إنجازاتُ الحضارةِ المصريةِ القديمةِ
أتخيّلُ نَفسي هُناكَ: واقفًا أمامَ أهراماتِ مصرَ أتأمّلُ سِحْرَ المكانِ وروعةَ البناءِ، وأستذكرُ الحضارةَ المصريةَ القديمةَ العظيمةَ.
إنجازاتُ الحضارةِ المصريةِ القديمةِ:
تنوّعَتِ المجالاتُ الّتي حقّقَتْ فيها الحضارةُ المصريةُ القديمةُ إنجازاتِها، ومنْ ذلكَ:
- العلومُ والآدابُ: عرفَتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ مختلفَ العلومِ وبرعَتْ فيها، ومنها:
- علمُ الحسابِ: فقدِ استخدموا العملياتِ الحسابيةَ والكسورَ، وحسابَ المساحةِ والحجمِ.
- علمُ الفلكِ: إذِ ابتكروا تقويمًا شمسيًّا، وعرفوا مواقعَ النجومِ والكواكبِ.
- الكتابةُ الهيروغليفيةُ: وهيَ الكتابةُ الّتي استخدمَها المصريونَ القدماءُ؛ للتعبيرِ عنْ لغتِهِمْ، وعُرِفَتْ باسمِ "كلماتِ الآلهةِ"، وقدْ قدّسَها المجتمعُ المصريُّ القديمُ؛ اعتقادًا منهُ أنَّ الآلهةَ هيَ مَنْ كتبَتْها، وهيَ إشاراتٌ تتضمّنُ 700 رمزًا، وأحيانًا يعبّرُ الرمزُ عنْ كلمةٍ، وكانَ الفردُ يستغرقُ وقتًا طويلًا لتعلُّمِها، وقدْ دوّنَ المجتمعُ المصريُّ القديمُ بها العلومَ والآدابَ على الجدرانِ أوْ على ورقِ البرديِّ أوِ المسلّاتِ الحجريةِ. وفي عامِ 1822م بعدَ الحملةِ الفرنسيةِ على مصرَ عُثِرَ على حجرِ رشيدٍ الّذي تمكّنَ العالمُ الفرنسيُّ شامبليونُ عن طريقِهِ منْ فكِّ رموزِ هذِهِ الكتابةِ خلالَ عشرِ سنواتٍ، ويوجدُ الحجرُ في متحفِ لندنَ في بريطانيا.
- أفسّرُ سببَ تسميةِ حجرِ رشيدٍ بهذا الاسمِ.
حجر رشيد سُمّي بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط، حيث تم اكتشافه هناك في عام 1799 على يد جندي فرنسي خلال حملة نابليون على مصر. الحجر هو نصب من حجر الديوريت يحتوي على نصوص بثلاث لغات: الهيروغليفية المصرية، والديموطيقية، واليونانية القديمة.
اكتشاف حجر رشيد كان له دور كبير في فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة، حيث تمكن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون من فك شفرة الهيروغليفية بفضل النص اليوناني الموجود على الحجر.
- أستنتجُ تعريفًا مناسبًا للكتابةِ الهيروغليفيةِ.
وهيَ الكتابةُ الّتي استخدمَها المصريونَ القدماءُ؛ للتعبيرِ عنْ لغتِهِمْ، وعُرِفَتْ باسمِ "كلماتِ الآلهةِ"
2- الطبُّ: اهتمَّتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ بالطبِّ، وعرفَتِ العديدَ منَ الأمراضِ وكيفيةَ علاجِها، ووصْفَ أدويتِها، وتخصّصَ كلُّ طبيبٍ بمرضٍ يعالجُهُ. وآمنَتْ بالحياةِ الأُخرى بعدَ الموتِ، لذلكَ حُنِّطَ الموتى (منَ الطبقةِ العُليا) بإضافةِ مادّةِ القارِ (القطرانِ) المُستخرَجةِ منَ البحرِ الميتِ إلى جسدِ الميتِ (الّذي سُمِّيَ "المومياءَ" بعد تحنيطِهِ)، وكانَ يوضَعُ معَ الميتِ الطعامُ والشرابُ وكلُّ ما يحتاجُ إليه منْ أدواتٍ في الحياةِ الأُخرى.
- أستنتجُ سببَ إضافةِ القارِ إلى جسدِ الميتِ عندَ تحنيطِهِ.
