التُّراثُ الثَّقافِيُ هُوَ كُلُّ مَا خَلَّفَهُ لَنا الْآباءُ وَالْأَجْدادُ مِنْ قِيَمٍ وَعاداتٍ وَتَقاليدَ وَفُنونٍ وَآثارٍ.
يَحْتوي الْأُرْدُنُّ عَلى عَناصِرَ غَنِيَّةٍ مِنَ التُّراثِ الْوَطَنِيِّ، وهِيَ نَوْعانِ:
- التُّراثُ الثَّقافِيُّ الْمادِّيُّ: الَّذي يَشْمَلُ الْآثارَ التّاريخِيَّةَ وَالْمَواقِعَ السِّياحِيَّةَ وَالْمَخْطوطاتِ وَالتُّحَفَ وَالْقِطَعَ النَّقْدِيَّةَ، الَّتي جَرَتِ الْمُحافَظَةُ عَلَيْها وَصِيانَتُها مِنْ قِبَلِ الْمُؤَسَّساتِ الرَّسْمِيَّةِ الْمُخْتَصَّةِ مِثْلِ: دائِرَةِ الْآثارِ الْعامَّةِ.
- التُّراثُ الثَّقافِيُّ غَيْرُ الْمادِّيِّ: الَّذي يَشْمَلُ الْعاداتِ وَالتَّقاليدَ، وَالْأَغانِيَ وَالْأَناشيدَ وَالْموسيقى الْوَطَنِيَّةَ، وَالْقِصَصَ الشَّعْبِيَّةَ وَالْأَمْثالَ، وَالْأَلْعابَ الشَّعْبِيَّةَ، وَالْفُنونَ وَالْحِرَفَ التَّقْليدِيَّةَ.
أَهَمِّيَّةُ التُّراثِ الثَّقافِيِّ
يُؤَلِّفُ التُّراثُ الثَّقافِيُّ عُنْصُرًا أَساسِيًّا في هُوِيَّةِ الْمُجْتَمَعاتِ، وَجِسْرًا يَرْبُطُ الْماضي بِالْحاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ، وَتَتَمَثَّلُ أهَمَيِّتُّهُ في ما يَأْتي:
1- الْاعْتِزازُ بِالْهُوِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ وَالتُّراثِ الثَّقافِيِّ.
2- يُظْهِرُ الْوَجْهَ الْحَضارِيَّ لِلْوَطَنِ وَثَقافَتِهِ بَيْنَ الدُّوَلِ.
3- يُعَزِّزُ التَّنَوُّعَ الثَّقافِيَ، وَاحْتِرامَ عاداتِ وَتَقاليدِ الشُّعوبِ الْأُخْرى.
مِنْ عَناصِرِ التُّراثِ الثَّقافِيِّ
1: الْأَزْياءُ الشَّعْبِيَّةُ:
هِيَ الثِّيابُ التُّراثِيَّةُ الَّتي نَرْتَديها في الْمُناسَباتِ الْمُخْتَلِفَةِ. وَتَتَنَوَّعُ الْأَزْياءُ الشَّعْبِيَّةُ في وَطَني بِتَنَوُّعِ الْمَناطِقِ الْجُغْرافِيَّةِ؛ فَلِكُلِّ مَنْطِقَةٍ جُغْرافِيَّةٍ تَصْميمُها الْخاصُّ لِلثِّيابِ التَّقْليدِيَّةِ، وَتَتَّسِمُ بِزَخارِفِها وَأَلْوانِها الْمُتَنَوِّعَةِ.
2: الْمَأْكولاتُ الشَّعْبِيَّةُ:
- تَتَنَوَّعُ الْمَأْكولاتُ الشَّعْبِيَّةُ في وَطَني بِتَنَوُّعِ مَناطِقِهِ.
- مِنْ أَشْهَرِ الْمَأْكولاتِ الشَّعْبِيَّةِ: الْمَنْسَفُ وَالرَّشوفُ وَالْمَكْمورَةُ وَالْمُسَخَّنُ وَالْمَقْلوبَةُ والْمُجَلَّلَةُ.
3: الْأَلْعابُ الشَّعْبِيَّةُ التَّقْليدِيَّةُ:
- تَعْتَمِدُ الْأَلْعابُ الشَّعْبِيَّةُ عَلى التَّشارُكِيَّةِ وَالْأَداءِ وَالْحَرَكَةِ.
- تُساعِدُ عَلى صَقْلِ شَخْصِيَّةِ الْأَطْفالِ، وَالْبِناءِ السَّليمِ لِأَجْسادِهِم، وَتَعْويدِهِم عَلى التَّرْكيزِ في مُمارَسَتِها.
- مِنَ الْأَلْعابِ الَّتي نُمارِسُها في الْمَدْرَسَةِ أَوِ الْحَيِّ: الْحَجْلَةُ، وَشَدُّ الْحَبْلِ، وَالْغُمّايَةً، وَالزَّقْطَةُ.
