تاريخ العرب فصل ثاني

الأول ثانوي أدبي

icon

 

أولاً: الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)

كانت الإنجازات الحضارية التي تحققت في القرن التاسع عشر الميلادي تبعث على الفخر والاعتزاز للأوروبيين، بسبب ما حققوه من تقدم كبير في مجالات الصناعة والعلم وتسخير موارد الطبيعة، وما أحدثوه من تغير في الفكر الإنساني بالحديث عن الحرية الإنسانية، فانتشرت مبادئ الديمقراطية والحرية الفردية وظهرت الحركات القومية، إلا أنه ورغم هذا التقدم فقد كان يحمل مأساة كبيرة تركت آثارها السلبية على العالم بأسره، وتمثل ذلك بالحرب العالمية الأولى التي اندلعت شرارتها في شهر حزيران عام 1914م، وسميت بذلك لشمولها، ولاشتراك عدد كبير من دول العالم فيها أو تأثرها بها.

1- عوامل قيام الحرب

ظهر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي عدة عوامل كان لها أثرها في قيام القيام الحرب العالمية الأولى ومنها:

أ- العامل الاقتصادي: بلغ التنافس الصناعي والتجاري حداً كبيراً بين بريطانيا وألمانيا، فالمنتوجات الألمانية أخذت تنافس المنتوجات البريطانية والفرنسية، مما أدى إلى إيجاد حالة من التوتر بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وألمانيا من جهة أخرى.

وتمكنت ألمانيا من إقناع الدولة العثمانية بمنحها امتيازاً لمد خط سكة حديد لتربط برلين ببغداد، مما أثار قلق بريطانيا وفرنسا، فخشيت بريطانيا من أن يؤثر امتداد النفوذ الألماني في الدولة العثمانية على مصالحها في العراق والخليج العربي وإيران والهند.

ب- العامل القومي: ازداد الشعور القومي بين الشعوب الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي، فقامت حركات قومية في أجزاء متعددة من أوروبا كان لنشاطها أثر كبير في جر العالم نحو الحرب، ومن أهم هذه الحركات ما يلي:

1. حركة الجامعة السلافية (دول البلقان)

2. حركة الثأر الفرنسية

3. حركة الجامعة الجرمانية

ج- سياسة التكتلات والأحلاف الدولية: اتجهت الدول الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الميلادي

إلى عقد عدد من التكتلات الدولية لتحقيق الأمن القومي لتلك الدول

وللتعرف إليها .تأمل الجدول الآتي :

 

التكتلات والأحلاف  الدولية

الدول المشاركة

الهدف من تأسيسها

-عصبة الأباطرة الثلاثة(18731878م)

ألمانيا والنمسا وروسيا

- المحافظة على الأوضاع القائمة في أوروبا.

- القضاء على الحركات الثورية المتطرفة.

- حل المشاكل بين الدول الثلاث بالطرق السلمية.

-التحالف الثلاثي 1882م

ألمانيا والنمسا وإيطاليا

استمر التحالف الألماني النمساوي وانضمت إيطاليا إلى هذا التحالف من أجل:

- الانتقام من فرنسا بسبب احتلالها لتونس عام 1881م.

- توفير الحماية الكافية لمواجهة تدخل فرنسا العسكري في إيطاليا ولإعادة قوية البابوية إلى سابق عهدها.

-الوفاق الثلاثي 1907م

روسيا وفرنسا وبريطانيا

عقد بعد تسوية المشاكل بين كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا، فتعهدت من خلاله كل دولة بالدفاع عن الدول الأخرى في حالة تعرضها لأي هجوم.

 

 

 

 

و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د- الأزمات الدولية: برزت في مطلع القرن العشرين عدة أزمات دولية أدت إلى زيادة حدة التوتر والتسابق على التسلح بين الدول الأوروبية ومن تلك الأزمات:

1. أزمتا مراكش (المغرب الأقصى) عام (1905و1911م).

للتعرف إلى أزمتي مراكش اقرأ النص الآتي.

