القراءة:
ابتسم
التمهيد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ا" .
بشروا؛ يعني: اجعلوا طريقكم دائمًا البشارة، بشِّروا أنفسكم، وبشِّروا غيركم؛ يعني: إذا عمِلت عملًا، فاستبشر وبشِّر نفسك، فإذا عملت عملاً صالحًا، فبشِّر نفسك بأنه سيُقبَل منك إذا اتَّقيت الله فيه.
ننتقل إلى درس يدعونا إلى التفاؤل والبعد عن التشاؤم.
قائل القصيدة إيليا أبو ماضي أحد الشعراء المهجريين الذين ولدوا في لبنان وترعرعوا في غيرها، وهو أحد أعضاء الرابطة القلمية وأولع في الأدب ولعًا عظيمًا وتغنّى بشعره أرباب الأدب، ومن القصائد الجميلة التي كتبها قصيدة "ابتسم " .
ابتسم
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى
وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل حَيّاً وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما
قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما
فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماً طَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّما
أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَماً أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما
يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما
فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما
الكلمة | المعنى |
كئيبة | حزينة |
التجهم | عبوس الوجه |
الصبا | أيام الطفولة |
المتصرما | الذي ذهب وانتهى |
الأسف | الندم |
المواسم | أوقات المناسبات |
بدت | ظهرت |
معدما | لا يملك درهما ولا دينار |
جرعتني | اسقتني رغما عني |
علقما | المر |
مرنما | الغناء |
الكآبة | الحزن |
بالتبرم | التذمر/الملل |
بالبشاشة : | الضحك |
صاح : | صاحبي |
تتثلما : | تشقق |
الشهب : | أجرام سماوية ملتهبة تتحرك في السماء |
الدجى : | الظلام |
متلاطم : | متضارب ومتداخل |
البيت الأول: -
يتذمر الصديق المتخيل للشاعر من كآبة السماء ويتحدث بوجه عابس، فينصحه الشاعر بأن لا يعبس مثلها.
البيت الثاني :-
يتحسر صديق الشاعر على شبابه الذي ذهب وانتهى فينصحه الشاعر بأن يبتسم لأن التحسر لن يعيد الشباب.
الفكرة من الأبيات هي أن الندم على أيام الصبا التي ولت لن يعيدها مرة أخرى.
البيت الثالث: -
يتذمر الصديق المتخيل للشاعر من المناسبات التي تتطلب البذل والإنفاق لتأمين الملابس والألعاب.
البيت الرابع: -
يشكو صديق الشاعر من ضيق الحال وعدم قدرته على الإنفاق على أهل بيته.
البيت الخامس :-
ينصح الشاعر صديقه المتخيل بالابتسام وذلك لأنه لازال على قيد الحياة وكذلك أحباؤه.
البيت السادس: -
يشكو صديق الشاعر المتخيل من مر العيش ونكده فينصحه الشاعر بالابتسام بالرغم من ذلك.
البيت السابع: -
يرجو الشاعر من صديقه أن يكون متفائلا طربًا رغم نكد العيش حتى يقتدي الآخرين به.
الفكرة من الأبيات: - التفاؤل وعدم الشكوى من ضيق الحال ومر العيش.
البيت الثامن: -
يتساءل الشاعر عن إمكانية أن يجلب التذمر والشكوى أي مكاسب أو إمكانية خسارة أي غنائم عند الضحك.
البيت التاسع :-
يقدم الشاعر نصيحة لصديقه بأن يحافظ على الابتسام كونه لا يؤذي شفتيه ولا يحطم وجهه.
البيت العاشر: -
يعود الشاعر وينصح صديقه بالضحك مشيرا إلى الشهب والنجوم التي يحبها الناس لأنها تزين السماء المظلمة، فالابتسامة تزين الوجه.
الفكرة من الأبيات: - الضحك يزيل الهم ويخفف الضيق ويزين الوجه.
