تاريخ الأردن فصل ثاني

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

الثورة العربية الكبرى أسبابها، وأهدافها، ومجرياتها

 

أولا: أوضاع البلاد العربية قبل قيام الثورة العربية الكبرى

عاش العرب أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة نهاية حكم الدولة العثمانية، خاصة بعد استلام حزب الاتحاد والترقي الحكم عام ۱۹۰۸ م،

حزب الاتحاد والترقي

حزب سياسي، كان أعضاؤه متعصبين للعنصر التركي، على حساب القوميات الأخرى ومنها العرب وقد وصل الحزب إلى السلطة عام ١٩٠٨م، ومارس سياسة التتريك، فأراد جعـل اللغة التركية أي رسمية في الولايات العثمانية جميعها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويمكن تلخيص هذه الأوضاع ما يأتي:

1- سيطرة بعض الدول الأوروبية الاستعمارية على أجزاء من البلاد العربية.

 

ولمعرفة أوضاع البلاد العربية السياسية قبيل قيام الثورة العربية، تأمل الخريطة الآتية.

 

2- دخول الأتراك الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط رغم معارضة العرب لذلك وهذا دفع أحرار العرب ومثقفيهم إلى التفكر في مصير بلادهم.

3- السياسة التعسفية التي اتبعتها جماعة حزب الاتحاد والترقي، ممثلة بمظالم جمال باشا السفاح قائد الجيش العثماني، ولتعرف هذه السياسة، تأمل الشكل الآني.

السياسة التعسفية التي اتبعها جمال باشا السفاح في بلاد الشام

منع إرسال المواد الغذائية ووصولها لبلاد الشام والحجاز

 

مصادرة المحاصيل الزراعية لتغطية تكاليف الحرب.

 

تنفيذ حكم الإعدام على أحرار العرب في بيروت ودمشق بين عامي 1915 1916م.

 

تجنيد أبناء العرب خارج ولاياتهم، ونفي بعض العائلات العربية إلى

مناطق بعيدة

 

محاربة الثقافة واللغة العربية وإجبار العرب على تعلم اللغة التركية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا: الشريف الحسين بن علي

ولد الشريف الحسين بن علي في الأستانة عام ١٨٥٤م في منفى والده، واشتهر بالورع والتقوى وحسن السيرة؛ ولهذا كان محط احترام السلاطين العثمانيين، إذ كان يقر بأهمية الخلافة الإسلامية، لكنه كره الاتحاديين الذين لم يكونوا أمناء على الدولة والخلافة الإسلامية بسبب سياستهم العنصرية

 

 الطورانية (القومية التركية). وقد أظهر الشريف الحسين بن علي استقلالا في الرأي آثار إعجاز العرب والمسلمين، ولا سيما دعاة الإصلاح والمثقفين، لذا تطلع إليه هؤلاء زعيما ومنقدا لهم، ولا عجب في ذلك، فهو سليل الدوحة النبوية الشريفة وعميد آل البيت وشريف مكة وأميرها، ومنذ تولي الشريف الحسين بن علي منصب إمارة الحجاز عام ١٩٠٨ م أبدى حرصا شديدا على التمسك باستقلال الحجاز عن الدولة العثمانية، والدفاع عن حقوق العرب، وهذا يتعارض مع سياسة الاتحاديين الرامية إلى السيطرة على البلاد العربية بما فيها الحجاز، لكن تلك السياسة اصطدمت بعزيمة رجل شديد المراس واسع الطموح، يعتز بإسلامه ويعتد بقوميته العربية وبشخصيته ومقامه.

 يقول الشاعر فؤاد الخطيب:

حي الشريف وحي البيت والحرما           وانهض فمثلك يرعى العهد والذمما

 يا صاحب الهمة الشماء أنت لها      إن كان غيرك يرضى الأين والساما

واسمع قصائد ثارت من مكامنها           إن شئتها شهبا أو شـئتها رجما

1- عوامل تطلع العرب إلى زعامة الشريف الحسين بن علي

هناك مجموعة من العوامل ساعدت على تطلع العرب إلى زعامة الشريف الحسين بن علي  القومية العربية، ولتعرف هذه العوامل، تأمل الشكل الآني:

عوامل تطلع العرب إلى زعامة الشريف الحسين بن علي

 

عوامل دينية

عوامل سياسية

نسبة إلى الرسول ﷺ

مواقفه السياسية ومؤهلاته القيادية

مركزه الديني، فهو شريف مكة، إضافة إلى دوره في حماية الأماكن المقدسة.