كان المصريون القدماء يستخدمون القار أثناء عملية التحنيط لعدة أسباب أساسية:
1. الحفظ والتعقيم: القار كان يُستخدم لتعقيم الجسد وحمايته من البكتيريا والفطريات التي قد تُسبب تحلل الأنسجة. بفضل خصائصه المطهرة، كان يساعد في الحفاظ على الجسد لمدة أطول.
2. منع التفسخ: بفضل خصائصه العازلة، كان القار يعمل كحاجز يمنع دخول الهواء والرطوبة إلى الجسم، مما يقلل من عمليات التحلل.
3. الحفاظ على شكل الجسد: إضافة القار للجسد كانت تُساهم في الحفاظ على شكل المومياء ومنحها مظهرًا أكثر طبيعية.
3- العمارةُ والبناءُ: برعَتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ في العمارةِ، وظهرَ ذلكَ واضحًا في بناءِ الأهراماتِ والمسلّاتِ والمعابدِ والمقابرِ الّتي اهتمَّتْ ببنائِها بوصفِها دارَ الخلودِ أوْ بيوتًا للآلهةِ، بطريقةٍ هندسيةٍ رائعةٍ.
وسُمّيَتِ الأهراماتُ بذلكَ؛ لأنَّها بُنِيَتْ بشكلٍ هرميٍّ مثلِ أهراماتِ الجيزةِ (خوفو، وخفرعِ، ومُنقرعِ) وكانَتْ جدرانُها منقوشةً بالكتاباتِ الهيروغليفيةِ، وما زالَتِ المقابرُ فيها تُكتشَفُ حتّى وقتِنا الحاضرِ.
|
السببُ: اهتمَّتْ ببنائِها بوصفِها دارَ الخلودِ أوْ بيوتًا للآلهةِ. |
النتيجةُ: اهتمَّتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ ببناءِ الأهراماتِ. |
- أناقشُ مقولةَ المُؤرِّخِ الأمريكيِّ ولْ ديورانت الآتيةَ: " وقدِ انتقلَتْ بعضُ الوسائلِ العلاجيةِ منَ المصريينَ إلى اليونانِ، ثمَّ انتقلَتْ منَ اليونانِ إلى الرومانِ، ومنَ الرومانِ إلينا، ولا نزالُ إلى اليومِ نتجرّعُ في ثقةٍ واطمئنانٍ كثيرًا منَ الأدويةِ الّتي خلطَها وجهّزَها لنا المصريونَ على شاطئِ النيلِ في أقدمِ الأزمانِ".
مقولة المؤرخ الأمريكي ول ديورانت تعكس الواقع التاريخي لتأثير الحضارة المصرية القديمة في تطور الطب والعلوم الطبية، مقولة ديورانت تسلط الضوء على أهمية التأثير المتبادل بين الحضارات وكيف أن المعرفة الطبية تتطور عبر الزمن من خلال تبادل الخبرات والاستفادة من إرث الحضارات السابقة. هذا التفاعل والتأثير المستمر يعكس تطور العلوم الطبية عبر التاريخ وكيف لا يزال الإنسان يعتمد على التراث القديم في الكثير من جوانب حياته اليومية.
4- الفنُّ:
كانَ الفنُّ جزءًا أساسيًّا منْ حياةِ المجتمعِ المصريِّ القديمِ ووسيلةَ تقرُّبٍ منَ الآلهةِ وممارسةِ الطقوسِ الدينيةِ؛ لذلكَ اهتمَّت الحضارةُ المصريةُ القديمةُ بفنونِ النحتِ والرسمِ، مثلِ: نحتِ المسلّاتِ والتماثيلِ (ومنها تمثالُ الملكِ خفرعِ المصنوعِ منْ حجرِ الديويتِ)، ومقبرةِ توتْ عنخْ آمونَ، والرسمِ على الجدرانِ.
أمّا المسلّاتُ فكانَتْ تُنحَتُ على أضلاعِها كتاباتٌ ورسوماتٌ؛ تخليدًا لانتصاراتِ الملوكِ وإنجازاتِهِمْ، مثلُ: مسلّةِ حتشبسوتَ المصنوعةِ منَ الجرانيتِ الأحمرِ، والمسلّةِ المصريةِ في باريسَ