عيدٌ بِنَكْهَةِ مُخْتَلِفَةٍ
اسْتَيْقَظْنا عَلى صَوْتِ أُمَي الَّتي تَبْدو الْيَومَ مَسْرورَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ يَوْمٍ، وَذلِكَ يَظْهَرُ مِنْ نَبْرَةِ صَوْتِها. انْطَلَقْنا إِلَيْها لِنَعْرِفَ السَّبَبَ، وَإِذا بِها تُعْلِنُ عَنْ فِكْرَةٍ جَديدَةٍ ابْتَكَرَتْها لِهذِهِ السَّنَةِ. لِلْوَهْلَةِ الْأولى، وَعِنْدَ سَماعٍ أُمّي تَتَكَلَّمُ وَتَتَحَدَّثُ إِلَيْنا شَعَرْتُ بِالرَّهْبَةِ وَالرُّعبِ، لَيْسَ مِمّا تَقولُهُ ؛ بَل لِأَنَّنَي لَنْ أَحْصُلَ عَلى مَلابِسَ جَديدَةٍ في هذا الْعيدِ. كَيْفَ يُمْكِنُ لي أَنْ أَتَذَوَّقَ حَلاوَةَ الْعيدِ دونَ ثِيابٍ جَديدَةٍ؟ كَيْفَ يُمْكِنُ لَِيْتِنا أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْعيدَ دونَ عُلَبِ الْحَلْوى؟ أَهذا يَعْني أَنَّني خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٍ حَتّى أَمْوالي؟ نَعَمْ، كَيْفَ سَأَحْصُلُ عَلى عيدِيَّتي دونَ مَظاهِرِ الْعيدِ؟ أَشْعُرُ بِالأَنانِيَّةِ تَأْكُلُني. كَيْفَ هذا؟ وَهَلْ أَنا كَذلِكَ؟ هَلْ ما تَقولُهُ أُمّي يَعْني أَنَّني سَأَقْضي هذِهِ الْأَيَّامَ في أَحْضانِ عَمَلٍ الْخَيْرِ؟ أَنا أُفَكِّرُ بِالْمادِيّاتِ، وَأُمي تَتَكَلَّمُ عَنْ مَعنَوِيّاتِ الْعيدِ.
الشرح :
يُصوّر النص مشاعر طفلٍ استيقظ على صوت أمه وهي تعلن عن فكرة جديدة للعيد، فشعر بالقلق والخوف حين ظنّ أنه لن يحصل على ملابس جديدة أو حلويات أو عيدية كما اعتاد. بدأ يفكر في مظاهر العيد المادية التي يربطها بالسعادة، بينما كانت أمه تتحدث عن المعاني الأعمق للعيد، وهي عمل الخير ومشاركة الآخرين الفرح
معاني الكلمات :
|
مسرورة |
فرحانة |
|
تعلن |
تخبر |
|
ابتكرتها |
اخترعتها |
|
الماديات |
الأشياء التي يمكن لمسها أو امتلاكها، مثل المال والملابس |
|
المعنويات |
هي القيم والمشاعر والأفكار التي لا تُرى ولا تُلمس، مثل الفرح والمحبة |
الاستخراج :
|
فعل مضارع |
يظهر / تعلن / تتحدث / تتكلم |
|
نكرة |
فكرة |
|
جمع مؤنث سالم |
معنويات |
|
أداة استفهام |
كيف |
عُدْنا إِلى الْمَنْزِلِ قُبَيلَ أَذانِ الْمَغْرِبِ، فَبَدَّلْتُ مَلابِسي، وَأَكَلْتُ سَريعًا، وَدَخَلْتُ أَتَمَدَّدُ عَلى فِراشي. نَظَرْتُ خَارِجَ غُزْفَتي؛ فَرَأَيْتُ أُمَي قَدْ بَدَأَتْ بِإِعْدادِ مَعْمولِ الْعيدِ دونَ أَنْ تَظْهَرَ عَلَيْها عَلاماتُ التَّعَبِ أَوِ الْإِرْهاقِ. نَهَضْتُ مِنْ سَريري،
وَتَوَجَّهْتُ نَحْوَها، وَقُلْتُ لَها: أُمّي، لِماذا لا أَشْعُرُ بِما تَشْعُرينَ؟ أَجابَتْ مَعَ ابْتِسامَةٍ مَطْبوعَةٍ عَلى شَفَتَيْها: ((غَدًا سَتَشْعُرُ بِما أَشْعُرُ)).
