُنا
يا أَخانا الكبير
نسيرُ إليكَ
وتأتي لَنا
لخمسينَ عاماً ونحنُ هناك
وأَنْتَ هُنا
يستذكر الشّاعر هنا صفات وخصال القائد الحُسيني فهو السّند لجميع المجاهدين وبمثابة الأخ الكبير لهم بخُلقه الجميل ، خمسون عامًا وأنت كما أنت بذكرك الطّيب بيننا .
ليكنْ ترابُكَ، مثلَ قلبِكَ، صافياً
ومباركاً (ونديّ)
لَمْ تهدأِ الدُّنيا
كأنَّكَ لمْ تزلْ فيها
تهزُّ على تلالِ القدسِ جيشَكَ كامِلاً
ملكاً تُتَوّجُهُ بوارقُ شِعرِنا العربيِّ
وفي نهاية القصيدة يدعو الشّاعر أن يكون تراب قبرة نديًّا مُبللًا صافيًا كما كان قلبه في الحياة خاليًا من الأحقاد ، ويؤكد بإنّ ذكره سيبقى بينهم وكأنّه موجود وستبقى تخلّده كلمات أشعارنا .
================================================================================
أتعرُّفُ نبذةً عنِ الشّاعرِ :
غسّانُ زقطان شاعرٌ فلسطينيٌّ وُلِدَ في بيتِ جالا عامَ 1954، ثمَّ انتقلَتْ عائلتُهُ عامَ 1967م إلى عمّانَ، حيثُ أكملَ تعليمَهُ الثَّانويَّ، ثمَّ عملَ في غيرِ جريدةٍ وجلةٍ. صدرَ لهُ مؤلَّفاتٌ أدبيَّةٌ عديدةٌ، منها: (شعرٌ و روايةٌ ومسرحٌ) .
ومنْ دواوينِهِ الشِّعريةِ: «صباحٌ مبكرٌ»، و «ليسَ مِنْ أَجلي»،
ومِن الرِّواياتِ: «سماءٌ خفيفةٌ» و «وصفُ الماضي»،
ومنَ المسرحيَّاتِ: «السَّماءُ السَّاطعةُ»
أتعرّفُ جوَّ النَّصِّ
تتناولُ القصيدةُ مناقبَ الشَّهيدِ البطلِ عبدِ القادرِ الحسينيِّ القائدِ العامِّ للثَّورةِ الفلسطينيِّةِ، الَّذي استُشهدَ في قريةِ القسطلِ القريبةِ منَ القدسِ وهوَ في الأربعينَ منْ عُمرِهِ، أيْ في أَوجِ عطائِهِ بعدَ أن قادَ معركةً ضدَّ العصاباتِ الصّهيونيَّةِ لمدَّةِ ثَمانيةِ أعوامٍ.
وقدْ نُظِمَتْ هذهِ القصيدةُ في الذِّكرى الخمسينَ لاستشهادِهِ.
==================================================================================
أكتبُ
اتِّصالُ (إذْ) بالظّروفِ
أُراجعُ مهارةً كتابيةً:
1. أضعُ خطاً تحتً الظّروفِ في الأمثلِ الآتيةِ:
أ- قال تعالى: ] مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ اَلْفَوْزُ الْمُبينُ[ (سورة الأنعام:16)
ب- ينزلُ المطرُ بعدئذٍ سينبتُ الزّرعُ.
ج- حافظْ على ممارسةِ التّمارينِ الرّياضيّةِ عندئذٍ يَقوى جسمُكَ.
2. أصلُ الظّروفَ الآتيةَ بكلمةِ (إذْ):
أ- وقتَ: وقتئذٍ ، حينَ: حينئذٍ ، ساعةَ: ساعتئذٍ .
ب- أوظّفُ كلمةَ (ليلتئذٍ) في جملةٍ مفيدةٍ منْ إنشائي.
رأيتُ محمدًا ليلتئذٍ أخبرتُه بالحقيقةِ .
أتذكّرُ:
تُرسَمُ همزةُ (إذْ) على نبرةٍ عندَ اتِّصالِها بظرفِ زمانٍ
=================================================================================
أَبني لغتي
صيغةُ المبالغةِ
أتذكّرُ:
اسمُ الفاعلِ: اسمٌ مشتقٌ يدلُّ على الحدثِ وعلى مَنْ قامَ بهِ. وَيُصاغُ مِنَ الفعلِ الثُّلاثيِّ على وزنِ (فاعِل) نحوَ: سَمعَ: سامِع.
وَيُصاغُ مِنَ الفعلِ غيرِ الثّلاثيِّ على نَحوِ: حَرَّرَ، مُحَرِّر. ( ميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر ) .
أَقرأُ النَّصَّ الآتيَ، ثُمَّ أَسْتَخِرجَ اسمَ الفاعلِ.
1- الجنديُّ صابرٌ في الحربِ، قادمٌ بِكلُّ عزمٍ وشجاعةٍ، عالِمٌ بواجبِهِ تجاهَ وطنِهِ ودينِهِ، وهُوَ السَّابقُ إلى
النَّصرِ أَوِ الشَّهادةِ.
صابر ُ / قادمٌ / عالِمٌ / السّابقُ .
أستنتجُ
صيغةُ المبالغةِ:
أُلاحظُ أسماءَ الفاعلينَ في النَّصِّ السَّابقِ: (صابر، قادم، عالم، السّابق)، فهي تدلُّ على الحدثِ وعلى مَنْ أَوْ ما يَقومُ بِهِ، وإذا أَردْنا أَنْ نُعبِّرَ عنْ هذِهِ الأَسماءِ بشكلٍ يدلُّ على المبالغةِ والكثرةِ، فإنَّنا نَقولُ:
(صَبورٌ، مِقدام، عَليمٌ، سَبّاقُ) وهذِه الكلماتُ جاءَتْ على أوزانٍ هي:
(فَعول، مِفْعال، فَعيل، فَعّال) .
أَسْتَنْتجُ ممَّا سبقَ أَنَّ:
صيغةَ المبالغةِ : اسمٌ مشتقٌ منَ الفعلِ للدَّلالةِ على مَعنى اسمِ الفاعلِ بقصدِ المبالغة والتّكثير .
ومنْ أوزانِهِ:فَعول (عَطوفٌ) ،مِفْعال (مِضيافٌ)،فَعّال(حَنّانٌ)، فعيل (سميعٌ).