( كانت فرنسا تسعى إلى أبسط نفوذها على مراكش وخاصة بعد نجاحها في احتلال الجزائر عام 1830م وتونس عام 1881م، ولكن ألمانيا عارضت الأطماع الفرنسية في مراكش، فعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الأول في إسبانيا عام 1906م، تم بموجبه الاعتراف باستقلال مراكش وتكليف فرنسا بالمحافظة على النظام فيها، إلا أن النزاع تجدد عام 1911م حينما أرسلت فرنسا جيشاً لاحتلال مدينة فاس عاصمة مراكش بحجة حماية أفراد الجاليات الأوروبية من الاضطرابات التي وقعت فيها، فاحتجت ألمانيا على ذلك وعززت احتجاجها بإرسال بارجة إلى مدينة أغادير لحماية المصالح الألمانية، فعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الثاني عام 1911م وبموجبه تقرر إطلاق يد فرنسا في مراكش مقابل  تخلي فرنسا عن جزء صغير من الكونغو الفرنسية (الكاميرون) لألمانيا، وجعل طنجة مدينة دولية).

 

2. الأزمة البلقانية ما بين عامي (1908-1914م):وتمثلت بـ:

أ. ضم النمسا لإقليمي البوسنة والهرسك عام 1908م: وضعت البوسنة والهرسك بمقتضى مؤثر برلين عام 1884م تحت الإدارة النمساوية مع بقاء حق الملكية للدولة العثمانية، ثم ضمت النمسا هذين الإقليمين إليها عام 1908م، مما أدى إلى إثارة الشعور القومي عند مواطني الإقليمين.

ب. الحروب البلقانية (1912-1913):قامت الدولة العثمانية عام 1912م بإخماد الثورة التي نشبت في مقدونيا فما كان من بلغاريا واليونان وصربيا أن عقدوا حلفاً بينهم، وأعلنوا الحرب على الدولة العثمانية لانتزاع مقدونيا منها واقتسامها بينهم، وقد هزم العثمانيون في هذه الحرب وأجبروا على التخلي عن الكثير من ممتلكاتهم في أوروبا، ثم بدأ النزاع بين المنتصرين عندما حرمت صربيا من الحصول على ألبانيا كما كان متفقاً عليه وذلك عندما اعترف باستقلال ألبانيا.

2- أطراف الحرب

كانت الأوضاع في أوروبا مهيأة لحدوث صدام مسلح، ففي 28 حزيران 1914م اغتال طالب صربي الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة سراييفو عاصمة البوسنة، فكان هذا السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

 

3- مجريات الحرب

أعلنت النمسا في عام 1914م الحرب على صربيا، فدعمت روسيا صربيا، وأعلنت التعبئة العامة في روسيا، فطلبت ألمانيا من روسيا وقف التعبئة العامة، إلا أن روسيا رفضت ذلك، وايدتها فرنسا فردت ألمانيا بإعلان الحرب على الدولتين (روسيا وفرنسا)، فزحف الجيش الألماني نحو فرنسا عبر بلجيكا وهولندا، فأعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا بحجة الدفاع عن حياد بلجيكا التي تعهدت بريطانيا بحمايتها.

تمكن الإيطاليون من وقف الزحف النمساوي حتي منتصف عام 1917م، ولكن الجيوش النمساوية استطاعت الانتصار على الإيطاليين في معركة (كابوريتو).

وفي عام 1917م انسحبت روسيا من الحرب على إثر قيام الثورة البلشفية، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء مما عزز موقفهم، واضطر الألمان للانسحاب وطلب الهدنة في 11من تشرين الثاني عام 1918م، وقد نجحت الدولة العثمانية في وقف الزحف الروسي على أراضيها وبدأت الجيوش العثمانية تتحول إلى الهجوم، ولكن انسحاب روسيا من الحرب أوقف القتال في أوروبا.

أما في منطقة الشرق العربي فقد تمكنت القوات العربية بقيادة الأمير فيصل بن الحسين من تحرير البلاد العربية من حكم الدولة العثمانية.

4- مؤتمر فرساي(1919)

اشتركت جميع دول الحلفاء في مؤتمر الصلح الذي عقد في قصر فرساي بأحد ضواحي باريس في 18 من كانون الثاني عام 1919م، وجاءت القرارات النهائية للمؤتمر لمصلحة الدول المنتصرة في الحرب على حساب الدول المهزومة، ومن أبرز ما جاء في معاهدة فرساي :

أ- إعادة الإلزاس واللورين إلى فرنسا، وتخلي ألمانيا عن إقليم السوديت لتشيكوسلوفاكيا وبهذا تكون ألمانيا فقدت ما يقارب السبعة ملايين من سكانها.

ب- أشترط على ألمانيا محاكمة القيصر وأعوانه من القادة العسكريين بصفتهم مجرمي حرب.

ج- فرض على ألمانيا دفع تعويضات باهظة.

د- تحديد عدد الجيش الألماني بمئة ألف جندي وإلغاء التجنيد الإجباري.