موقع بلاده الاستراتيجي البعيد عن مراكز احتشاد الجيوش التركية وطرق المواصلات.

إمكانية اتصاله مع قادة الحركة العربية في بلاد الشام عن طريق أبنائه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وجه خمسة وثلاثون نائبا عربيا من مجلس المبعوثان العثماني عام ١٩١٣م إلى الشريف الحسين ابن علي المذكرة الآتية:

«نحن نواب العرب في مجلس المبعوثان، نقرك على إمارة مكة، ونعترف لك دون سواك بالرئاسة الدينية على الأقطار العربية جميعها، وإجماعنا هذا هو بالنيابة عن أهل بلادنا نجهر به عند الحاجة، والله يحفظك لأمتك، ويساعدك لدفع الشر عن دينك».

2- الشريف الحسين والحركة العربية في سورية

 

لما نشبت الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م، ودخلتهـا الدولة العثمانية إلى جانب دول الوسط «ألمانيا والنمسـا»، بالرغم من نصيحة الشريف الحسين لها بعدم دخول الحرب سـارع قادة الحركة العربية إلى الاتصال بالشريف الحسين، وعرضوا عليه أن يتولى قيادته بصـفـتـه أيا للعرب، وزعيما للإسلام، وسليلًا للدوحة الهاشمية، فاستجاب الشريف الحس لهم، وأرسـل ابنه الأمير فيصل إلى دمشـق، فالتقي بقادة الحركة العربية من أعضاء جمعيتي العهد والعربية الفتاة، إذ قدموا له ميثاقا قوميا عرف بـ (ميثاق دمشـق) عام ١٩١٥م، الذي يتضمن مشروعا لوحدة الأقطار العربية في آسيا العربية واستقلالها عـن الدولة العثمانية، والشروط التي اتفقوا عليها لعقد معاهدة مع بريطانيا، مرفقين به خريطـة تبين حدود البلاد العربية التي يجل السعي على أساسها لنيل الاستقلال، وقد شكل ميثاق دمشق الإطار العام للمراسلات التي جرت بين الشريف الحسين والسير هنري مكماهون، ولتعرف بنود هذا تركيا، لكنها بدلت برنامجهـا بعد دخول الميثاق والحدود التي وردت في الخريطة.

 

الجمعية العربية الفتاة

جمعية سياسية أسسها مجموعة.، من المثقفين العرب في باريس عـام ١٩١١م؛ لتقف في وجه الاتحاديين، وكان الأمير فيصل بن الحسين عضوا رئيسا فيها، وقد نادت بالعمل على رفعة الأمة العربية وعدم الانفصـال عن تركيا، لكنها بدلت برنامجهـا بعد دخول تركيـا الحرب العالمية الأولى، وأصبحت تعمل على استقلال البلاد العربية التام.

 

 

 

 

 

 

بنود ميثاق دمشق عام 1915م

1 - اعتراف بريطانيا باستقلال البلاد العربية ضمن الحدود الآتية:

أ- شمالا: خط مرسين - أضنة، وهو الخط الذي يوازي خط العرض 37 شمالا

ب – شرقا: على امتداد حدود إيران إلى الخليج العربي. جنوبا: المحيط الهندي باستثناء عدن.

د - غربا: البحر الأحمر ثم المتوسط إلى مرسين.

 ٢ - إلغاء الامتيازات الأجنبية.

3 - عقد معاهدة دفاعية بين الدولة العربية بعد استقلالها وبريطانيا.

4 - تقديم بريطانيا على غيرها من الدول في المشروعات الاقتصادية. تشاور الفريقين في حال دخول أحدهما نزاعا مسلحا مع طرف آخر.

 

ثالثا: الإعداد للثورة

هيا الشريف الحسين بن علي الظروف لقيام الثورة وإنجاحها، وكان منهجه في الإعداد للثورة إتباع أسلوب الحيطة والحذر على مختلف المستويات:

1- المستوى السياسي

عمـل الشريف الحسين على جمع كلمـة العرب، وحثهم على ألا يمدوا يد المساعدة إلى الاتحاديين، ثم اتصـل بالأمراء والمشايخ من أجل استمالتهم إلى جانبه وكسـب دعمه وتأييدهم، ومع ازدياد ظلم الاتحاديين وطغيانهم بدأ أحرار العرب مكاتبة الشريف الحس وإرسال المعوقين له مؤكدين تطلعهم إليه زعيما، منقذا لهـم، وكانت هذه المبادرات. خوفا من بطش الاتحاديين.

