التربية الإسلامية فصل ثاني

التاسع

icon

إضاءَةٌ

الحجُّ في اللغَةِ (بفتحِ الحاءِ أو كسرِها): قَصْدُ الشيءِ المُعظَّمِ، وحجَّ البيتَ الحرامَ: قَصَدَ البيتَ الحرامَ للقيامِ بمناسكِ الحَجِّ.

 

أستنيرُ

الحجُّ عبادةٌ عظيمةٌ، وقد بَيَّنَ القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ النبويةُ الشريفةُ فضائلَهُ وشروطَهُ.

أولًا: مفهومُ الحجِّ وحُكمُهُ

  • الحجُّ: هوَ أداءُ مناسكَ معيّنةٍ في بيتِ اللهِ الحرامِ والمشاعرِ في مكةَ المكرمةِ في وقتٍ محدَّدٍ؛ طاعةً للهِ تعالى.
  • والحجُّ فرضٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ توافرَتْ فيهِ/  فيها شروطُ وجوبِهِ، مرّةً في العمرِ، قالَ تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران: ٩٧).
  • أمّا حُكمُ ما زادَ على المرّةِ الأولى فهوَ مستحَبٌّ.

 

أَتَعَلَّمُ

  • مناسكُ الحجِّ: هيَ أعمالُ الحجِّ، مثلُ:
    • الطوافِ حولَ الكعبةِ المشرفةِ.
    •  والوقوفِ بعرفةَ.
  •  والمشاعرُ: هيَ الأماكنُ التي تُؤدّى فيها مناسكُ الحجِّ في مكةَ المكرمةِ، وهيَ:
    •  المسجدُ الحرامُ.
    •  وعرفاتٌ ومِنى.
    •  ومزدلفةُ.

ثانيًا: شروطُ وجوبِ الحجِّ

يُشترَطُ لوجوبِ الحجِّ على المسلمِ شروطٌ عدّةٌ، منها:

1. التكليفُ:

  • بأنْ يكونَ المسلمُ بالغًا وعاقلًا.
  •  فلا يجبُ الحجُّ على الصغير ولا على المجنونِ.

2. الاستطاعةُ:

  • لا يجبُ الحجُّ إلّا على مَنْ يستطيعُهُ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران: ٩٧).
  •  والاستطاعةُ نوعانِ:

أ. الاستطاعةُ الماليةُ.

  • وتكونُ بأنْ يَؤَمِّنَ الحاجُّ تكاليفَ الحجِّ لهُ.
  •  والنفقةَ على نفسِهِ وعلى أهلِهِ إلى حينِ عودتِهِ منَ الحجِّ.

ب. الاستطاعةُ البدنيةُ والقدرةُ على القيامِ بأعمالِ الحجِّ.

  • بأنْ يكونَ الحاجُّ صحيحَ البدنِ.
  •  وقادرًا على السيرِ والركوبِ.
  •  فإنْ كانَ غيرَ قادرٍ بدنيًّا ولكنَّه قادرٌ ماليًّا، وجبَ عليهِ أنْ يُنيبَ غيرَهُ في الحجِّ عنهُ، فقدْ سألَتِ امرأةٌ سيدَنا رسولَ اللهِ : إِنَّ فريضةَ اللهِ على عبادِهِ في الحجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيعُ أنْ يثبتَ على الراحلَةِ، أفأَحُجُّ عنهُ؟ قال: (نعمْ)(رواه البخاري ومسلم)( الراحلَةِ: الإبلِ الصالحةِ للسفر).

ثالثًا: فضلُ الحجِّ

الحجُّ عبادةٌ عظيمةٌ، ولأدائها فضائلُ كثيرةٌ، منها:

أ.الحجُّ منْ أفضلِ الأعمالِ التي يتقربُ بها المسلمُ إلى اللهِ تعالى.

  • فقد سُئِلَ سيدُنا رسولُ اللهِ : أيُّ العملِ أفضلُ؟ فقال: (إيمانٌ باللهِ ورسولِهِ). قيلَ: ثمَّ ماذا؟ قال: (الجهادُ في سبيلِ اللهِ)، قيلَ: ثمَّ ماذا؟ قالَ: (حجٌّ مبرورٌ) (رواه البخاري ومسلم).

ب. أداءُ فريضةِ الحجِّ فيهِ تكفيرٌ للذنوبِ وتطهيرٌ للنفسِ منَ المعاصي وآثارِها في العبدِ.

  • قَالَ رسولُ اللهِ : (مَنْ حجَّ لِلهِ فلمْ يَرفُثْ، ولم يفسقْ، رجعَ كَيَومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ) (رواه البخاري ومسلم).

