التربية الإسلامية11 فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

التعلُّم القبلي

حَثَّ الإسلام على التناصح بالخير بين أبناء المجتمع؛ لِما للنصيحة من أثر كبير في:

1. نشر القِيَم الفاضلة.

2. تنقية المجتمع من المفاسد والمَضارِّ.

3. فيكون كلُّ فرد في المجتمع إيجابيًّا؛ بأنْ يُقدِّم النصيحة لغيره، ويَقْبَلها منه.

 جعل الإسلام الدين قائمًا على النصيحة، قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصيحةُ»، ومن صور التناصح التي أمر بها الإسلام: الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر.

أَسْتَذْكِرُ
أَسْتَذْكِرُ أثرين للنصيحة في الفرد والمجتمع.
أ. نشر القِيَم الفاضلة.
ب. تنقية المجتمع من المفاسد والمَضارِّ.
ج. يكون كلُّ فرد في المجتمع إيجابيًّا؛ بأنْ يُقدِّم النصيحة لغيره، ويَقْبَلها منه.

أولًّا: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، وحُكْمه

يُقصَد بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر دعوة الناس إلى كلِّ خير وفضيلة، ونهيهم عن كلِّ شَرٍّ ورذيلة؛ ما يؤدّي إلى حفظ المجتمع والدولة.

من الأمثلة على الأمر بالمعروف: الدعوة إلى إقامة الصلاة، والصوم، والإصلاح بين الناس.

من الأمثلة على النهي عن المنكر:النهي عن كلِّ ما أمر الشارع بتركه، مثل: شرب الخمر، وتعاطي المُخدِّرات، والكذب، والرشوة، وإثارة الشائعات والفتن، وتعمُّد الإفطار في نهار رمضان من دون عذر.

حُكم الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر:
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر فرض كفاية على جميع المسلمين؛ كلٍّ بحسب علمه وقدرته وحدود مسؤولياته، قال تعالى:(ولتكن منكم أُمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).

قَضِيَّةٌ لِلنِّقاشِ

يعتقد بعض الناس أنَّ مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر تقع فقط على الرجال. أُبْدي رَأْيي في ذلك.

غير صحيح؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر فرض كفاية على جميع المسلمين؛ كلٍّ بحسب علمه وقدرته وحدود مسؤولياته، قال تعالى:(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).

ثانيًا:أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر

تتمثَّل أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر في أنَّه يُعَدُّ سببًا لِما يأتي:
أ. نيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوِف وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
ب. تحقيق خيرية الُأمَّة الإسلامية، قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ).
ج. استقرار المجتمع وأمن الوطن وسلامته.فقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم حال المجتمع الذي يترك مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر بحال رُكّاب السفينة الذين لا يأخذون على يد مَنْ يريد خَرْقها، فيغرقون جميعًا قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْقائمِ عَلى حدُودِ الله وَالواقعِ فيها كَمَثَلِ قوَمٍ اسْتهَموا عَلى سَفينَةٍ، فَأَصابَ بَعضُهُم أَعْلاها وَبَعضُهُم أَسفَلَها، فَكانَ الَّذينَ في أَسْفَلِها إذِا اسْتَقَوا مِنَ الْماءِ مَرّوا عَلى مَنْ فَوقَهُم، فَقالوا: لَوْ أنَّا خَرَقنا في نصَيبنا خَرقًا وَلَم نُؤذ مَن فَوقَنا، فَإن يتَرُكوهُم وَما أرَادوا هَلَكوا جَميعًا، وَإن أخَذوا عَلى أَيديهِم نَجَوا وَنَجَوا جَميعًا»
(الْقائِمِ عَلى حُدودِ اللهِ: الآمر بالمعروف والناهي عن المُنكَر، الْواقِعِ فيها: التارك المعروف والمُرتكِب المُنكَر، اسْتَهَموا: اقترعوا، أَخَذوا عَلى أَيْديهِمْ: منعوهم من خَرْق السفينة).

أَبْحَثُ عَنْ

أَبْحَثُ في المواقع الإلكترونية المُتخصِّصة والموثوقة في شبكة الإنترنت عَنْ أهمية المشاركة في الحياة العامَّة والانتخابات النيابية والبلدية وعلاقة ذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر.

تعدُّ المشاركة في الحياة العامة والانتخابات النيابية والبلدية مهمة جدًا لأنها صورة من صور إصلاح المجتمع وتقديم النصيحة لولي الأمر.

ثالثًا: شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر

الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر عبادة عظيمة ينبغي للقائم بها أنْ يراعي شروطًا كثيرةً، منها:
أ . العلم بما يأمر به أو ينهى عنه؛ إذ يجب على مَنْ يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر أنْ يكون على علم وفهم ومعرفة بما يأمر به أو ينهى عنه؛ لكيلا يضرَّ أفراد المجتمع بإيقاعهم في المفاسد التي يُسبِّبها الجهل.
ب. اختيار الأسلوب المناسب، والتحلّي بالحكمة والموعظة الحَسَنة، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فالعنف والقسوة قد يدفعان الإنسان إلى النفور.

