إضاءَةٌ
الحجُّ في اللغَةِ (بفتحِ الحاءِ أو كسرِها): قَصْدُ الشيءِ المُعظَّمِ، وحجَّ البيتَ الحرامَ: قَصَدَ البيتَ الحرامَ للقيامِ بمناسكِ الحَجِّ.
أستنيرُ
الحجُّ عبادةٌ عظيمةٌ، وقد بَيَّنَ القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ النبويةُ الشريفةُ فضائلَهُ وشروطَهُ.
أولًا: مفهومُ الحجِّ وحُكمُهُ
- الحجُّ: هوَ أداءُ مناسكَ معيّنةٍ في بيتِ اللهِ الحرامِ والمشاعرِ في مكةَ المكرمةِ في وقتٍ محدَّدٍ؛ طاعةً للهِ تعالى.
- والحجُّ فرضٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ توافرَتْ فيهِ/ فيها شروطُ وجوبِهِ، مرّةً في العمرِ، قالَ تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران: ٩٧).
- أمّا حُكمُ ما زادَ على المرّةِ الأولى فهوَ مستحَبٌّ.
أَتَعَلَّمُ
- مناسكُ الحجِّ: هيَ أعمالُ الحجِّ، مثلُ:
- الطوافِ حولَ الكعبةِ المشرفةِ.
- والوقوفِ بعرفةَ.
- والمشاعرُ: هيَ الأماكنُ التي تُؤدّى فيها مناسكُ الحجِّ في مكةَ المكرمةِ، وهيَ:
- المسجدُ الحرامُ.
- وعرفاتٌ ومِنى.
- ومزدلفةُ.
ثانيًا: شروطُ وجوبِ الحجِّ
يُشترَطُ لوجوبِ الحجِّ على المسلمِ شروطٌ عدّةٌ، منها:
1. التكليفُ:
- بأنْ يكونَ المسلمُ بالغًا وعاقلًا.
- فلا يجبُ الحجُّ على الصغير ولا على المجنونِ.
2. الاستطاعةُ:
- لا يجبُ الحجُّ إلّا على مَنْ يستطيعُهُ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران: ٩٧).
- والاستطاعةُ نوعانِ:
أ. الاستطاعةُ الماليةُ.
- وتكونُ بأنْ يَؤَمِّنَ الحاجُّ تكاليفَ الحجِّ لهُ.
- والنفقةَ على نفسِهِ وعلى أهلِهِ إلى حينِ عودتِهِ منَ الحجِّ.
ب. الاستطاعةُ البدنيةُ والقدرةُ على القيامِ بأعمالِ الحجِّ.
- بأنْ يكونَ الحاجُّ صحيحَ البدنِ.
- وقادرًا على السيرِ والركوبِ.
- فإنْ كانَ غيرَ قادرٍ بدنيًّا ولكنَّه قادرٌ ماليًّا، وجبَ عليهِ أنْ يُنيبَ غيرَهُ في الحجِّ عنهُ، فقدْ سألَتِ امرأةٌ سيدَنا رسولَ اللهِ ﷺ: إِنَّ فريضةَ اللهِ على عبادِهِ في الحجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيعُ أنْ يثبتَ على الراحلَةِ، أفأَحُجُّ عنهُ؟ قال: (نعمْ)(رواه البخاري ومسلم)( الراحلَةِ: الإبلِ الصالحةِ للسفر).
ثالثًا: فضلُ الحجِّ
الحجُّ عبادةٌ عظيمةٌ، ولأدائها فضائلُ كثيرةٌ، منها:
أ.الحجُّ منْ أفضلِ الأعمالِ التي يتقربُ بها المسلمُ إلى اللهِ تعالى.
- فقد سُئِلَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ: أيُّ العملِ أفضلُ؟ فقال: (إيمانٌ باللهِ ورسولِهِ). قيلَ: ثمَّ ماذا؟ قال: (الجهادُ في سبيلِ اللهِ)، قيلَ: ثمَّ ماذا؟ قالَ: (حجٌّ مبرورٌ) (رواه البخاري ومسلم).
ب. أداءُ فريضةِ الحجِّ فيهِ تكفيرٌ للذنوبِ وتطهيرٌ للنفسِ منَ المعاصي وآثارِها في العبدِ.
- قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (مَنْ حجَّ لِلهِ فلمْ يَرفُثْ، ولم يفسقْ، رجعَ كَيَومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ) (رواه البخاري ومسلم).