2 - المستوى العسكري

المعرفة استعدادات الشريف الحسين بن علي العسكرية، تأمل الشكل الآتي:

استعدادات الشريف الحسين للثورة في المجال العسكري

1- فتح باب التطوع للثوار

2- تزويد المتطوعين بالسلاح من البـلاد العربيـة والذخيرة والتـدريب جميعها؛ ليكونوا نواة العسكري.

3- كانت خطته العسكرية تقوم على إعلان الثورة في الحجاز وبلاد الشام في آن واحد، وأن تقو الحلفاء بعملية إنزال بري قرب الإسكندرونة لقطع خطوط الإمداد والمواصلات بين سورية والأناضول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3-المستوى الدبلوماسي

سلك الشريف الحسين سلوكا يدل على المهارة الدبلوماسية الفائقة، فلم يجاهر بعدائه للاتحاديين، بل أشعرهم بآمال التسوية لتخفيف ضغطهم على العرب، ومفتوحا معهم؛ لأن استمرار الاتصال معهم يحقق له فرصة البقاء على اتصال الحركة العربية في سورية، ويعد أيضا تهديدا ضمنيا لبريطانيا بإمكانية الوفاق العربي التركي، إذ يهدف بذلك إلى تحسين شروط الاتفاق العربي البريطاني من جهة، والاستمرار في دعم الثورة من جهة أخرى.

 

رابعا: مراسلات الشريف الحسين –مكماهون

 كان البريطانيون يقدرون الدور الذي يمكن أن يقوم به العرب في الحرب العالمية الأولى في حال دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا، فبادرت بريطانيا إلى الاتصال بالعرب مدفوعة بأسباب عدة، منها:

1- مركز العرب في الإمبراطورية العثمانية

2- الزعامة القومية والدينية للشريف الحسين بن علي

3-الموقع الاستراتيجي للبلاد العربية

فاوض الشريف الحسين بن علي بريطانيا في موقفها من الحركة العربية، وقد تطورت المفاوضات  بين الشريف الحسين وبريطانيا، التي عرفت تاريخيا باسم مراسلات الحسين- مكماهـون، إلى اعتراف بريطانيا ودعمها وتأييدها للثورة العربية. إذ بدأت المراسلات الرسمية بين الشريف ومكماهون برسالة من الشريف الحسين بن علي في 14 تموز 1915م، وتُعد أهم تلك لأنها تشمل المطالب التي وردت في ميثاق دمشق عام ١٩١٥م.

استمرت المراسلات بين الطرفين حتى 10 آذار ١٩١٦م، إذ رفض الشريف الحسين التعديلات التي اقترحها مكماهون؛ لأن المطالب التي وردت في ميثاق دمشق مطالب العرب جميعهم.

واستجابت بريطانيا إلى مطالب الشريف الحسين، وفقا لمذكرة مكماهون الثانية بتاريخ ٢٤ تشرين أول ١٩١٥م، مع بعض التحفظات بخصوص الساحل السوري والعراق وسواحل شبه الجزيرة العربية، إلا أن الشريف الحسين لم يقرها أو يعترف بها، ولكنه أجل البحث فيها إلى نهاية الحرب مع تأكيده على عدم إمكانية التنازل عن شبر واحد لفرنسا وكان يؤكد دائما على أنه لا فرق بين عربي مسلم وعربي مسيحي، فالعرب عرب قبل أن يكونوا مسلمين أو مسيحين.

خامسا: أهداف الثورة العربية الكبرى ومقوماتها

لمعرفة الأهداف التي سعت الثورة إلى تحقيقها، والمقومات التي استندت إليها، تأمل الشك الآتي، 

أهداف الثورة العربية الكبرى ومقوماتها

أهداف الثورة

مقومات الثورة

 ۱- تحرير البلاد العربية الآسيوية واستقلالها ووحدتها.

 ٢- التخلص من ظلم الاتحاديين وطغيانهم. 

3- القضاء على الطائفية والإقليمية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي.