ج. العمل بما يأمر الناس به، والبُعْد عمّا ينهاهم عنه؛ فلا ينهى عن فعل ويأتي بمثله. قال تعالى:(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلََا تَعْقِلُونَ)، ذلك أنَّ القدوة الحَسَنة لها أثر في الآخرين أكثر من القول.

وقد قال الشاعر:
يا أيُّها الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرهُ                   هَلّا لِنَفْسِكَ كانَ ذَا التَّعْليمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانَْها عَنْ غَيِّها                فَإِذا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكيمُ
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ                    عارٌ عَلَيْكَ إِذا فَعَلْتَ عَظيمُ


د. الصبر على الناس، والرفق بهم، وعدم اليأس منهم، وتحمُّل ما قد يصدر عنهم من أذى أو إعراض.قال تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ا لْأمُورِ)
هـ. تجنُّب التجسُّس وتتبُّع خصوصيات الآخرين.قال تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا).

 

صُورٌ مُشرقةٌ

رأى الحسن والحسين رضي الله عنهما رجلًا يتوضَّأ فلا يُسِن الوضوء، فأرادا أنْ ينصحا الرجل؛ لكي يصَِحَّ وضوءه، ففكَّرا في طريقة لا تُحرِج الرجل؛ إذ تقدَّم كلٌّ منهما إليه، ثمَّ قالا له: إنَّنا نتنازع أيُّنا أحسن وضوءًا، فهل لك أنْ تنظر إلى كلِّ واحد منّا وهو يتوضَّأ، فتَحْكُم أيُّنا أصحُّ وضوءًا؟ فأبدى الرجل استعداده لِما طلبا.
عندئذٍ توضَّأ الحسن رضي الله عنه فأحسن الوضوء، وكذلك فعل الحسين رضي الله عنه، ورأى الرجل ذلك، فقال: بارك الله فيكما؛ والله إنَّ وضوءَكما لخيرٌ من وضوئي.

رابعًا: خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر

يترتَّب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر مخاطر كثيرة، منها:
أ . استحقاق عذاب الله تعالى في الدنيا والعقوبة في الآخرة. وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، ورتَّب عليه استحقاقَ العذاب وعدمَ إجابة الدعاء؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: «وَالذَّي نفَْسي بيِدَِه لتَأَمُْرُنَّ بالمعروف، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقابًا مِنْهُ، فَتَدْعونَهُ، فَلا يَسْتَجيبُ لَكُمْ ».
ب. انتشار الفساد وسوء الأخلاق في المجتمع؛ لعدم وجود مَنْ ينهى عن الفساد وأسبابه.

أَبْحَثُ عَنْ

أَبْحَثُ في كتاب (تفسير ابن كثير) عَنْ تفسير قِصَّة أصحاب السبت في الآيات الكريمة ( 163 - 166 ) من سورة الأعراف، ثمَّ أَسْتَنْتِجُ الدروس والعِبَر المستفادة من القِصَّة، وَأَعْرِضُها على أفراد مجموعتي.

- عدم مخالفة أمر الله تعالى.
- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض.
- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لغضب الله تعالى والطرد من رحمته. 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

للأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر مراتب ودرجات بحسب حال الإنسان وقدرته على التغيير، وهي ثلاث درجات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَِدِهِ، فَإنِْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبلِسانهِ، فَإنِْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَِلْبهِِ، وَذلِكَ أَضْعَفُ الْإيمانِ».
1) التغيير باليد: تقع مسؤولية ذلك على أصحاب السُّلْطة، مثل: الحاكم، والمدير في دائرته، والوالدين في الأُسرة، وبعض المؤسسات التي تُنشِئها الدولة كمؤسسة الغذاء والدواء، وأجهزة الرقابة التابعة للوزارات والبلديات، علمً بأنَّ التغيير باليد يخضع للضوابط والمعايير الشرعية والقانونية.
2) التغيير باللسان: يكون ذلك بالبيان والتوضيح لطرائق الخير، والتحذير من طرائق الشَّرِّ والتنفير منها بالحكمة والموعظة الحَسَنة. ومن أمثلة ذلك: ما يقوم به العلماء والأئمَّة والوُعّاظ في المساجد، والتربويون في المدارس والجامعات، والإعلاميون في وسائل الإعلام المختلفة، وغير ذلك.
3) التغيير بالقلب: تقع هذه المسؤولية على الجميع. ولا يعني التغيير بالقلب الاكتفاء بالإنكار القلبي، وإنَّما يتضمَّن الإعراض عن الباطل وأهله.

Jo Academy Logo