الأفكار الرئيسة في قصيدة ابتسم لإيليا أبو ماضي وردت في قصيدة ابتسم لإيليا أبو ماضي مجموعة من الأفكار وهي:
الابتسامة لا تعيد العمر ولكنّها تجدده.
النظر إلى الأمور من زاوية التفاؤل خير من لعنها.
الفقر لا يحطم السعادة، والابتسامة لا تُنقص من المال شيئًا.
التراكيب والأساليب اللغوية:
مراجعة الفعل الصحيح والفعل المعتل :
نقسم الفعل في اللغة العربية إلى عدة تقسيمات مختلفة، فمنها الماضي والمضارع والأمر، ومنها اللازم والمتعدي، ومنها الثلاثي والرباعي وأكثر، ومنها الفعل الصحيح والفعل المتعدي وهو ما سنتناوله بالشرح والتوضيح:
تعريف الفعل الصحيح :
هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة وهي الألف والواو والياء، مثل جلس وكتب ورفع ، وغيرهم الكثير. وينقسم الفعل الصحيح إلى ثلاثة أنواع وهي كالتالي:
1- الفعل الصحيح السالم: وهو كل فعل خلت حروف من الهمزة أو التضعيف مثال: جلس، كتب، سمع.
2- الفعل الصحيح المهموز: وهو كل فعل يخلو من حروف العلة وكان أحد أصوله حرف الهمزة سواء في أول الفعل أو وسطه أو آخره. مثال: أخذ، أكل، سأل، دأب، ملأ، لجأ
3- الفعل الصحيح المضعف: وهو ما كان عينه ولامه نفس الحرف ولكن مكرر مثال: شدّ، مدّ، سدّ
تعريف الفعل المعتل:
هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفًا من حروف العلة (الألف والواو والياء) مثل: وقع، قال، بقي. وينقسم الفعل المعتل إلى ثلاثة أنواع وهي كالتالي:
1- الفعل المعتل المثال: وهو ما كان حرفه الأول معتلاً بالواو أو الياء فقط مثال: وجد، وقع، يبس، وسع
2- الفعل المعتل الأجوف: وهو ما كان ثاني أحرفه معتلا مثال: قال، نام، باع
3- الفعل المعتل الناقص: وهو ما كان حرفه الأخير معتلاً. مثال: دعا، رمى، شكى، سعى .
الكتابة :
من علامات الترقيم
النقطة، والنقطتان الرأسيتان ، وعلامة الاستفهام.
تعريف علامات الترقيم تُعرّف علامات الترقيم في اللغة حسب ما ورد في معجم "القاموس المحيط" بأنّها علامات اصطلاحيّة تُكتب أثناء الكلام أو في نهايته، مثل: النقطة، والفاصلة، وعلامتيّ التعجب والاستفهام،أمّا معناها الاصطلاحي فهي عبارة عن علامات محددة توضع أثناء عملية الكتابة؛ بهدف تعيين مواطن الوقف، والفصل، والابتداء، وبيان الأغراض الكلاميّة، وأشكال النبرات الصّوتيّة خلال القراءة، وتوضيح المقاصد لتسهيل فهم المعاني في الجمل.
من علامات الترقيم :
النقطة : تُكتب النقطة بهذا الشكل: (.) وتستخدم في أماكن متعددة، ومن أهمّها :عند نهاية الجملة التامة في المعنى والإعراب، سواء أكانت هذه الجملة فعليّة أم اسميّة.
النقطتان الرأسيتان :تكتب بهذا الشكل: (:) ويوجد لها عدّة استعمالات، ومن أهمّها نذكر ما يلي:
-توضع بين القول والمتحدّث به، ومن الأمثلة على ذلك: (قال جدي: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد).
-توضع بين الشيء وأجزائه، ومثال على ذلك قولنا: (عدد أصابع اليدّ خمسة: السبابة، والوسطى، والإبهام، والخنصر، والبنصر).
-توضع قبل ذكر الأمثلة التي توضح قاعدة، مثل أن نقول: (أقسام الكلام ثلاثة: حرف، واسم، وفعل)،
-وأيضاً قبل الكلام الذي يشرح ما قبله، ومثال على ذلك: (الصدق صفة نبيلة: تجعل صاحبها محترماً بين الناس، يوثق بكلامه وبفعله).