ج. الحجُّ سببٌ لدخولِ الجنةِ.
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلّا الجنةُ) (رواه البخاري ومسلم).
رابعًا: مواقيتُ الحجِّ المواقيتُ الزمانيةُ، والمواقيتُ المكانيةُ، وفي ما يأتي بيانُها:
- المواقيتُ الزمانيةُ: هيَ الأوقاتُ التي يجبُ أنْ تُؤدّى فيها أعمالُ الحجِّ.
- وهيَ أشهُرُ الحجِّ، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)(البقرة:197).
- وأولُ أعمالِ الحجِّ: هوَ الإحرامُ (أيْ: نيّةُ الحجِّ).
- ولا يصحُّ أنْ تقعَ إلّا في شهرِ شوّالَ، وذي القعدةِ، والعشرِ الأُوَلِ منْ ذي الحجّةِ.
- فلا تصحُّ النيّةُ قبلَها ولا بعدَها.
- ومَنْ لمْ يُحرِمْ فيها فقدْ فاتَهُ الحجُّ ذلك العامِ.
- وبعضُ مناسكِ الحجِّ لها أوقاتٌ محدَّدةٌ؛ مثلُ:
- الوقوفِ بعرفةَ في اليومِ التاسعِ من ذي الحجةِ.
- والمبيتِ بمزدلفةَ ليلةَ العاشرِ من ذي الحجةِ.
- المواقيتُ المكانيةُ: هيَ الأماكنُ التي لا يجوزُ للحاجِّ تجاوزُها إلّا مُحرِمًا.
- وهيَ خمسةُ أماكنَ حدّدَها سيدُنا رسولُ الله ﷺ للقادمينَ لأداءِ فريضةِ الحجِّ حسبَ الجهةِ التي يأتونَ منها.
- ذو الحُليفة لأهل للمدينة المنورة.
- ذات عرق لأهل العراق
- الجحفة لأهل الشام ومصر والغرب
- قرن المنازل لأهل نجد
- يلملم لأهل اليمن
أَستَزيدُ
- يجوزُ الحجُّ والعمرةُ عنِ الميتِ.
- فقدْ جاءَتِ امرأَةٌ إلى سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُمّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فلم تَحُجَّ حتّى ماتَتْ؛ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قالَ: (نعم، حُجّي عَنْها) (رواه البخاري).
- ويُشترَطُ لِمَنْ أَرادَ الحجَّ عنِ الميتِ أنْ يكونَ قد أدّى فريضةَ الحجِّ عن نفسِهِ.
- فقدْ سمعَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ رجلًا يقولُ: لبّيكَ عنْ شُبْرُمةَ، قَالَ ﷺ: (مَنْ شُبْرُمةُ؟) قَالَ: أخٌ لي، قالَ: (هل حججْتَ قَطُّ ؟) قالَ: لا، قالَ: (فاجعلْ هذهِ عنْ نفسِكَ ، ثمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمةَ) (رواه أبو داود).
- ويُستحَبُّ للمسلمِ أنْ يحُجَّ عن والديهِ إذا لم يتمكّنا منَ الحجِّ؛ لِما في ذلكَ منَ البرِّ بِهِما.
- فقدْ جاءَ أحدُ الصحابةِ إلى النبيِّ ﷺ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، لا يستطيعُ الحجَّ والعمرةَ، ولا الظَّعْنَ قالَ: (حُجَّ عن أبيكَ واعتمر) (رواه الترمذي) (ولا الظَّعْنَ: ولا يقوى على السّيرِ ولا على الرّكوبِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ).
أَربطُ: معَ السّيرَةِ
- فُرِضَ الحجُّ في السنةِ السادسةِ منَ الهجرةِ.
- وقد حجَّ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ مرّةً واحدةً في العامِ العاشرِ منَ الهجرةِ.
- وتُسمّى حَجَّةَ الوداعِ.
- وحجَّ معهُ ما يقاربُ مئةَ ألفِ حاجٍّ.
- وخطبَ فيهِمْ ﷺ خطبةً بَيَّنَ فيها بعضَ أحكامِ الإسلامِ ومقاصدِهِ.
أسمو بقيمي
1. أحرصُ على أداءِ فريضةِ الحجِّ.
2. أُعظّم عبادة الحجِّ.
3. ألتزم بالأحكام الشرعية المتعلقة بالحجِّ.