الملخص
عاش العرب أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة نهاية حكم الدولة العثمانية، خاصة بعد استلام حزب الاتحاد والترقي الحكم عام ۱۹۰۸ م، ويمكن تلخيص هذه الأوضاع بسيطرة بعض الدول الأوروبية الاستعمارية على أجزاء من البلاد العربية. ودخول الأتراك الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط رغم معارضة العرب لذلك وهذا دفع أحرار العرب ومثقفيهم إلى التفكر في مصير بلادهم والسياسة التعسفية التي اتبعتها جماعة حزب الاتحاد والترقي، ممثلة بمظالم جمال باشا السفاح قائد الجيش العثماني،
وكان لسياسة التعسفية التي اتبعها جمال باشا السفاح في بلاد الشام الأثر كبير على سكان المنطقة مما تطلع العرب لشريف الحسين بن علي والذي أظهر استقلالا في الرأي آثار إعجاز العرب والمسلمين، ولا سيما دعاة الإصلاح والمثقفين، لذا تطلع إليه هؤلاء زعيما ومنقدا لهم، ولا عجب في ذلك، فهو سليل الدوحة النبوية الشريفة وعميد آل البيت وشريف مكة وأميرها، ومنذ تولي الشريف الحسين بن علي منصب إمارة الحجاز عام ١٩٠٨ م أبدى حرصا شديدا على التمسك باستقلال الحجاز عن الدولة العثمانية، والدفاع عن حقوق العرب، وهذا يتعارض مع سياسة الاتحاديين الرامية إلى السيطرة على البلاد العربية بما فيها الحجاز، لكن تلك السياسة اصطدمت بعزيمة رجل شديد المراس واسع الطموح، يعتز بإسلامه ويعتد بقوميته العربية وبشخصيته ومقامه. حيث لبى نداء العرب
أعلن الشريف الحسين بن علي الثورة الكبرى في تاريخ العرب القومي الحديث، فقد قامت باسم العرب وفي أقطار آسيا العربية، وكانت فاتحة لتفجير ثورات متلاحقة ضد الاستعمار الأجنبي. لأنها قامت على يد شريف عربي هاشمي آمن بعروبته وبإسلامه، وأراد أن يعيـد للعرب حقا مغتصبا، لقد كان عظيما وهو يضحي بسلطانه وروحه من أجل أمته وعقيدته، حيث صدرت الإرادة الشريفية بأن تكون الراية الهاشمية مؤلفة من الألوان الثلاثة المتوازية: الأسود والأخضر والأبيض، وأن يشمل الألوان الثلاثة المذكورة مثلث ذو لون أحمر ليكون علم الثورة العربية الكبرى وكان هناك مميزات قوية للشريف الحسين وكان على أتم الاستعداد العسكري للثورة.