5- نتائج الحرب العالمية الأولى وأثرها على الوطن العربي

تمخض عن هذه الحرب نتائج عديدة كان لها الأثر الكبير على أوروبا.

وللتعرف عليها تأمل الجدول الآتي:

 

نتائج الحرب العالمية الأولى

1- هزيمة دول الوسط

2- القتل والتشريد للملايين من سكان العالم وتدمير المدن والمؤسسات والمنجزات الحضارية

3- فرض شروط قاسية على ألمانيا

4- انهيار بعض الدول كالدولة العثمانية

5- انهيار الاقتصاد الأوروبي بسبب الخسائر البشرية والمادية

6- ظهور الحكومات الديكتاتورية

7- قيام عصبة الأمم لتحقيق الأمن والسلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كانت نتائج الحرب العالمية الأولى على الوطن العربي سيئة، فقد شددت بريطانيا وفرنسا قبضتهما على البلاد العربية، وتآمرت كل من بريطانيا وفرنسا على العرب من خلال توقيع اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916م التي تنص على اقتسام البلاد العربية (بلاد الشام والعراق) بينهما، وتلا ذلك إصدار بريطانيا وعد ( بلفور) لليهود عام 1917م الذي تعهدت بموجبه بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين غير عابئة بوعودها للعرب، ثم عقد مؤتمر سان ريمو عام 1920م الذي تم بموجبه فرض التجزئة والانتداب البريطاني على الأردن وفلسطين والعراق، والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.

 

الحرب العالمية  الثانية ( 1939-1945)

 

فشلت الدول المنتصرة  بعد الحرب  العالمية  الأولى في تسوية الخلافات  بين الدول الأوروبية خلال الفترة  الممتدة مابين  (1919-1938م)، فعاد التوتر مجددا  للعلاقات  الدولية ؛ مما أدى إلى اندلاع  حرب عالمية  ثانية كانت أكثر ضراوة  وفتكا  امتدت ما بين عامي ( 1939-1945م(.

1- أسباب قيام الحرب العالمية  الثانية

أ- الأسباب غير المباشرة:

1. قسوة الشروط التي  فرضتها  معاهدة  فرساي  عام 1919م على الدول  المهزومة  في الحرب  العالمية  الأولى  ، وخاصة  تلك  المفروضة  على ألمانيا  ، فقد مزقت  وحدتها  السياسية باقتطاع أجزاء من أراضيها  لصالح دول  مجاورة  وكبلتها  بدفع  تعويضات مالية ، مما  أضعف  ألمانيا عسكريا  واقتصاديا .

2. ظهور  الحكومات  الدكتاتورية  كالنازية  في ألمانيا  والفاشية  في إيطاليا  واعتمادها  على الحرب لتحقيق سياستها  المتطرفة.

 

 

حركة  سياسية  عنصرية  ظهرت في ألمانيا  ، بعد  الحرب العالمية الأولى حيث تمكن المنتمون  للحزب  القومي  الاشتراكي  العمالي  الألماني  بزعامة  أدولف  هتلر من الهيمنة  على  السلطة  عام 1933م. وتؤمن  النازية بالتفوق  العرقي  للشعب  الألماني  باعتبارهم  سادة  الجنس  البشري  وأعلى مرتبة فيه .

 

الفاشية

نظام  سياسي  عنصري أسسه  بينيتو  موسوليني  في إيطاليا ، ونما  تدريجيا بعد عام  1922م ، واستمر  قائما  حتى هزيمة  إيطاليا عام 1943م في الحرب  العالمية  الثانية ،  وتؤمن  الفاشية  بعدم المساواة  بين  الأجناس  وفكرة  الزعيم  الأوحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3.نقمة إيطاليا على حلفائها ، لأنهم تجاهلوا مطالبها  بالتوسع  وحرموها من الغنائم ، وقد استغل  الفاشيون ذلك ، فأججوا  الشعور  القومي  الإيطالي عندما  وصلوا  للسلطة  عام 1922م .

4. فشل  عصبة  الأمم  في تحقيق  السلام  العالمي  أو تخفيف  حدة التوتر  بين  الدول  بسبب  هيمنة  الدول  الكبرى  عليها  وتسخيرها  لخدمة  مصالحها  ،  وعدم  انضمام  الولايات  المتحدة الأمريكية  إليها ، وانسحاب  إيطاليا  منها  عام 1925 م ،  ثم  ألمانيا  عام 1936م،  ثم  اليابان عام 1937م.