الشرح :
يصف النص لحظةً هادئة يعود فيها الابن إلى المنزل قبل غروب الشمس، فيبدّل ملابسه ويستعد للراحة، لكنه يرى أمه منهمكة في إعداد معمول العيد بجدٍّ ونشاطٍ دون أن تبدو عليها علامات التعب. يندهش الابن من طاقتها وسعادتها، ويسألها عن سرّ شعورها هذا، فتجيبه بابتسامة مليئة بالحنان والأمل: "غدًا ستشعر بما أشعر"، أي أن الفرح الحقيقي سيأتي حين يدرك أن سعادة العيد تكمن في العطاء والعمل من أجل إسعاد الآخرين، لا في الراحة أو المظاهر فقط
معاني الكلمات :
|
قبيل |
قبل بمدة قصيرة |
|
أتمدد |
أستلقي |
|
تشعر |
تحس |
|
نهضت |
قمت |
|
إرهاق |
إجهاد |
الاستخراج :
|
أداة استفهام |
لماذا |
|
فعل ماضٍ |
رأيت / نظرت |
|
فعل مضارع |
تظهر |
|
حرف جر |
من / على |
|
معرفة |
المنزل |
|
جمع مؤنث سالم |
علامات |
|
|
|
وَفي صَباحِ الْيَوْمِ التّالي رَافَقْنا أُمَي في مَسيرِها؛ لِتَوْزيعِ ما اشْتَرَيْناهُ مِنْ حاجاتٍ وَما حَضَّرَتْهُ مِنْ حَلْوى. رَكِبْنا السَّيّارَةَ، وَبَدَأَتْ رِحْلتُنا، وَكُلُّ ما يَشْغَلُ بالي: هَلْ كانَ عَلَيَّ أَنْ أُعْلِنَ رَفضي مُنْذُ الْبِدايَةِ؟ هَلْ أَنا أَنانِيٌّ؟ لِماذا لا أَشْعُرُ بِالْفَرَحِ؟ وَصَلْنا أَماكِنَ لَمْ تَألَفْها عَيْنايَ مِنْ قَبْلُ، تَرَجَّلْنا مِنَ السَّيّارَةِ، وَإِذْ بِأُمَي تُنادي: ((هَيّا يا بَتولُ، هَيَّا يا إِلْياسُ))، حَمَلْنا الْأَكْياسَ، وَدَخَلْنا بَيْتًا تِلْوَ الْآخَرِ. كُلُّ بَيْتِ يَرْوي قِصَّةً، كُنْتُ أَتبَعُ أُمّي بِصَمْتٍ رهيب
الشرح :
يصف النص صباح اليوم التالي عندما خرجت الأسرة مع الأم لتوزيع ما اشترَوه من حاجات وما أعدّته من حلوى على المحتاجين. كان الابن ما يزال مشوشًا في أفكاره، يتساءل في نفسه إن كان مخطئًا حين شعر بالأنانية ورفض فكرة أمه في البداية، ولماذا لا يشعر بالفرح مثلها. وخلال الرحلة، شاهد أماكن جديدة لم يرها من قبل، ونزل مع أمه وأخته ليساعداها في توزيع الأكياس على البيوت. ومع كل بيتٍ يزورونه، كان يكتشف قصصًا مؤثرة عن الناس وحياتهم، فبدأ يشعر بالرهبة والتأثر، وأدرك بصمته أن ما تفعله أمه هو المعنى الحقيقي لفرحة العيد — فرحة العطاء ومساعدة الآخرين
معاني الكلمات :
|
حاجات |
أشياء |
|
تألفها |
تعتدها |
|
صمت |
سكوت |
|
ترجلنا |
نزلنا |
الاستخراج :
|
حرف جر |
في |
|
فعل ماضي |
رافقنا / ركبنا |
|
أداة استفهام |
هل |
|
نكرة |
قصة |
|
اسم علم |
إلياس |
|
معرفة |
السيارة |
