كانت الإنجازات الحضارية التي تحققت في القرن التاسع عشر الميلادي تبعث على الفخر والاعتزاز للأوروبيين، بسبب ما حققوه من تقدم كبير في مجالات الصناعة والعلم وتسخير موارد الطبيعة ،وما أحدثوه من تغير في الفكر الإنساني بالحديث عن الحرية الإنسانية، فانتشرت مبادئ الديمقراطية والحرية الفردية وظهرت الحركات القومية، إلا أنه ورغم هذا التقدم فقد كان يحمل مأساة كبيرة تركت آثارها السلبية على العالم بأسره، وتمثل ذلك بالحرب العالمية الأولى التي اندلعت شرارتها في شهر حزيران عام 1914م، وسميت بذلك لشمولها، ولاشتراك عدد كبير من دول العالم فيها أو تأثرها بها. ومن عوامل قيام الحرب العالمية الاولى العامل الاقتصادي والقومي وعدد من الأسباب الأخرى .
وبعد أن فشلت الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى في تسوية الخلافات بين الدول الأوروبية خلال الفترة الممتدة ما بين (1919-1938م)، فعاد التوتر مجددا للعلاقات الدولية ؛ مما أدى إلى اندلاع حرب عالمية ثانية كانت أكثر ضراوة وفتكا امتدت ما بين عامي ( 1939-1945م(. وكان هناك عدة أسباب لقيام الحرب العالمية الثانية منها الأسباب غير المباشرة: قسوة الشروط التي فرضتها معاهدة فرساي عام 1919م على الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى ، ظهور الحكومات الدكتاتورية كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا واعتمادها على الحرب لتحقيق سياستها المتطرفة ، نقمة إيطاليا على حلفائها، فشل عصبة الأمم في تحقيق السلام العالمي ،الأزمات الاقتصادية العالمية عام 1929م.
بينماالسبب المباشر هو مشكلة دانزج ( الممر البولندي ) ومن نتائج الحرب العالمية الثانية
قتل وتدمير وتشريد عدد كبير من سكان العالم في مناطق الحرب و تحطيم قوة ألمانيا العسكرية ,وإجبارها على دفع تعويضات للحلفاء. اضرب الحرب بالاقتصاد الأوروبي وارتفعت معدلات البطالة والفقرو انهيار النظام الفاشي في ايطاليا والنظام النازي في ألمانيا.
وتقسيم ألمانيا إلى مناطق نفوذ بين الدول المنتصرة، أعيد تنظيم الاقتصاد الألماني بحيث يوجه لإنتاج الإغراض السلمية و ظهور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كدول عظمى, وتراجع مكانة بريطانيا وفرنسا ,فنتج عن ذلك انقسام العالم إلى معسكرين كبيرين هما :الرأسمالية ,والاشتراكية ؛مما أدى إلى قيام الحرب الباردة.
و ظهور الدمار الشامل الحديثة والمتطورة المتمثلة بالقنابل النوويةو قيام حركات التحرر والاستقلال في الدول المستعمرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية . و إنشاء هيئة الأمم المتحدة كمنظمة عالمية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين عام (1945)م بدلا من عصبة الأمم التي انتهت بقيام الحرب العالمية الثانية.