1 - أهـداف واضحة ومحددة في الوحدة والحرية والاستقلال.

 ۲ – قيـادة مؤهلة ومقبولة على الصعيدين العربي والدولي، ممثلة بقيادة الشريف الحسين بن علي.

 3 – التفاف القيادات العربية في بلاد الشام حول الشريف الحسين بن علي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سادسا: انطلاق الثورة العربية الكبرى ومجرياتها

1- انطلاق الثورة العربية الكبرى 

دفعت عوامل عدة الشريف الحسين بن علي إلى إعلان الثورة العربية الكبرى، أهمها:

أ- السياسة التعسفية والاستبدادية التي مارستها الدولة العثمانية وقيام جمال باشا السماء في سورية، بإعدام عدد من زعماء الحركة العربية في دمشق وبيروت، وقد كانت آخر قافلة من الشهداء تلك التي أعدمت في 6 أيار ١٩١٦م، وعندما وصل خبر إعدامهم إلى الأمير فيصل، انتزع كوفيته من على رأسه ورمى بها قائلًا: (طاب الموت يا عرب).

ب- ظروف الحرب العالمية الأولى: فدخول تركيا الحرب من دون مبرر إلى جانب الوسط، وحشد عدد كبير من أبناء العرب للمشاركة في الحرب، وفرض الإجباري، قد جعل العرب يفكرون في مصير بلادهم أمام الأخطار الاستعمارية متخذين قرارهم بالتحرر والاستقلال.

ج - وصول قوة عثمانية قوامها (3500) جندي تحت ستار التوجه إلى اليمن، وكانت موجهة للحجاز.

كان انطلاق الثورة العربية الكبرى يوم السبت التاسع من شعبان عام 1334هـ الموافق العاشر من حزيران عام ١٩١٦م، إذ أطلق الشريف الحسين بنفسه الرصاصة الأولى من شرفة قصره باتجاه قلعة الجيش العثماني في مكة المكرمة؛ إيذانا بإعلان الثورة على الاتحاديين العثمانيين

2- مجريات الثورة العربية الكبرى

مرت مجريات الثورة العربية الكبرى بثلاث مراحل،هي:

أ - المرحلة الأولى: الحرب في الحجاز (حزيران ١٩١٦ – تموز ۱۹۱۷ م)

استطاعت قوات الثورة العربية بقيادة أنجال الشريف الحسين الأمراء (علي، عبدالله، فيصل، زيد) أن تحقق الإنجازات الآتية:

1. السيطرة على سواحل الحجاز من القنفذة جنوبا إلى العقبة شمالا.

٢. مبايعة الشريف الحسين بن علي ملكا على العرب بتاريخ ٢ تشرين ثاني 1916م فقد لقب بملك العرب، فكانت أول ملكية في تاريخ العرب الحديث.

 3. تحرير مدن الحجاز الرئيسة (مكة، جدة، الطائف)، أما المدينة المنورة فلم يتمكن العرب من تحريرها في البداية للأسباب الآتية: 

أ. وجود خط سكة الحديد الذي يربط المدينة المنورة بدمشق وتركيا يحصل الجيش التركي على التعزيزات والإمدادات اللازمة.

ب. وجود حامية عسكرية تركية كبيرة في المدينة المنورة، تقدر بأكثر من عشرة آلاف جندي بقيادة فخري باشا، وبالرغم من ذلك فقد حاد العربية بقيادة الأميرين علي وعبد الله ابن الحسين.

 

ب - المرحلة الثانية الحرب في شرق الأردن (تموز ۱۹۱۷ م – أيلول ۱۹۱۸ م)

كان تأييد الأردنيين للثورة العربية الكبرى منذ انطلاقتها، ففي شهر نيسان 1۹۱۷ م  قابل عدد من شيوخ القبائل الأردنية الأمير فيصل بن الحسين، قائد اللواء الشمالي في منطقة الوجه على البحر الأحمر وبدأت مشاركة الأردنيين الفعلية في هذه المرحلة بتحرير العقبة في 6 تموز 1917، بمساعدة العشائر الأردنية إذ اتخذ الأمير فيصل منها مركزا لقيادته الأولى، وقد شكل تحرير العقبة منعطفا تاريخيا، أعطى الثورة العربية الكبرى بعدا جديدا، وعد نقطة تحول في تاريخ الثورة للأسباب الآتية: 

1- أظهر تحرير العقبة القدرات العربية العسكرية.