علامة الاستفهام: تكتب بهذا الشكل: (؟) وتستخدم عادةً بعد نهاية الجملة الاستفهامية، سواء أكانت أداة الاستفهام موجودة في الجملة أم محذوفة، وهي تنوب عن النقطة في هذه الجمل، وتكتب عادةً نهاية الجملة في حالة انتظار السائل إجابة أو استجابة للسؤال عن أمر معين مثل قولنا: (كم الساعة الآن؟).
المحفوظات:
تفاؤل وأمل
للشاعر : ابو القاسم الشابي
سأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ
أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي
وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فإنه سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
املأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً قيثارتي مترنِّماً بغنائي
النُّور في قلبي وبينَ جوانحي فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
1. شرح البيت الأول :الشمّاء: العالية، الدّاء: المرض.
اصطدم الشاعر بمعاناة الألم وإحاطة الأعداء به، لكنه لن يستسلم للألم والمرض والعدو، أنّه سيتغلّب على كل واحد منها وسيحلق بعيدًا كالنسر فوق القمّة الشاهقة.
2. شرح البيت الثاني : أرنو: أتطلّع، الأنواء: الأجواء المُضطربة/ العواصف.
أنظر وأتأمّل الشمس المنيرة ساخرا من الغيوم والأمطار والعواصف. الشاعر هنا يؤكّد المعنى الوارد في البيت السابق، فهو مرتفع وأعلى من هذه جميعها.
3. شرح البيت الثالث :أرمق : أُديم النظر، الهوّة: المنخفض السحيق.
لا أنظرُ إلى أسفل حيث الظلال الحزينة والكئيبة، وحيث الهوّة البعيدة القعر والمكسوّة بالظلام والسواد .
4 - شرح البيت الرابع :الكون : الوجود المطلق العام، موسيقى الحياة: مظاهر الجمال في الكون.
وينصت الشاعر إلى جمال الحياة وألحانها، ويتفاعل مع الكون بما فيه من خلال أشعاره المعبرة. يقصد الشاعر بإنشائه أي شعره.
5. شرح البيت الخامس : أصيخ: أُصغي، الأصداء: جمع صدى أي رجع الصوت وتردّده.
أصغي وأستمع إلى الصوت الإلهي حيث الطهارة والنقاء بعيدا عن أطماع البشر، وهذا الصوت يحيي في قلبي الأصداء الميتة.
6. شرح البيت السادس الصخرة الصمّاء: شديدة الصلابة
يتحدى الشاعر ويطلب هدم فؤاده، وهذا لن يتمّ لأنّ قلبه من صخر صلب لا يتزعزع.
7. شرح البيت السابع زوابع: مفردها زوبعة أي الإعصار، الحصباء: صغار الحجارة، الدجى: الظلام.
يستمر الشاعر في تحديه للقدر ويطلب منه أن يخيفه بالظلام ويزرع في طريقه الأشواك وصغار الحجارة .
8. شرح البيت الثامن سأُتابع مسيرتي صامدا على الرغم مما يفعله القدر، وسأظل أصدح بشعري وأترنّم بأبياته .
9. شرح البيت التاسع الجوانح: الأضلاع ومفردها جانحة.
النور في قلبي وبين أضلاعي، لماذا أخاف السير في الظلام (شبّه الشاعر قلبه بالمصباح المنير بالأمل والتفاؤل).
10 -شرح البيت العاشر :يعبر الشاعر عن صموده وتحديه، فهو حي بإرادته، وعزيمته كالصوت العذب الذي لا تموت أنغامه ما دام ينشد بحب الحياة.
الأفكار التي تضمنتها القصيدة:
أ- العيش في ظلال الأمل والتفاؤل والنظر نحو المستقبل المشرق .
ب - الإيمان يبعث القوة في النفس.
ج - تحدي الأعداء بقوته وإيمانه وتفاؤله.