التربية الإسلامية فصل ثاني

الخامس

icon

الفكْرة الرئَّيسة

دَعانا سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إِلى احْتِرامِ الْآخَرينَ وَعَدَمِ التَّدَخُّلِ في شُؤونِهِمُ الْخاصَّةِ.

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ

التَّعْريفُ بِراوي الْحَديثِ النَّبَوِيِّ الشَّريفِ

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنيْهِ».

كانَ أبَو هُرَيرَةَ رضي الله عنه يَتَمَيَّزُ بحسْنِ الْخُلُقِ، فَقَدْ كانَ يَعْطِفُ عَلى الْأَطْفالِ وَيُلاطِفُهُمُ، وَكانَ يُحِبُّ والدَتَهُ حُبًّا شَديدًا وَيُكْثرُ مِنَ الدُّعاءِ لَها، فَيَقولُ: "اللّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبي هُرَيْرَةَ وَلِأُمّي وَلمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُما".

 

أستنير

نَظَّمَ الْإِسْلامُ عَلاقَةَ الْإِنْسانِ بِغَيْرِهِ مِنَ النّاسِ، وَأَكَّدَ أَنَّ لِلنّاسِ شُؤونَهُمُ الْخاصَّةَ الَّتي لا يَجوزُ التَّدَخُّلُ فيها.

 

أَوَّلاً: احترِامُ خُصوصِيةَّ الْآخَرينَ

بَيَّنَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ مِنْ كَمالِ إسْلامِ الْإِنْسانِ أَنْ يَلْتَزِمَ الْأَخْلاقَ الْحَسَنَةَ في تَعامُلهِ مَعَ الْآخَرينَ، وَمِنْ ذلكَ عَدَمُ التَّدَخُّلِ في شُؤونهِمُ الْخاصَّةِ مِمّا لا يَعْنيهِ مِنْ أقْوالهِمْ وَأفْعالهِمْ.

 

ثانياً: التَّصَرُّفاتُ الَّتي تُنافي احْتِرامَ الْخُصوصِيَّةِ

توجَدُ تَصَرُّفاتٌ عِدَّةٌ يَنْبَغي لَنا عَدَمُ الْقِيامِ بِها تُجاهَ الْآخَرينَ؛ احْتِرامًا

لِخُصوصِيَّتِهِمْ، مِثْلُ:

  • الْبَحْثُ عَنِ أَسْرارِهِمْ أَوْ كَشْفُها؛ إِذْ يُؤَدّي ذلِكَ إِلى إيقاعِهِمْ في الضَّرَرِ وَالْحَرَجِ.
  • التَّجَسُّسُ عَلَيْهِمْ وَالتَّنَصُّتُ عَلى أَحاديثِهِمْ، قالَ تَعالى: ﴿وَلا تَجسَّسُوا).
  • السُّؤالُ عَنِ الْأُمورِ الَّتي لا يُحِبّونَ كَشْفَها لِلْآخَرينَ، كَمُمْتَلَكاتِهِمُ الْخاصَّةِ.

 

ثالثًا: آثارُ التَّدَخُّلِ في خُصوصِيَّةِ الْآخَرينَ

  • انْتِشارُ الْكَراهِيَةِ بَيْنَ النّاسِ.
  • إِضاعَةُ الْوَقْتِ مِنْ دونِ فائِدَةٍ.

 

صورَةٌ مُشْرقِةٌ

أَسَرَّ سَيِّدُنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِابْنَتِهِ السَّيِّدَةِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ رضي الله عنها سِرًّا، فَلَمّا سُئِلَتْ عَمّا أَسَرَّهُ سَيِّدُنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْها، قالَتْ: "ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم"

 

أسَتزَيدُ

  • يَحْرِصُ الْمُسْلِمُ عَلى تَقْديمِ النَّصيحَةِ لغِيْرِهِ إذِا رَأى خَطَأً يَصْدُرُ مِنْهُ، وَلا تُعَدُّ النَّصيحَةُ تَدَخُّلًا في خُصوصِياّتِ الْآخَرينَ، كَذلكَ لا يُعَدُّ تَفَقُّدُ الْآخَرينَ لتِقْديمِ الْمُساعَدَة لَهُمْ، أَوِ الِاطْمِئْنانِ عَلَيْهِمْ تَدَخُّلًا في ما لا يَعْنينا.

 

أَرْبِطُ مَعَ الترْبيِةَ الْإعْلاميِّة

يَسْتَخْدِمُ بَعْضُ النّاسِ وَسائِلَ التَّواصُلِ الِاجْتِماعِيِّ في الْحُصولِ عَلى الْمَعْلوماتِ الْخاصَّةِ بِالنّاسِ مِنْ دونِ إِذْنٍ، وَمِنْ ثَمَّ إِفْشائِها، وَهذِهِ جَريمَةٌ يُعاقِبُ عَلَيْها الْقانونُ. ​​​​​​​