2- أصبحت العقبة مركز التجمع القبائل العربية وأحرار العرب والتفافهم حول الثورة، وبذلك اتخذت الثورة طابعا قوميا بخروجها من إطار المجازر

۳. نجحت قوات الثورة في محاصرة القوات التركية الموجودة في الحجاز.

 ٤. أصبحت الأرض الأردنية ميدانا جرت عليه معارك الثورة مدة سنة عشر شهرا  قدم في أثنائها أبناء الأردن تضحيات عظيمة بذلوها من دمائهم وأرواحهم.

5- تحقق النصر في معارك معان ووادي موسى والشوبك والطفيلة بمشاركة العشائر الأردنية، إذ كان زعماء القبائل وفرسانها يتقدمون طلائع جيش الثورة العربية..

 

المرحلة الثالثة: الحرب في سورية أيلول/ تشرين أول ۱۹۱۸ م

تداخلت العمليات العسكرية في هذه المرحلة، ويمكن أن نعدها استكمالا لتحرير الأردن وسورية، وقد حققت الإنجازات الآتية:

1. غزل الجيش الشمالي بقيادة الأمير فيصل بن الحسين درعا، وذلك بقطع خطوط المواصلات التي تربطها بدمشق وحيفا وعمان.

٢. إجبار القوات التركية على الانسحاب، ومطاردة عناصرها.

3. دخول القوات العربية دمشق في 30 أيلول ١٩١٨م، ورفع علم الثورة العربية الكبرى فيها، والاستمرار بالتقدم حتى حلب شمالا.

4. توقيع هدنة «مدروس» في 30 تشرين أول ١٩١٨م بين العرب والأتراك، وبذلك تكون قوات الجيش الشمالي قد نجحت في تحرير المناطق العربية كلها. أما المدينة المنورة، فبعـد توقيـع الهدنة، اضـطـر قـائـد حاميتها فخري باشا إلى الاستسلام مع قواته للأمير عبدالله وفق الشروط التي وضعها الأمير عبدالله.

 

3- علم الثورة العربية الكبرى وشعارها

صدرت الإرادة الشريفية بأن تكون الراية الهاشمية مؤلفة من الألوان الثلاثة المتوازية: الأسود والأخضر والأبيض، وأن يشمل الألوان الثلاثة المذكورة مثلث ذو لون أحمر، أما دلالات الألوان فهي: 

 

الأسود: رمز راية العقاب، وهي راية الرسول ﷺ، وقد اتخذه العباسيون شعارا لهم.

الأخضر: هو الشعار الذي اشتهر به آل البيت عليهم السلام، وقد اتخذه الفاطميون شعارا لهم.

الأبيض: شعار الدولة الأموية.

الأحمر: شعار الأسرة الهاشمية المالكة منذ عهد جدهم أبي نمي.

وقد اعتمدت الثورة العربية الكبرى أيضا شعارا رسميا لها، صمّم في عهد الشريف الحسين بن علي، ووضع أمام قصر «شبرا» في الطائف، وهو موجود على واجهة قلعة العقبة. أما دلالات هذا الشعار فهي:

رأس الشعار: يمثل مسجد أبي قبيس في مكة المكرمة.

الرايات: رايات الثورة العربية الكبرى.

الوشاح: يمثل العرش الهاشمي بألوان تمثل الفداء والصفاء.

السيوف: تمثل سيوف الثورة العربية الكبرى.

المغزل: يدل على انتشار الصناعة.

الطاقية: تدل على انتشار الإسلام في بقاع الأرض.

النخيل: تمثل منطقة شبه الجزيرة العربية.

 

 

4- نتائج الثورة العربية الكبرى ومميزاتها

حققت الثورة العربية الكبرى نتائج مهمة، ولتعرف هذه النتائج، تأمل الشكل الآتي:

نتائج الثورة العربية الكبرى

إخراج القضية العربية إلى حيز الوجود في ميدان السياسة العالمي، وانتزاع اعتراف الدول الكبرى بها.

تكريس شرعية المطالب العربية وحق العرب في تقرير المصير والتأكيد على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.

تأسيس ممالك عربية مستقلة في سورية والحجاز والعراق.