5.الأزمات  الدولية وتشمل : 

الأزمات  الاقتصادية  العالمية عام 1929م:  فقد عجزت  الحكومات  الديمقراطية  في بعض الدول  الأوروبية  واليابان عن مواجهة  المشاكل  الاقتصادية  والاجتماعية  المرتبطة بالأزمة ، ولهذا  تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية المعارضة، فكان من نتائجها  قيام الأنظمة  الديكتاتورية  في تلك الدول ،  وقد  أدت الأزمة  إلى  تعميق  التفاوت  الاقتصادي  بين  الدول الديمقراطية (فرنسا وبريطانيا والولايات  المتحدة  الأمريكية ) والحكومات  الديكتاتورية ( ألمانيا وإيطاليا  واليابان ) ، فقد  تمكنت الدول الديمقراطية بفضل  نشاط  أسواقها  الداخلية ومستعمراتها

من تجاوز  مخلفات الأزمة  بسرعة ،بينما  لم تستطع  الحكومات  الدكتاتورية  تجاوز  الأزمة لذا  طالبت  بإعادة تقسيم  العالم ،  واقتنعت  هذه الدول بضرورة  تطور  صناعتها  الحربية  بهدف  تنشيط  الاقتصاد  واسترجاع  قوتها العسكرية تمهيدا  للحصول على مناطق  نفوذ تساعدها على الخروج من أزمتها ، فقامت  اليابان  بغزو إقليم  منشوريا  شمال  الصين عام 1931م، واكتفت  عصبة الأمم بالتنديد ،  مما شجع  إيطاليا  على غزو  أثيوبيا  عام 1935م،  وقيام  ألمانيا  بضم  النمسا  وتشيكوسلوفاكيا  بالقوة عام 1938م،

  • الحرب الأهلية  في اسبانيا عام 1936م بين حكومة  الجمهوريين والقوميين  بزعامة  فرانكو  الذي حصل على مساندة إيطاليا وألمانيا ، بالمقابل  أيدت  فرنسا  وبريطانيا  الجمهوريين ، وتوالت انتصارات  القوميين  إلى أن  سقطت  مدريد بأيديهم في آذار عام 1939م، وأصبح الجنرال فرانكو ديكتاتور إسبانيا .

 

ب- السبب المباشر : مشكلة دانزج ( الممر البولندي ) :

بعد قيام  الدول  البولندية  قرر الحلفاء إنشاء  ممر عرضه 25ميلا  يربط  بولندا  ببحر  البلطيق  عن طريق  ميناء  دانزج  الألماني ،  وتقرر  أن  تكون  دانزج  مدينة دولية  يديرها  مندوب  سام يتبع  لعصبة الأمم ،  وأدى  إنشاء  الممر  إلى  عزل  بروسيا  الشرقية  عن  الوطن  الأم( ألمانيا ) ، فأثار  ذلك غضب  الألمان  ونقمتهم  وكان  سببا  مباشرا  في قيام   الحرب .

2- الدول المشاركة في الحرب العالمية  الثانية

للتعرف للدول المشاركة بالحرب أرجو الاطلاع على ص 99

3- أحداث الحرب العالمية  الثانية ومجرياتها

وجه هتلر إنذارا إلى بولندا لإعادة ميناء دانزج إلى ألمانيا بعد أن عقد اتفاقا مع الاتحاد السوفيتي ليضمن حياده ،وبعد أن رفضت بولندا الإنذار اجتاحت القوات الألمانية بولندا في الأول من أيلول سنة 1939م ،فقامت بريطانيا وفرنسا بتوجيه إنذار إلى ألمانيا لسحب قواتها من بولندا ولما رفضت ألمانيا الانسحاب ،أعلنت الدولتان الحرب على ألمانيا في الثالث من أيلول في العام نفسه فكان سببا في قيام الحرب العالمية الثانية، ودخلت ايطاليا إلى الحرب إلى جانب ألمانيا.

أدولف  هتلر ( 1889- 1945م)

سياسي  ألماني نازي  ، ولد في النمسا ، انضم  إلى حزب  العمال الألماني  الاشتراكي  الوطني  المعروف  بالحزب  النازي  عام 1920م،  وأصبح  زعيما  له  عام 1921م، وبعد  سجنه إثر  محاولة  الانقلاب  الفاشلة  التي قام بها  عام 1923م  استطاع  أن يحصل  على تأييد  الجماهير  لتشجيعه  على الأفكار  القومية ،  وتمكن  من شغل منصب  مستشار  الدولة  في الفترة  ما بين (1933- 1945م).