4: الدَّبْكاتُ الشَّعْبِيَّة
- نَمَطٌ مِنْ أَنْماطِ الرَّقْصِ وَالْفَنِّ الشَّعْبِيِّ، يُمارَسُ في الْعُرْسِ الْأُرْدُنِيِّ وَالْاحْتِفالاتِ الشَّعْبِيَّةِ وَالْوَطَنِيَّةِ، وَتُصاحِبُها عادَةً الْأَهازيجُ وَالْأَغاني الشَّعْبِيَّةُ الْأُرْدُنِيَّةُ، وَاسْتِخْدامُ عَدَدٍ مِنَ الْآلاتِ الْموسيقِيَّةِ.
- سَجَّلَتْ مُنَظَّمَةُ (الْيونِسْكو) فَنَّ السّامِرِ أَوِ الدَّحِّيَّةِ عَلى الْقائِمَةِ التَّمْثيلِيَّةِ لِلتُّراثِ غَيْرِ الْمادِّيِّ لِلْبَشَرِيَّةِ.
5: الْمَواقِعُ الْأَثَرِيَّةُ:
- يُوجَدُ عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ الْمَواقِعِ الْأَثَرِيَّةِ الَّتي خَلَّفَتْها الْحَضاراتُ السّابِقَةُ عَلى أَرْضِ الْأُرْدُنِّ، وَمِنْ أَمْثِلَتِها: الْبِتْرا وَجَرَشُ وقَلْعَةُ الْكَرَكِ وَقَلْعَةُ عَجْلونَ، وَكَنيسَةُ الصِّياغَةِ في مَأْدَبا، وَأُمُ الجمالِ في الْمَفْرَقِ.
6: الْمَباني التُّراثِيَّةُ الْقَديمَةُ
- هِيَ الْمَباني وَالْمُنْشآتُ الْمِعْمارِيَّةُ الَّتي تَتَّسِمُ بِقيمَةٍ تاريخِيَّةٍ أَوْ ثَقافِيَّةٍ، مِثْلُ بَعْضِ الْمَباني في عَمّانَ والسَّلْطِ وَإِرْبِدَ.
7: النُّقودُ الْقَديمَةُ:
- تُعَدُّ النُّقودُ الْقَديمَةُ (الْمَسْكوكاتُ) عُنْصُرًا مُهِمًّا مِنْ عَناصِرِ التُّراثِ الْوَطَنِيِّ الْأُرْدُنِيِّ، وَمِنْ أَمْثِلَتِها:
8: الْحِرَفُ التَّقْليدِيَّةُ:
- هِيَ الصِّناعاتُ الْبَسيطَةُ الَّتي تَعْتَمِدُ عَلى الْمَهاراتِ الْيَدَوِيَّةِ مِنْ دونِ اسْتِخْدامِ الْآلاتِ الْحَديثَةِ.
- هِيَ مُتَوارَثَةٌ عَبْرَ الْأَجيالِ، وَتَشْمَلُ صِناعَةَ الْفُسَيْفِساءِ وَالنَّسيجِ وَالْفَخّارِ وَالْحُلِيِّ وَالْقَشِّ.
9: الْأَمْثالُ وْالْأَهازيجُ الشَّعْبِيَّةُ
- الْأَمْثالُ جُمَلٌ قَصيرَةٌ مُتَوارَثَةٌ عَبْرَ الْأَجْيالِ ناتِجَةٌ عَنْ تَجْرِبَةٍ شَعْبِيَّةٍ
- الْأَهازيجُ الشَّعْبِيَّةُ فَهِيَ نَوْعٌ مِنَ النَّشيدِ الشَّعْبِيِّ الْغِنائِيِّ الَّذي يُرَدِّدُهُ النّاسُ في مُناسَباتِهِم؛ كَالزَّواجِ وَالْفَرَحِ بِالْمَوْلودِ، أوْ في مَوْسِمِ قِطافِ الزَّيْتونِ وَمَوْسِمِ الْحَصادِ.
الْمُحافَظَةُ عَلى التُّراثِ الثَّقافِيِّ
تُعَدُّ الْمُحافَظَةُ عَلى التُّراثِ الثَّقافِيِّ واجِبًا وَطَنِيًّا وَمَسْؤولِيَّةً فَرْدِيَّةً وَمُجْتَمَعِيَّةً؛ لِما لَهُ مِنْ أَهَمِّيَّةٍ في تَعْزيزِ الْهُوِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ، وَتَشْمَلُ ما يَأْتي:
- إِقامَةُ الْمَعارِضِ لِعَرْضِ الْمُنْتَجاتِ وَالْحِرَفِ التَّقْليدِيَّةِ وَدَعْمِها.
- التَّرْويجُ لِلتُّراثِ الْوَطَنِيِّ الْأُرْدُنِيِّ، عَبْرَ قَنَواتِ التَّواصُلِ الْاجْتِماعِيِّ وَوَسائِلِ الْإِعْلامِ الْمُخْتَلِفَةِ.
- تَنْظيمُ حَمَلاتِ التَّوْعِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ؛ لِلْمُحافَظَةِ عَلى التُّراثِ الثَّقافِيِّ.
- تَرْميمُ الْمُدُنِ وَالْأَسْواقِ الْقَديمَةِ وَصِيانَتُها.