بعث الفكرة العربية عمليا بعد أن كانت حديثا في المجالس والجمعيات السرية

تأسيس إمارة شرق الأردن التي سلت رسالة الثورة العربية الكبرى ومبادئها.

إعادة وحدة العرب الروحية وخلق تاريخ قومي لم يكن له وجود منذ سقوط الخلافة العباسية في بغداد 656هـ/ ١٢٥٨م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تميزت الثورة العربية الكبرى عن غيرها من الثورات بأنها: 

1- الثورة الكبرى في تاريخ العرب القومي الحديث، فقد قامت باسم العرب وفي أقطار آسيا العربية، وكانت فاتحة لتفجير ثورات متلاحقة ضد الاستعمار الأجنبي.

2- قامت على يد شريف عربي هاشمي آمن بعروبته وبإسلامه، وأراد أن يعيـد للعرب حقا مغتصبا، لقد كان عظيما وهو يضحي بسلطانه وروحه من أجل أمته وعقيدته، إذ نفي إلى قبرص بسبب رفضه للمشاريع الاستعمارية البريطانية والفرنسية الهادفة إلى تقسيم البلاد العربية، وبقي في منفاه إلى أن اشتد به المرض، فرجع إلى عمان وتوفي فيها عام ١٩٣١م ودفن بجوار المسجد الأقصى حسب وصيته.

سابعا: الأردنيون والثورة العربية الكبرى

شكلت الثورة العربية الكبرى خلاصة النشاط السياسي القومي، والمنطلق العملي للتيارات الثورة العربية الكبرى منذ البدايات الأولى لإعلان الثورة، وأخذ الاتصال يزداد بين الطرفين كلما تقدمت قوات الثورة نحو الأردن.

 

كان التنافس بين قادة الثورة العربية الكبرى وقادة الجيش التركي على كسب تأييد سكان الأردن وفي ظل تلك الأحداث تجاذب سكان الأردن اتجاهين، هما:

1- الاتجاه الأول

أيد الثورة العربية الكبرى، وسارع إلى الانضمام لقواتها، وقد مثل هذا الاتحاد معظم القبائل والعشائر الأردنية والقطاعات الصناعية والحرفية وكذلك سكان القرى والأرياف والمثقفون إذ انضمت إلى جيش الثورة، وكانت أولى الاتصالات مع قادة الثورة عندما قابل عدم شيوخ القبائل والزعامات الوطنية الأمير فيصل بن الحسين بتاريخ 5 نيسان ۱۹۱۷ م. ولما تقدمت جيوش الثورة العربية في الأردن شكل أهالي الأردن غالبية الجيش العربي مثل لواء الفتح، واللواء الأموي، واللواء الهاشمي، ونظرا لدورهم الفاعل في المعارك التي خاضوها حصل عدد منهم على وساء معان.

2- الاتجاه الثاني

تردد في الانضمام للثورة العربية لأسباب كثيرة، ومنها: خوفه من البطش التركي، ومري قمعه لأي حركة قد تحدث، إضافة إلى أن البعض خشي على نفوذه ومصالحه مع الدولة العثمانية، ولكن مع وصول قوات الثورة العربية الكبرى إلى العقبة وجد هؤلاء أنفسهم أمام استحقاق سياسي جديد، وسارعوا إلى الانضمام لها.

بدأ الموقف الداعي إلى التحرر من الأتراك، الذين ألحقوا بالعرب كل مظاهر الضعف والتردي، يظهر بشكل واضح بعد إعلان الثورة العربية، وتحقيقها بعض المكاسب العسكرية على القوات التركية في جنوب الأردن، وقد تبادل معظم شيوخ الأردن وزعمائها الرسالة مع الأمير فيصل تأييدا للثورة، فأرسل بعض رجالات الأردن برقية تأييد إلى الأمير فيصل، فرد عليهم ببرقية مماثلة بتاريخ ٢٥ تشرين أول ١٩١٨م، أعرب فيها عن قرب تحرير المنطقة، ومن الرسائل التي وجهها الأمير فيصل لسكان الأردن الرسالة الآتية: 

(بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخذنا كتابكم، وشررنا بما أبديتموه من الغيرة والحمية العربية التي فطرتم عليها، وأظهر تموها الآن إلى حيز العمل، فنشكر همتكم عزيمتكم، والسلام عليكم).

 

 (قائد الجيوش العربية الشمالية فيصل بن الحسين)