 

 

 

 

 

في المرحلة  الأولى  من الحرب (1939- 1942م) حققت دول المحور انتصارات كبيرة ونجحت ألمانيا باحتلال الدنمارك والنرويج عام 1940م ثم احتلت فرنسا بعد إسقاط الحكومة الفرنسية فيها وأقامت حكومة فيشي الموالية لألمانيا برئاسة الجنرال بيتان كما احتل الألمان بلجيكا وهولندا وتعرضت المدن البريطانية لهجوم كاسح جوا وبحرا من قبل الطائرات والغواصات الألمانية إلا أن بريطانيا ضمدت بقوة بسبب وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها .

وفي حزيران عام 1941م نقض هتلر معاهدته مع الاتحاد السوفيتي، وهاجمه الجيش الألماني حتى وصلت القوات الألمانية أطراف موسكو، فأعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على ألمانيا ،وفي عام 1941م احتلت اليابان هونغ كونغ والفلبين وسنغافورة ،وفي كانون الأول من العام ذاته هاجمت اليابان ميناء بيرل هاربر الأمريكي في المحيط الهادي وتمكن من تدميره، فكان الرد بدخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد اليابان وحلفائها .

وفي  المرحلة الثانية (1943-1945م) تحولت الحرب لصالح الحلفاء،  ففي أواخر عام 1942م انتصر الجيش الأحمر السوفيتي على القوات الألمانية في معركة (ستالينغراد)  بسبب تراجع الألمان نتيجة البرد الشديد  وكثرة القتلى ،ثم تمكن الاتحاد السوفيتي من الاستيلاء على بلدان أوروبا الشرقية ، ونجح  الحلفاء بإنزال قواتهم في المغرب العربي لتحرير تونس من النفوذ الألماني الإيطالي،  وتمكن الجيش البريطاني من رد الهجوم الايطالي والألماني الذي استهدف قناة السويس لقطع اتصال بريطانيا بالشرق فانتصر في معركة العلمين غرب الإسكندرية في عام 1942م ثم انطلق الجيش البريطاني لتحرير ليبيا ،ومن تونس تقدمت قوات الحلفاء شمالا واستولت على ايطاليا ،وأطاحت بالنظام الفاشي عام 1943م ، ثم استولوا على بلجيكيا وهولندا ولكسمبورغ ، وتوالت انتصارات الحلفاء عندما نجحوا في إنزال قوات ضخمة في ساحل نورماندي في فرنسا بقيادة أيزنهاور فنجحت بتحرير فرنسا واحتلال برلين عاصمة ألمانيا في مطلع عام 1945م وتمكن الحلفاء من فرض الاستسلام على ألمانيا وفقا لمؤتمر الدار البيضاء (كازابلانكا) عام 1945م .

وفي المرحلة نفسها طاردت القوات الأمريكية الجيش الياباني في المحيط الهادي ومنطقة الشرق الأدنى.

 ونجحت الولايات المتحدة بإنهاء الحرب في آب عام 1945م عندما قامت بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين ،مما اجبر اليابان على الاستسلام.

4- نتائج الحرب العالمية الثانية :

   أ - قتل وتدمير وتشريد عدد كبير من سكان العالم في مناطق الحرب .

    ب-  تحطيم قوة ألمانيا العسكرية ,وإجبارها على دفع تعويضات للحلفاء.

 ج-  اضرب الحرب بالاقتصاد الأوروبي ,فدمرت 65% من البنية التحتية الصناعية وارتفعت معدلات البطالة والفقر.

د-   انهيار النظام الفاشي في ايطاليا والنظام النازي في ألمانيا.

ه- تقسيم ألمانيا إلى مناطق نفوذ بين الدول المنتصرة وبالمقابل تم توسيع الحدود لبعض دول الحلفاء (كبولندا,بلغاريا,والاتحاد السوفيتي ).

و-  أعيد تنظيم الاقتصاد الألماني بحيث يوجه لإنتاج الإغراض السلمية.

ز-  ظهور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كدول عظمى, وتراجع مكانة بريطانيا وفرنسا ,فنتج عن ذلك انقسام العالم إلى معسكرين كبيرين هما :الرأسمالية ,والاشتراكية ؛مما أدى إلى قيام الحرب الباردة.

ح-  ظهور الدمار الشامل الحديثة والمتطورة المتمثلة بالقنابل النووية.

ط- قيام حركات التحرر والاستقلال في الدول المستعمرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية .

ي- إنشاء هيئة الأمم المتحدة كمنظمة عالمية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين عام (1945)م بدلا من عصبة الأمم التي انتهت بقيام الحرب العالمية الثانية.