في هذا الْيَوْمِ لَمْ أَسْتَطِعْ تَناوُلَ الطَّعامِ بِشَهِيَّةٍ، دَخَلْتُ إِلى غُرْفَتي، وَأَغْلَقْتُ الْبابَ؛لأُراجِعَ ما حَصَلَ مَعي في هذا الْيَوْمِ الطَّويَلِ، هَلْ أَنا أَحْلُمُ؟ هَلْ أَعيشُ كابوسًا؟ لا، إِنَّهُ الْواقِعُ بِكُلِّ مَرارَتِهِ. كم أَنا مُهْمِلٌ وَأَنانِيٍّ، لَمْ أَفَكِّرْ في غَيْري، نَظَرْتُ حَوْلي فَوَجَدْتُ أَنَّي أَعيشُ في نَعيمٍ. لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّنَي أَعيشُ في تَرَفٍ، بَلْ كُنْتُ دائِمًا أَطْلُبُ الْمَزيدَ، وَفي كَثيرٍ مِنَ الْأَحْيانِ أَتَّهِمُ أَهْلي بِالْبُخْلِ؛ لِعَدَمِ تَلْبِيَةِ حاجاتي كُلِّها. لَمْ أَشْعُرْ إِلّا بِنورِ الشَّمْسِ داخِلَ غُرْفَتي مُعْلِنًا فَجْرًا جَديدًا، عِنْدَها لَمَعَتْ فِكْرَةٌ في ذهني، رَكَضْتُ إِلى خِزانَتي، فَتَحْتُها؛ لِأَرى الثيابَ الْمُكَدَّسَةَ فيها. وَضَعْتُ بَعْضَها في كيسٍ وَتَوَجَّهْتُ إِلى أُمّي طالِبًا مِنْها مُرافَقَتي قائِلًا: الْيَوْمَ أَنا مَسْؤولٌ، أُريدُ الْإِحْساسَ بِالْعيدِ، أُريدُ أَنْ أَتَذَوَّقَ طَعْمَ الْعيدِ.
الشرح :
يصف النص لحظة تأمل الابن بعد يوم طويل، حيث شعر بالندم على أنانيته وإهماله لمراعاة الآخرين. جلس في غرفته ليعيد التفكير في تصرفاته، وأدرك أنه كان يعيش في نعيم ورفاهية دون أن يقدر ما لديه، وكان يطالب دائمًا بالمزيد وينتقد أهله دون وجه حق. ومع شعور هذا الوعي، خطرت فكرة في ذهنه ليشارك في فعل الخير، ففتح خزانته واختار بعض الملابس ليأخذها معه إلى أمه ويشاركها في توزيعها على الآخرين. بهذه الخطوة، أراد أن يشعر بروح العيد الحقيقية، أي الفرح بالعطاء والمشاركة، وليس فقط بالملابس والهدايا لنفسه
معاني الكلمات :
|
مرارته |
صعوبته |
|
مهمل |
مقصر / غير مبالٍ |
|
المكدسة |
الموضوعة فوق بعضها |
الاستخراج :
|
معرفة |
الثياب |
|
أداة استفاهام |
هل |
|
فعل مضارع |
يشغل |
|
فعل ماضٍ |
نظرت |
وَفي أَوَّلِ أَيّامٍ عيدِ الْأَضْحى نَهَضْتُ مِنْ سَريري مُسْرِعًا إِلى أُمّي قائِلًا: ((صَحيحٌ أَنَّنَي مَسْؤولٌ، لكِتَّني لَا أَعْرِفُ كَيْفَ سَأُواجِهُ النّاسَ دونَ مَلابِسَ جَديدَةٍ))؛ فَقالَتْ: ((يا إِلْياسُ، عَلَيْكَ أَنْ تَكونَ أَكْثَرَ ثقَةً بِنَفْسِكَ؛ فَالْإِنْسانُ بِجَوْهَرِهِ لا بِمَظْهَرِهِ، فَقَدِ اسْتَطَعْتَ في هذا الْيَوْمِ أَنْ تُدْخِلَ الْفَرْحَ إِلى نُفوسِ النّاسِ)). كَلِماتُ أُمّي أَعادَتْ إِلَيَّ ثِقَتي وَتَوازُني. اجْتَمَعْنا في مَنْزِلٍِ جَدَّتي، في أَوَّلِ أَيَامِ الْعيدِ، وَالْكُلُّ يَسْأَلُ عَنْ سَبَبٍ فَرَحي وَسَعادَتي، الْكُلُّ يَسْأَلُ لِماذا أُشِعُّ نورًا وَنَشاطا؟ عِنَدَها أَخْبَرْتُهُم بِفَخْرٍ عَمّا فَعَلْتُ. الْتَفَّ الْجَميعُ حَوْلي يُريدونَ مَعْرِفَةَ التَّفاصيلِ؛ فَشَعَرْتُ بِسَعادَةٍ عارِمَةٍ، شَعَرْتُ بِفَرَحِ الْعَطاءِ وَفَرَحِ الْعيدِ؛ فَأَصْبَحوا يُريدونَ اخْتِبارَ ما شَعَرْتُ بِهِ، يُريدُون مُشارَكَتي فَرَحي، مُشارَكَتي في
عَمَلِ الْخَيْرِ؛ فَخَصَّصْنا يَوْمًا واحِدًا كُلَّ شَهْرٍ لِعَمَلِ الْخَيْرِ وَخِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ.
شُكْرا أُمَي؛ لِأَنَّكِ عَلَّمْتِنِي أَنَّ الْعيدَ الْحَقيقِيَّ هُوَ الْعيدُ الَّذِي يَرْسُمُ بَسْمَةً عَلى شِفاهِ الْآخَرينَ. ما أَجْمَلَ الْعيدَ هذِهِ السَّنَةَ !
فَرْحَةُ الْعيدِ، نَجْوى هِنْداوِيّ، دَارُ الْفِكْرِ اللُّبْنَانِيِّ، بِتَصَرُّفٍ
الشرح :
يصف النص شعور الابن في أول أيام عيد الأضحى بعد أن أصبح مسؤولًا عن مشاركة الآخرين فرحة العيد. بدأ يومه بالقلق من مواجهة الناس دون ملابس جديدة، لكن نصيحة أمه أعادته إلى ثقته بنفسه، إذ أكّدّت له أن الإنسان يُقدّر بجوهره وليس بمظهره، وأن الفرح الحقيقي يأتي من إدخال السرور على الآخرين. وعندما اجتمع مع أهله وأخبرهم بما فعله، شعر بسعادة عارمة وفرحة حقيقية لمجرد رؤية ابتسامة الناس وسعادتهم. ومن خلال هذه التجربة، تعلم الابن أن روح العيد الحقيقية تكمن في العطاء ومساعدة الآخرين، وقرر مع عائلته تخصيص يوم كل شهر للعمل الخيري وخدمة المجتمع، ليجعل من الفرح العائلي والإنساني عادة دائمة.
معاني الكلمات :
|
عارمة |
شديدة |
|
خصصنا |
حددنا |
الاستخراج :
|
حرف جر |
من |
|
فعل ماضٍ |
قالت |
|
معرفة
|
المجتمع |
الفكرة الرئيسة :
يركّز النص على أن العيد الحقيقي ليس في المظاهر المادية كالملابس والهدايا، بل في قيم العطاء ومساعدة الآخرين ونشر الفرح في نفوس الناس. يوضح كيف تغيّر شعور الطفل من التفكير بالماديات إلى إدراك المعنى الحقيقي للعيد من خلال مشاركته في عمل الخير ومساعدة المحتاجين، ما جعله يشعر بسعادة وفرح حقيقيين
أعرف عن النص :
يُظْهِرُ لَنا النَّصُّ بَعْضَ مَظاهِرِ الْفَرَحِ بِالْعيدِ، وَأَنَّ الْفَرَحَ الْحَقيقِيَّ لا يَعْتَمِدُ عَلى الْمادِّيّاتِ،وَإِنَّما يَتَجَلّى بِالْعَطاءِ وَمُساعَدَةِ الْآخَرينَ؛ فالْعيدُ فُرْصَةٌ لِلتَّضامُنِ وَالتَّكافُلِ الاِجْتِماعيِّ.