التربية الإسلامية فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

أولًا: مفهوم الوحدة الوطنية، وأهميتها

الوحدة الوطنية: هي تماسك أبناء الوطن، وتحابُّهم، وانتماؤهم إلى بلدهم، والتفاني في خدمته، والدفاع عنه من دون النظر إلى الاختلافات العِرْقية والدينية والثقافية.

وقد عَدَّ الإسلام الوحدة الوطنية فريضة؛ لِما لها من أهمية كبيرة في:

* تحقيق استقرار الوطن ونمائه وتطوُّره في المجالات جميعها.

* حماية أبنائه من الفتن، ونشر الأمن بينهم.

* جعلهم قوَّة يُمكِنها التصدّي لأيِّ عدوان خارجي.

* المحافظة على مكتسباتهم.

* الوحدة الوطنية سببًا في عمارة الأرض. لأنَّ ذلك يقتضي تعاون أبناء المجتمع وتآلفهم ووحدتهم. قال تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾. وهي تعمل أيضًا على تمكين الناس من أداء واجباتهم الدينية والدنيوية.

ثانيًا: توجيهات الإسلام لتحقيق الوحدة الوطنية
أ . تأكيد مبدأ الأُخوَّة الإنسانية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ».

ب. الدعوة إلى التعايش بين أبناء المجتمع؛ فقد أنشأ النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة مجتمعًا ضَمَّ المسلمين وغيرهم.
ج. محاربة كلِّ صور التعصُّب والعنصرية التي تُفرِّق بين أبناء الوطن الواحد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحذِّرا من العنصرية: «دَعُوها؛ فَإِنَّها مُنْتِنَةٌ».

د . المساواة بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات؛ فقد جاء في وثيقة المدينة المُنوَّرة: «وَإنَِّهُ مَنْ تَبِعَنا مِنْ يَهودٍ، فَإِنَّ لَهُ النَّصْر وَالْأسْوَةَ، غَيْر مَظْلومينَ، وَلا مُتَناصَر عَلَيْهِمْ».
ه. السعي لتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنينَ في تَوادِّهِمْ وَتَراحُمِهِمْ وَتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذا اشْتَكى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعى لَهُ سائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمّى».

و . الدعوة إلى الاجتماع و التحذير من الفُرْقة. قال تعالى:﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾.


ودعائم الوحدة الوطنية في الأردن قويَّة، وعلى رأسها:
- القيادة الهاشمية التي تُؤكِّد أنَّ وحدة أبناء الوطن وخدمتهم من أولوياتها في الحُكْم.

- القوّات المُسلَّحة الأردنية (الجيش العربي)، والأجهزة الأمنية المختلفة التي نَذَرت نفسها للدفاع عن الوطن وأبنائه، ومحاربة كلِّ ما يَمسُّ بهذه الوحدة.

- إضافةً إلى وعي المواطنين بأهمية المحافظة على الوحدة الوطنية وتقويتها، وعلى ما يجمعهم من إرث حضاري وتاريخي مشترك.

- التمسُّك بالقِيَم الدينية التي تدعو إلى المحافظة على الوحدة الوطنية.

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

تُمثِّل الأُمَّة الإسلامية جماعات من الناس، يجمعها دين واحد، وإطار تاريخي وحضاري ومصالح مشتركة. وقد قدَّمت هذه الأُمَّة للبشرية نموذجًا رائعًا في جميع الجوانب. قال تعالى: ﴿إنَّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾.
والوحدة الوطنية لا تتعارض مع وحدة الأُمَّة الإسلامية؛ لأنَّ تحقيق الوحدة الوطنية من أكبر أسباب وحدة الأُمَّة الإسلامية، ومن ثَمَّ يتعيَّن على أبناء الوطن الواحد القيام بواجبهم تجاه أُمَّتهم، بالتزام توجيهات الإسلام في المحافظة على وحدة الأُمَّة الإسلامية عن طريق ما يأتي:
أ . تأكيد مبدأ الأُخوَّة الإيمانية. قال تعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾.
ب . محاربة أسباب الفُرْقة والاختلاف، (مثل: التعصُّب المذهبي، والتعصُّب الطائفي، والتعصُّب القَبَلي، والتعصُّب السياسي)، وعدم الإصغاء إلى دعوات الفُرْقة التي يبثُّها أعداء الأُمَّة من داخلها وخارجها. قال تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾.
ج. السعي لإظهار التكامل بين أفراد الأُمَّة الواحدة، والاعتزاز بها، والمحافظة على منجزاتها، والدفاع عنها، والحرص على وحدتها، ونصرة أبنائها، والتعاون معهم.