ج. الحجُّ سببٌ لدخولِ الجنةِ.

 قالَ رسولُ اللهِ : (الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلّا الجنةُ) (رواه البخاري ومسلم).

رابعًا: مواقيتُ الحجِّ المواقيتُ الزمانيةُ، والمواقيتُ المكانيةُ، وفي ما يأتي بيانُها:

  • المواقيتُ الزمانيةُ: هيَ الأوقاتُ التي يجبُ أنْ تُؤدّى فيها أعمالُ الحجِّ.
  • وهيَ أشهُرُ الحجِّ، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)(البقرة:197).
  •  وأولُ أعمالِ الحجِّ: هوَ الإحرامُ (أيْ: نيّةُ الحجِّ).
  •  ولا يصحُّ أنْ تقعَ إلّا في شهرِ شوّالَ، وذي القعدةِ، والعشرِ الأُوَلِ منْ ذي الحجّةِ.
  •  فلا تصحُّ النيّةُ قبلَها ولا بعدَها.
  •  ومَنْ لمْ يُحرِمْ فيها فقدْ فاتَهُ الحجُّ ذلك العامِ.
  •  وبعضُ مناسكِ الحجِّ لها أوقاتٌ محدَّدةٌ؛ مثلُ:
  • الوقوفِ بعرفةَ في اليومِ التاسعِ من ذي الحجةِ.
  •  والمبيتِ بمزدلفةَ ليلةَ العاشرِ من ذي الحجةِ.
  • المواقيتُ المكانيةُ: هيَ الأماكنُ التي لا يجوزُ للحاجِّ تجاوزُها إلّا مُحرِمًا.
  • وهيَ خمسةُ أماكنَ حدّدَها سيدُنا رسولُ الله للقادمينَ لأداءِ فريضةِ الحجِّ حسبَ الجهةِ التي يأتونَ منها.
  • ذو الحُليفة     لأهل للمدينة المنورة.
  • ذات عرق     لأهل العراق
  • الجحفة        لأهل الشام ومصر والغرب
  • قرن المنازل   لأهل نجد
  • يلملم           لأهل اليمن

 

أَستَزيدُ

  • يجوزُ الحجُّ والعمرةُ عنِ الميتِ.
    •  فقدْ جاءَتِ امرأَةٌ إلى سيدِنا رسولِ اللهِ ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُمّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فلم تَحُجَّ حتّى ماتَتْ؛ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قالَ: (نعم، حُجّي عَنْها) (رواه البخاري).
    •  ويُشترَطُ لِمَنْ أَرادَ الحجَّ عنِ الميتِ أنْ يكونَ قد أدّى فريضةَ الحجِّ عن نفسِهِ.
    •  فقدْ سمعَ سيدُنا رسولُ اللهِ رجلًا يقولُ: لبّيكَ عنْ شُبْرُمةَ، قَالَ : (مَنْ شُبْرُمةُ؟) قَالَ: أخٌ لي، قالَ: (هل حججْتَ قَطُّ ؟) قالَ: لا، قالَ: (فاجعلْ هذهِ عنْ نفسِكَ ، ثمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمةَ) (رواه أبو داود).
    • ويُستحَبُّ للمسلمِ أنْ يحُجَّ عن والديهِ إذا لم يتمكّنا منَ الحجِّ؛ لِما في ذلكَ منَ البرِّ بِهِما.
    •  فقدْ جاءَ أحدُ الصحابةِ إلى النبيِّ ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، لا يستطيعُ الحجَّ والعمرةَ، ولا الظَّعْنَ قالَ: (حُجَّ عن أبيكَ واعتمر) (رواه الترمذي) (ولا الظَّعْنَ: ولا يقوى على السّيرِ ولا على الرّكوبِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ).

 

أَربطُ: معَ السّيرَةِ

  • فُرِضَ الحجُّ في السنةِ السادسةِ منَ الهجرةِ.
  •  وقد حجَّ سيدُنا رسولُ اللهِ مرّةً واحدةً في العامِ العاشرِ منَ الهجرةِ.
    •  وتُسمّى حَجَّةَ الوداعِ.
    •  وحجَّ معهُ ما يقاربُ مئةَ ألفِ حاجٍّ.
    •  وخطبَ فيهِمْ خطبةً بَيَّنَ فيها بعضَ أحكامِ الإسلامِ ومقاصدِهِ.

 

أسمو بقيمي

1. أحرصُ على أداءِ فريضةِ الحجِّ.

2. أُعظّم عبادة الحجِّ.

3. ألتزم بالأحكام الشرعية المتعلقة بالحجِّ.